الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ناشرون: خفضنا هامش الربح لنحافظ على ثبات أسعار الكتب

ناشرون: خفضنا هامش الربح لنحافظ على ثبات أسعار الكتب

اعتبر الناشرون معارض الكتب مثل مهرجان الشارقة القرائي للطفل قبلة حياة لهذه الصناعة

اعترف ناشرون بأن صناعة الكتب تواجه تحديات كبيرة، حيث لم تكد تنتهي من التخلص من التبعات التي فرضتها سيطرة الجائحة على العالم، حتى ظهرت الأزمة السياسية بين روسيا وأوكرانيا والتي ألقت بظلالها على كل القطاعات الاقتصادية وفي القلب منها صناعة الكتاب الورقي.

وأكد ناشرون التقتهم «الرؤية» على هامش مشاركتهم في معرض الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار «كوِّن كونك»، خلال الفترة من 11 وحتى 22 مايو الجاري، في مركز إكسبو الشارقة، أن صناعة الكتب تواجه عدداً من التحديات، على رأسها ارتفاع كلفة الإنتاج والطباعة والشحن، ضعف الإقبال على القراءة، تراجع القوة الشرائية لدى الكثير من الأسر نتيجة ارتفاع الأسعار الذي ضرب معظم السلع الاستهلاكية الأساسية.

وشدد ناشرون على أنهم -ومن أجل أن تستمر حركة البيع لديهم في ظل هذه التحديات- قرروا خفض هامش الربح على الرغم من ارتفاع أسعار الشحن 30%، حتى لا يتأثر سعر الكتاب، منوهين بأن هدفهم توصيل الكتاب إلى الأطفال، معتبرين إياه سلاح الحماية في ظل انتشار الألعاب الرقمية الحديثة التي استحوذت على عقولهم.

وأشاروا إلى أن معارض الكتب مثل مهرجان الشارقة القرائي للطفل، تمثل قبلة حياة لهذه الصناعة، مشيرين إلى أن هذا المهرجان يلاقي إقبالاً كبيراً من الأطفال وأولياء أمورهم الذين يبحثون عن زرع ثقافة القراءة في أبنائهم، مشيرين إلى أن ما يميز هذا المهرجان أن أسعار الكتب تناسب كل الجيوب، حيث تبدأ من 10 دراهم إلى 50 درهماً.



سلاح حماية الطفل

أكد الناشر الدكتور غياث مكتبي، أنّه -وعلى الرغم من الأزمات والأحداث التي يمر بها العالم بعد جائحة كورونا والآثار الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، التي أدت إلى ارتفاع التكاليف الخاصة بعملية النشر سواء من ناحية الشحن، أو الأوراق، أو الطباعة- إلا أن الكثير من القائمين على هذه الصناعة يحاولون بقدر الإمكان المحافظة على سعر الكتاب الورقي، بعيداً عن التأثر بهذه الأحداث؛ مشيراً إلى أن هدف الناشرين توصيل الكتاب إلى القراء سواء أكانوا كباراً أم صغاراً، لا سيما الأطفال، مؤكداً أنّ الكتاب الورقي سلاح حماية للطفل في ظل انتشار الألعاب التكنولوجية الحديثة.



اقرأ أيضاً: الاقتصاد الإبداعي.. صناعات تتحدى التغيرات وألاعيب المنافسة والأزمات

وأضاف غياث، أن هذه الظروف فرضت عليهم كناشرين القبول بأقل قدر من الأرباح في مقابل أن تستمر هذه الصناعة، مشيراً إلى أنهم لا يريدون تحميل ميزانية الأسر أكثر مما تتحمل حتى يستطيع رب الأسرة شراء الكتاب لأطفاله، موضحاً أنّ الكتب الموجودة للأطفال في مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ13 تراوح ما بين 5 دراهم إلى 30 درهماً للكتاب.

واعتبر المكتبي، معارض الكتب والمهرجانات وعلى رأسها مهرجان الشارقة القرائي للطفل قبلة حياة لهذه الصناعة، حيث يستطيع العاملون تقديم بضاعتهم في ظل ظروف وأجواء جيدة وفرتها هيئة الشارقة للكتاب، متوقعاً أن يكون هناك إقبال كبير من الأطفال والأسر على المهرجان بسبب الفعاليات الكثيرة التي أعلنتها إدارته، والتي تصل إلى أكثر من 1900 فعالية متنوعة خاصة بالأطفال، ما يشجع على جذب الأطفال وأسرهم إلى المعرض، ويأمل في أن تكون المبيعات جيدة في الأيام المقبلة من المعرض.





مسؤولية ثقافية

أكد الناشر طوني عبود، أنهم يحافظون حتى هذه اللحظة على أسعار كتب الأطفال من دون أي زيادة، في محاولة منهم لتوصيل أدب الطفل إلى الأسر والأطفال، على الرغم من الأحداث السياسية التي يمر بها العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار الكثير من المواد الداخلة في صناعة النشر من حبر وأوراق وطباعة، وكلفة النقل التي زادت بنسبة 30% بسبب ارتفاع أسعار الوقود، مشيراً إلى أنّ هذا كله أثر على صناعة النشر، وخاصة في عالمنا العربي.

