الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

علي بن تميم لـ«الرؤية»: «أبوظبي للكتاب» يواجه تحديات انتشار اللغة العربية ويعزز حركة النشر الرقمي

كشف الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، عن وجود تحديين رئيسين يواجهان اللغة العربية، أحدهما متعلق عدم توفر المعلومات والإحصائيات الواضحة عن أعداد المتحدثين باللغة والعربية وغيرها من المعلومات الهامة والبارزة بذلك الجانب، وكذلك يتمثل في قلة الإنتاجات التكنولوجية والبرمجيات الذكية التي تخدم وتعزز من انتشار اللغة العربية.

ومن جانب آخر، أكد أن النسخة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي تعقد خلال الفترة من 23 وحتى 29 مايو الجاري، ويُنظّمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، تسهم في تعزيز الاقتصاد الإبداعي والمعرفي، كما أنها تدعم صناعة النشر وتعمل على إيجاد الحلول الداعمة لذلك القطاع الحيوي، كما يعد المعرض بمثابة حركة وصل بين عشاق القراءة والكتب والناشرين والموزعين وغيرهم من المهتمين بتلك الصناعة.

وأفاد «الرؤية» بأن الدورة الحالية من المعرض تشهد تقديم قرابة 500 فعالية وحدث أدبي وفني لتلبي احتياجات كافة أفراد المجتمع، بالإضافة إلى الورش الأدبية المختلفة التي تهم الكتاب والناشرين، علماً بأن الدورة الحالية تشهد مشاركة 1130 ناشراً.

وأردف «إن النسخة الحالية من المعرض شهدت تخصيص ركن خاص للناشرين الرقميين الذين يعملون على تطوير صناعة النشر الرقمي على المستوى المحلي والعالمي، وركن آخر للمبدعين في مجالات الفنون التشكيلية، وسينما الصندوق الأسود التي تعد أيضاً من الصناعات الإبداعية التي تعتمد بصورة مباشرة أو غير مباشرة على محتويات الكتب الأدبية لإنتاج الأفلام السينمائية والقصيرة».

وأشار إلى أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب انطلق للمرة الأولى في عام 1981 ويعتبر منصة ثقافية دولية تجمع الناشرين والمكتبات والوكلاء والمؤسسات الثقافية والصحافة لتبادل الأفكار وتحديد الفرص المجزية.

ولفت إلى أن المعرض يعد بمثابة منبر ومنصة إقليمية ودولية رائدة تجمع أقطاب صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وتوفر فرصاً واعدة للمنتمين إلى القطاع، لعقد شراكات جديدة، والاطلاع على أحدث اتجاهات وتطورات السوق.

وتالياً نص الحوار:

ما أبرز مستجدات معرض أبوظبي الدولي للكتاب؟

إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يأتي في فترة التعافي الكامل من جائحة كوفيد-19، وهناك تسهيلات كثيرة، وهي فرصة للجماهير أن يعودوا إلى عشقهم وشغفهم نحو الكتاب والقراءة وهي ترتبط بالتطوير الشخصي، واليوم لدينا معرض متكامل من جميع الجوانب وهو فعلاً أثر من آثار التغيير الذي أحدثته الجائحة والتي أضرت ضرراً كبيراً في صناعة الكتاب، علماً بأن صناعة الكتاب وتوزيعه تسهم في تعزيز في مسألة التنمية وترسيخ مجتمع المعرفة.





كم فعالية أدبية وثقافية ينظمها المعرض في النسخة الـ31؟

يعتبر المعرض اليوم بهذا الحضور الجميل فرصة للعائلات بعد انقطاع طال مجتمعات العالم، فنحن اليوم في مهرجان ثقافي واجتماعي متكامل ولدينا 500 فعالية ينظمها المعرض بالتعاون مع الجهات المعنية وكبار الأدباء والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، وأذكر على سبيل المثال أحد الحائزين على جائزة نوبل، بالإضافة إلى المشاركة الواسعة من قبل الوزراء والسفراء ومديري ومنظمي معارض الكتب الدولية، ومن جانب آخر، يحظى الزوار بفرصة حضور فعاليات خاصة بالأطفال والفنون.

