الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المسلم يستعرض بـ«لندن للكتاب» تأثير الحكايات التراثية في تشكيل الوعي

أكد الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن الخيال يعني الحياة وهو ما يميز البشر عن غيره من الكائنات، وأن الخيال هو نتاج الجهد الفكري البشري المبدع عبر التاريخ في سياق محاولته لتفسير الظواهر والخوارق أو التعبير عن مخاوفه وأحلامه ورغباته عبر قصص ابتكرها وصاغ شخصياتها ليطوع بها المستحيل ويحوله إلى ممكن ولو بالتخيل والشعور، مشيراً إلى أن فقدان الحكاية الشعبية الخيالية يعني خسارة جزء كبير من الذاكرة الإنسانية.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن برنامج إمارة الشارقة التي تحل ضيف شرف على الدورة الـ49 من «معرض لندن الدولي للكتاب»، تناول فيها أهمية الحكايات الخرافية وما تقدمه من أبطال، ودورها في تشكيل الوعي وتوسيع النظرة للحياة وحركتها وظواهرها، إلى جانب كونها وسيلة تعليمية فعالة تعتمد الأسلوب التفاعلي الاستكشافي بعيداً عن التوجيهات والإرشادات الجامدة والمحددة.

اقرأ أيضاً: الشارقة تحتفي بمشاركتها ضيف شرف «لندن للكتاب» بتنظيم إفطار رمضاني



واستهل المسلم الجلسة بالحديث عن نشأته في مدينة خورفكان حيث تعتبر قصص الخيال جزءاً أصيلاً من ثقافاتها وطقوسها، وقال: «تأثر المجتمع في مدينتي إلى حد كبير بالقصص الخرافية وشخصياتها، وكنا نعتمد على ما تقدمه الخرافة في تأويل الأشياء والظواهر والأحداث، فإذا سمعنا صوت نباح كلب أو عواء ذئب أو شهدنا حدثاً طبيعياً، فسرناه بالاستناد على ما نحفظه من الخرافات التي انتقلت إلينا جيلاً عبر جيل».

الأم كنز المعرفة الأول

وتابع المسلم: «هناك رابط وجداني عميق بين الإنسان والحكاية وبشكل خاص إذا كان الأمر يتعلق بالأطفال، وكانت تعتبر الحكايات بمثابة جائزة ومكافأة للطفل الملتزم أو المتعاون والمساهم في شؤون وأعمال العائلة، وكانت أمي، التي اعتبرها كنزي المعرفي الأول، تعدنا بأن تقص علينا الحكايات إذا ساعدنها في أعمال المنزل. ولعل سر حب الأطفال للحكايات الخرافية هو ما يمنحه لهم أبطالها من شعور بالقوة والتفوق على الواقع وتحدياته».



اقرأ أيضاً: تعرف على أجندة الشارقة ضيف شرف «لندن الدولي للكتاب»



تراث الخيال لا

وحول الأهمية المستمرة لقصص الخيال التراثية وحضورها القوي في واقعنا اليومي، قال المسلم: «لقد لجأ الإنسان عبر التاريخ إلى الخيال ليعبر عن ذاته ودوره ومكانته وسط منظومة الطبيعة وكائناتها، وليعبر أيضاً عن هويته الوجدانية، فغالبية قصص الخيال في الثقافة العربية تنتهي بهزيمة الشخصية الخرافية نتيجة خطأ ارتكبته، وهذا يعني أن على الإنسان أن يتعلم من نتاجه الفكري الذي صور تلك الحكاية. وهنا علينا أن نعي بدقة أن قصص الخيال لا تنتمي للماضي، قد يكون ذلك من حيث النشأة، ولكنها لا تزال تنتقد واقعنا وتضيء على جوانبه الغائبة وتحاكم منظومتنا الثقافية وتعيد توصيف مفاهيمنا، إنها قصص مستمرة باستمرار الزمن، لذلك علينا أن نبذل المزيد من الجهد لتوثيقها وحفظها كما هي بكل أمانة وموضوعية».