وأوضح عبود، أنّهم كدور نشر تحملوا مسؤوليتهم الثقافية تجاه الأطفال حتى هذه اللحظة، متوقعاً أنّ تشهد الإصدارات الجديدة زيادة في أسعار الكتب، نتيجة الزيادات التي يشهدها سوق النشر.

ويرى عبود أن مهرجان الشارقة القرائي للطفل سوف يساعد كثيراً في زيادة مبيعات كتب الطفل بسبب الدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، للثقافة والنشر في الوطن العربي، معتبراً مهرجان الشارقة القرائي للطفل، واحداً من أهم الأحداث الثقافية التي ينتظرها ناشرو كتب الأطفال في المنطقة والعالم العربي.

وقدّم عبود الشكر للقائمين على المهرجان؛ منوهاً بأنه يساهم في تمهيد الطريق أمام الأجيال الجديدة؛ ليكونوا رفاقاً للكتاب والمعرفة، مؤكداً أنّ أسعار الكتب في المهرجان منخفضة مقارنة بالأيام العادية، حيث تراوح أسعار الكتب ما بين 15 و50 درهماً.





إقبال كبير

اعترف الناشر مؤيد سعود، بتأثر صناعة النشر بالأوضاع العالمية نتيجة الزيادة التي شهدها قطاع الشحن ومصروفات الأوراق، وهو ما أثر على سوق النشر، لكن كان من المهم في الفترة الماضية المحافظة على سوق كتاب الطفل من خلال المحافظة على سعر الكتاب، مؤكداً أن هناك شريحة كبيرة من الناشرين يضعون على رأس أولوياتهم تثقيف الطفل، وأن يصل الكتاب إلى كل الأطفال.

وتوقع أن يكون هناك إقبال كبير من الأسر والأطفال على هذا المهرجان المميز؛ لأنه ليس مجرّد رفوف للكتب تعرض إصدارات وحسب، بلّ فضاءٌ متكاملٌ ومفتوحٌ على الإبداع والثقافة والفنون المختلفة.

وتابع أنّه ومنذ انطلاقة المهرجان، تحوّل مركز إكسبو الشارقة إلى كرنفالٍ، حشد حوله العائلات والأطفال من مختلف الجنسيات في الدولة، موضحاً أنّ أسعار الكتب تراوح بين 15 و50 درهماً.



ارتفاع بسيط

قالت الناشرة عبير العربي، فرضت جائحة كورونا والظروف السياسية التي يشهدها العالم تحديات كبيرة على قطاع النشر الذي يساهم بصورة قوية في دعم الاقتصادات الوطنية، لهذا يسعى العاملون في هذا القطاع إلى تجاوز كلّ هذه التحديات التي تواجه الصناعة من خلال الاستمرار في تقديم أعمال تخدم القراء وترتقي بفكرهم ومعارفهم.

ولفتت إلى أن الصناعات الإبداعية وفي القلب منها صناعة النشر واجهت تحديات كبيرة، حيث لم تكد تنتهي من التخلص من تبعات الجائحة، حتى طفت على السطح الأزمة السياسية بين روسيا وأوكرانيا والتي ألقت بظلالها على كل القطاعات الاقتصادية، معددة التحديات التي واجهتها صناعة الكتب مثل ارتفاع كلفة الإنتاج والطباعة والشحن إلى أكثر من 30%، ضعف الإقبال على القراءة، تراجع القوة الشرائية لدى الكثير من الأسر نتيجة ارتفاع الأسعار الذي ضرب معظم السلع الاستهلاكية الأساسية.

اقرأ أيضاً: مسؤولون ومثقفون: «الكتاب الإماراتي» محفز لصناعة النشر المحلية

واعترفت العربي بأن الأحداث السياسية أثرت سلباً على الأسعار، خاصة أسعار الشحن والطباعة، لذلك يحاول العاملون في هذا القطاع قدر الإمكان، الموازنة بين الحصول على ربحٍ قليل، والحفاظ على جودة الكتاب، ليصل الكتاب إلى الطفل؛ لأنّ الأطفال هم مستقبل الأمة، ونحن نعلم أن الكثير من الأسر لا تستطيع الحصول على الكتاب إذا ارتفع سعره، لذا نعمل على المحافظة على السعر حتى هذه اللحظة.

وتوقعت أن تشهد الفترة المقبلة إن لم تنتهِ الأحداث السياسية، ارتفاعاً في أسعار الوقود والأوراق والطباعة، لكنها ترى أنه سيكون ارتفاع بسيط؛ لتغطية تكاليف هذه الارتفاعات في الأسعار التي حدثت، فالناشر لا يبحث عن الربح أولاً ولكن يبحث عن الثقافة والأمل، يبحث عن وصول الكتاب إلى من يبحث عن الكتاب، موضحة أنّ أسعار الكتب الخاصة بالأطفال تتراوح بين 10 و50 درهماً.