علام تتضمن أبرز المبادرات الأدبية التي أطلقت في المعرض؟

أطلقنا مبادرات متنوعة بما فيها مبادرة متعلقة بالسينما والأفلام وعلاقتها بالكتاب وهناك ورش مهنية للناشرين ومبادرات لحماية حقوق الملكية الفكرية، وورش عمل لتطوير مهارات الكتابة الإبداعية يقودها أمهر الشعراء والنقاد والباحثين والروائيين والكتاب، كما شهدنا قبل أيام توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان، رئيس الدولة «حفظه الله»، بتخصيص 6 ملايين درهم كمنحة دعماً لحركة القراءة والمعرفة والعلوم ولشراء مجموعة قيّمة ومتكاملة من عناوين الكتب والمراجع الأدبية والمواد التعليمية من المعرض.

ما سر اختياركم الجمهورية الألمانية الاتحادية لتكون ضيف شرف المعرض في النسخة الحالية؟

إن المعرض يقدم روائع الكتب وجديد حركة النشر، فهناك أكثر من 1130 ناشراً يمثلون 80 دولة، وتعتبر ألمانيا ضيف الشرف في النسخة الحالية من المعرض، فألمانيا هي التي قدمت أكبر جناح في المعرض بصورة ومقاربة جديدة وفيها من الفن ما يعكس شغف هذا البلد نحو الكتاب وبأهميته وبتجربة معرض فرانكفورت للكتاب الذي يعد أقدم وأكبر معرض للكتب في العالم، كما يجسد الجناح الألماني الثقافة وتطور حركة القراءة وأبرز المؤلفين في ألمانيا.



كيف اخترتم الشخصية المحورية للنسخة الـ31 من المعرض؟

إن المعرض يحتفي بشخصية محورية وهي عميد الأدب العربي، الأديب طه حسين، من خلال جناح مميز يحاول أن يقرب تلك الشخصية إلى الأجيال الجديدة والناشئة، كما يُستعمل في الجناح على التقنيات الإلكترونية الحديثة، كما يقدم الجناح مجموعة الكتب الكاملة والأساسية للكاتب التنويري النهضوي الكبير، كما أن كتب طه حسين يقدمها مركز اللغة العربية بدائرة الثقافة والسياحة بطريقة مسموعة من خلال مبادرتين هما «وجيز الكتب» و«أثير الكتب».

كم تتوقع عدد الزوار في الدورة الحالية؟

إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يستقطب سنوياً أكثر من 150 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم وبمختلف مستوياتهم الفكرية والتعليمية، ولكننا نتوقع زيادة في أعداد الزوار بالدورة الحالية، وكذلك بالنسبة للمبيعات، علماً أننا اعتمدنا في مركز أبوظبي للغة العربية «نظام رصد المبيعات» الجديد، الذي يقدم معلومات فورية ومحدّثة عن حركة بيع الكتب والمواد داخل المعرض، ويتيح للعارضين إمكانية الحصول على بيانات وتقارير تفصيلية حول المبيعات بشكل يومي، كما يعتمد النظام على بنية تقنية فائقة الدقّة والذكاء لترصد حركة البيع بدقّة، وسنكشف عن أبرز النتائج التي رصدها النظام بعد انتهاء النسخة الحالية من المعرض.

كيف تعملون على دعم الاقتصاد الإبداعي لدولة الإمارات من خلال الحدث؟

إن النسخة الحالية من المعرض، شهدت انعقاد الدورة الأولى من «المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية»، الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي، فيما سلط المؤتمر الضوء على أحدث التوجّهات المعمول بها في مجال النشر، كما استعرض أبرز ما توصلت إليه صناعة النشر الرقمي على المستوى العربي والعالمي وليتدارسوا التحديات التي تواجه الكتاب والصناعات الإبداعية، علماً أن موضوع الصناعات والاقتصاد الإبداعي من أولويات مركز اللغة العربية، كما نعمل على تقديم المبادرات التي تخدم قطاع النشر الرقمي والصوتي والمرئي العربي والعالمي، ومن جانب آخر، يعزز المعرض من الحركة الاقتصادية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ومنها تعزيز حركة الشحن والطباعة والبيع والشراء للكتب، بالإضافة إلى زيادة نسبة الإشغال الفندقي.

