الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإمارات في عهد خليفة بن زايد.. قبلة المثقفين والمفكرين وإثراء للمشهد الإبداعي

زخرت دولة الإمارات بحركةٍ ثقافيةٍ نشطة، وإنتاج ثقافي وفكري وإبداعي متنوع على المستويات كافة، فقد أَثرت عشرات المبادرات والبرامج الثقافية، والمنصات المعرفية، والمعارض الفنية المشهد الإبداعي في الدولة، وانعكست إيجابياً على المجتمع بشكل عام، في عهد المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله».

مبادرات دعم الموهوبين

ووضعت الإمارات مجموعة من السياسات، وأطلقت حزمة من المبادرات الرامية إلى دعم الموهوبين الإماراتيين من خلال منظومة جديدة تواكب العصر، مدعومة ببنية تحتية ثقافية عالمية المستوى، توفر الإمكانات والموارد اللازمة لنقل تجارب المبدعين إلى العالمية، وتقيم الإمارات علاقات ثقافية مع عدد كبير من دول العالم، وهي عضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وتعتبر من أبرز الدول الداعمة لمشروعات حفظ التراث العالمي وحماية الآثار والتعريف بالثقافات والتواصل بين الحضارات.

وأصبحت الثقافة، اليوم، بالإمارات في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد «رحمه الله»، امتداداً طبيعياً وتاريخياً لعهد والده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بحكم مجريات الواقع ومقتضيات التاريخ، ويتميز عهد المغفور له ثقافياً بالاستجابة بإيجابية للمستجدات، وخلق المبادرات، وربط الحركة الثقافية بتجربة التنمية ربطاً حقيقياً، وهي جزء أصيل من حركة التنمية، وجزء يوازي ويتزامن فلا ينأى أو ينعزل عنه.

دولة الإمارات قبلة المثقفين والمفكرين

وجعلت المشروعات الثقافية الكبرى في عهده، من الدولة وعاصمتها مركز الثقل في العمل الثقافي العربي، وصاحبة التأثير الأكبر فيه، وأصبحت الدولة وعاصمتها المتألقة قبلة المثقفين والمفكرين والمبدعين العرب في كل المجالات، يجدون فيها المجال الرحب، والأرض الخصبة التي تسمح للأفكار الخلّاقة بالنمو والنجاح، ويلقون فيها الاهتمام والاحتفاء والتقدير.

وأطلقت دولة الإمارات مبادرات ومشروعات ثقافية عدة، التي تدعم توجهها الاستراتيجي؛ لتكون مركزاً إقليمياً للثقافة والفنون والتراث، وجسراً للتواصل الحضاري مع العالم، وعملت على بناء شراكات استراتيجية ثقافية وعلمية وفنية مع العديد من الدول والمؤسسات الإقليمية المعنية بالثقافة والتراث؛ لاستقطاب أشهر المناطق الثقافية والتراثية والأثرية إلى الإمارات.



المنطقة الثقافية في «السعديات» ومتحف اللوفر بأبوظبي

وتأتي من بين أبرز هذه المشروعات المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات،التي تعتبر واحدة من أرقى المناطق في أبوظبي، نظراً لموقعها المتميز وطبيعتها الخلابة ومرافقها العصرية، كما تعد الجزيرة من المراكز الثقافية المهمة في العاصمة، إذ تنظم العديد من المعارض الفنية الدولية.

وفي عام 2017، افتتح متحف اللوفر في أبوظبي الذي يُعدّ أول متحف عالمي في العالم العربي، يجسّد الانفتاح على الحضارات، ويستكنّ في قلب المنطقة الثقافية في السعديات، حيث يجد عشّاق الفنّ ملاذهم بين الأعمال الفنية ذات الأهمية التاريخية والثقافية والاجتماعية القادمة منذ القِدَم حتى أيامنا هذه، الذي يغطي مساحة 9200 متر مربع من صالات العرض الفنية.

تأسـيس التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع

وافتتحت القمة الثقافية في أبوظبي، في 2017، والتي جذبت أبرز قادة الثقافة والفنون من مختلف أنحاء العالم إلى أبوظبي، وتأسـيس «التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع»، والاعتراف بفن العازي، كشكلٍ من أشكال الشعر التقليدي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدخوله قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، الذي يحتاج إلى صون عاجل.

كما افتتحت منارة السعديات كمركز للمعارض في عام 2009؛ لتشكل اليوم منصة مجتمعية نابضة بالحياة تسهم في إثراء المشهد الفني في أبوظبي، ونجحت منارة السعديات في التواصل مع المجتمع باستمرار من خلال المعارض الدورية التي تنظمها على مدى العام، والورش، وتقديم الأفلام، وعروض الأداء الفني، ومساحات الإستوديو المفتوحة للاستخدام اليومي، وتستكشف منارة السعديات جميع المفاهيم والأفكار المعاصرة التي تخاطب جميع الأعمار.