ما أبرز مشاريعكم الجديدة في مركز أبوظبي للغة العربية؟

إن المركز يعمل على انتشار اللغة العربية على كافة المستويات، كما يدعم المواهب العربية في مجالات الكتابة والترجمة والنشر والبحث العلمي، وصناعة المحتوى المرئي والمسموع، وتنظيم معارض الكتب، لذا سنستمر في إطلاق الكثير من المبادرات والبرامج بهدف تقديم برامج متخصصة وكوادر بشرية فذة في مجال اللغة العربية، وسنحرص على عقد شراكات مع كُبرى المؤسسات الثقافية والأكاديمية والتقنية حول العالم، انطلاقاً من مقر المركز في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وأخيراً تعاونا مع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب لتعزيز الصناعات الإبداعية وحضور الكتاب على كافة المستويات.



كيف تدعمون الشباب من خلال المركز والمعرض؟

إن الكتاب والناشرين الشباب من أولوياتنا كما يحظون بالعديد من الفرص الإبداعية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب منها تخصيص فئة «المؤلف الشباب» في جائزة الشيخ زايد للكتاب منذ 16 عاماً، والتي تمكن من الفوز بها في النسخة الأخيرة من الجائزة الكاتب الدكتور محمد المزطوري من تونس عن كتابه «البداوة في الشّعر العربي القديم»، الصادر عن كل من كلّية الآداب والفنون والإنسانيات - جامعة منّوبة عام 2021، ومن جانب آخر، يعد الشباب جزءاً رئيسياً من معرض أبوظبي الدولي للكتاب ونعتمد عليه بصورة كبيرة ولدينا شراكة «مجلس الشباب» من أجل تعزيز ذلك ونشر الكتب وإطلاق المبادرات ولديهم مشاركاتهم والندوات التي يقدمونها.

هل هناك خطة لإطلاق جوائز أدبية جديدة؟

نحرص على دعم الكتاب والأدباء والشعراء والمترجمين من خلال تسليط الضوء على إبداعاتهم الأدبية عبر إطلاق الجوائز الجديدة بصورة دورية، وفي النسخة الحالية من المعرض، أطلقنا رسمياً جائزة «كنز الجيل» والتي ستقدم جوائز قيمة تصل إلى 1.5 مليون درهم، فيما تستلهم رؤيتها من أشعار الراحل الكبير، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما تشجع أفراد المجتمع على الكتابة والتأليف وإجراء الدراسات في الشعر النبطي بوصفه مكملاً ومنسجماً مع الشعر العربي، وذلك بهدف المساعدة على فهم خصائص الشعر العربي من الشعر النبطي أو العكس.

ما أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية وتسعون إلى وضع حلول لها؟

إن أبرز تحدٍ يواجه اللغة هو غياب المعلومات ويقصد هنا المعلومات التي تقدم لنا حالة اللغة العربية في العالم وهو تحدٍ كبير، فعدم توفر الأرقام الواضحة يعطل الكثير من المبادرات التي نخلقها لدعم انتشار اللغة العربية، بينما التحدي الثاني هو ضعف تطوير التكنولوجيا التي تسهل عملية تعلم اللغة العربية ولا سيما أن الذكاء الاصطناعي اليوم يقدم الكثير من الحلول للتحديات المعضلة في مختلف القطاعات، فاللغة تحتاج إلى قواميس ومعاجم تعتمد على تكنولوجيا والذكاء الاصطناعي حتى تكون قادرة على الوصول إلى كافة أفراد المجتمعات بأقل كلفة وبأكبر أثر إيجابي.