إطلاق جائزة خليفة التربوية

وفي عهد سموه، أطلقت جائزة خليفة التربوية، التي بدأت عام 2007 بهدف دعم التعليم، والميدان التربوي، وتحفيز المتميزين، والممارسات التربوية المبدعة، وتهدف الجائزة إلى إبراز التربويين والممارسات العلمية الناجحة محلياً وإقليمياً وعربياً، ووجّه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد «رحمه الله» بأن يكون 2016 عاماً للقراءة، إيماناً منه بأن تغيير مسار التنمية، نحو اقتصاد معرفي قائم على العلوم والتكنولوجيا والابتكار يتطلب تنشئة جيل قارئ، ومدرك، ومواكب لتطورات العالم من حوله، ومُلم بأفضل الأفكار، وأحدث النظريات.

كما أصدر سموه عام 2016، أول قانون من نوعه للقراءة، يضع أطراً تشريعية، وبرامج تنفيذية ومسؤوليات حكومية محددة؛ لترسيخ قيمة القراءة في دولة الإمارات بشكل مستدام، في بادرة حضارية وتشريعية غير مسبوقة في المنطقة.

وتفاعلت جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والأفراد، مع هذه المبادرة وتعزيزها على أرض الواقع، ففي الخامس من شهر ديسمبر عام 2015، أقر مجلس الوزراء إعلان 2016 عاماً للقراءة، وأصدر المجلس توجيهاته بالبدء في إعداد إطار وطني متكامل؛ لتخريج جيل قارئ وترسيخ الدولة عاصمة للمحتوى والثقافة والمعرفة.

مهرجان الشيخ زايد التراثي

حظي المهرجان برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، وحرص مهرجان الشيخ زايد منذ انطلاقه على نقل الموروث الفكري والثقافي للإمارات، وإظهار ثراء تقاليدها، وإبراز مدى تنوعها من خلال تنظيم حدث ثقافي عالمي المقاييس، قادر على استقطاب مواطني الدولة والمقيمين والسياح والزائرين.

إنشاء هيئة الإعلام الإبداعي

وفي عام 2021، أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، قانوناً بإنشاء هيئة الإعلام الإبداعي تابعة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي.

وتهدف الهيئة إلى تعزيز نمو القطاع الإبداعي في الإمارة وتوفير البنية التحتية اللازمة لازدهار المؤسسات الإبداعية من خلال التنظيم والإشراف على أنشطة الإنتاج الإعلامي الإبداعي لشركات القطاع الخاص، وتطوير المبادرات لجذب وتحفيز وتطوير المواهب في المجال الإبداعي بالإضافة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة.

كما تعمل الهيئة على تطوير صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية، ودعم وإطلاق الجوائز التي تساهم في تطوير الإنتاج الإعلامي والإعلام التفاعلي في الإمارة.

تحالف ألف

تعدّ دولة الإمارات لاعباً رئيسياً في التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألف)، المنظمة الدولية التي تتخذ من جنيف مقراً لها، انطلقت فكرة إنشائها خلال المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر، الذي انعقد بأبوظبي في ديسمبر 2016، ونتج عن هذا المؤتمر "إعلان أبوظبي"، الذي نص على إطلاق تحالف دولي جديد، وإنشاء صندوق دعم للبرامج والمشروعات الرامية إلى حماية التراث الثقافي، وكذلك خلق شبكة دولية من الملاجئ لصون الممتلكات الثقافية المعرّضة للخطر.

في عام 2019 افتتح مسرح «خليفة بن زايد» في باريس في قصر فونتانبلو، حيث قررت الحكومة الفرنسية إطلاق اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على المسرح التاريخي كبادرة شكر وعرفان منها إلى دولة الإمارات ورئيسها، لدور سموه الكبير في إعادة الروح لهذا المعلم التاريخي، والاهتمام الذي يوليه سموه لرعاية الثقافة وصون التراث في العالم، حيث يعتبر هذا المسرح التاريخي في «قصر فونتينبلو» المدرج على لائحة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو أحد أهم القصور الملكية، حيث تعاقب على سكنه 34 ملكاً وإمبراطوراً فرنسياً من بينهم نابليون الثالث إمبراطور الإمبراطورية الفرنسية الثانية في القرن التاسع عشر.

في عام 1981 أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في ذلك الوقت، قانون إنشاء المجمع الثقافي بساحة قصر الحصن، في قلب مدينة أبوظبي، واستطاع المجمع الثقافي في فترة قصيرة أن يتحول إلى مركز إشعاع فكري وثقافي، بفضل دعم ورعاية المغفور له الشيخ زايد، واهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة.