السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

شيخة المهيري: أصحاب «المشاريع الناشئة» مطالبون باحترام حقوق الملكية الفكرية

دعت مديرة إدارة المكتبات لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، شيخة محمد المهيري، رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة في قطاع صناعة النشر التقليدي والرقمي وفي مجال صناعة الكتب الصوتية والتطبيقات الإلكترونية إلى ضرورة احترام حقوق الملكية الفكرية للكتب والمؤلفات المحلية والعالمية.

وأفادت «الرؤية» بأن القرصنة الإلكترونية ونشر الكتب أو ملخصاتها صوتياً أو الكتابة عبر التطبيقات الإلكترونية أو منصات التواصل الاجتماعي أو شبكات الإنترنت دون استئذان المؤلفين والكتاب ودور النشر تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وتندرج ضمن التعدي على حقوق النشر.

ومن جهة أخرى، قالت "إن المكتبات العامة تمتلك قيمة اقتصادية ومعرفية مباشرة وغير مباشرة وقريبة من القيمة الاقتصادية كالمتاحف في دولة الإمارات، علماً أن بعض المكتبات العالمية لديها قيمة اقتصادية مباشرة إذ تقدم للجمهور فرصة استعارة الحواسيب ومعدات تصليح الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية وسنعمل خلال المستقبل على رصد القيمة الاقتصادية للمكتبات العامة في أبوظبي."

ولفتت إلى أن جميع الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية في العاصمة لديها مكتبات داخلية رقمية أو واقعية، فيما تمتلك أبوظبي حالياً 7 مكتبات عامة موزعة على مستوى الإمارة وضواحيها، مشيرة إلى ارتفاع أعداد زوار المكتبات خلال العام الجاري، وزيادة الإقبال على المكتبة الرقمية.

وتحدثت عن أبرز الخطط المستقبلية والمسابقات الجديدة التي ستطلقها مكتبات أبوظبي العامة خلال الأشهر القليلة المقبلة. وتالياً نص الحوار:

ما أبرز مهام المكتبات العامة في أبوظبي؟

تتولى المكتبات العامة العديد من المهام أبرزها إيصال المعرفة لأفراد المجتمع عبر تنظيم الأنشطة وورش العمل الترفيهية والتعليمية، ونحاول أن نملأ وقت الطالب خارج الساعات الدراسية بالبرامج المعرفية المفيدة والترفيهية، وفي كل إجازة موسمية أو سنوية، نحرص على تنظيم برنامج معرفي وترفيهي للأطفال، وسينطلق قريباً المخيم الصيفي الذي يحظى سنوياً بإقبال كبير من الطلبة، كما نطلق سنوياً العديد من الجوائز والمنافسات التي تستهدف الأطفال وطلبة المدارس كتحديات القراءة وريادة المكتبات لتشجيع الجيل الناشئ على زيارة المكتبات.

كم مكتبة عامة على مستوى أبوظبي في الوقت الحالي؟

لدينا 7 مكتبات عامة تابعة لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي منها 5 مكتبات مفتوحة لاستقبال الزوار من الكبار والصغار وتتضمن كلاً من مكتبة منتزه خليفة ومكتبة الباهية والوثبة والمرفأ وزايد المركزية في مدينة العين، بالإضافة إلى مكتبة للأطفال في المجمع الثقافي بمنطقة الحصن بأبوظبي، بالإضافة إلى مكتبة قصر الوطن التابعة لمركز اللغة العربية.

هل تغيرت نسب القراءة على المستوى المحلي في السنوات الأخيرة؟

نلاحظ عودة أفراد المجتمع إلى القراءة بقوة مجدداً ورصدنا ارتفاعاً في الإقبال على خدمات استعارة الكتب المطبوعة والإلكترونية من المكتبات، ولدينا جيل قارئ من طلبة المدارس وأولياء الأمور ووعي مجتمعي كبير بأهمية القراءة، ونلاحظ ذلك من خلال المسابقات والتحديات التي نطلقها، حيث نشاهد حرص المعلمين وأولياء الأمور على حث وتحفيز الأبناء والطلبة على القراءة.

كم يبلغ رصيد المكتبات العامة من الكتب؟

يبلغ رصيدنا الأدبي مليون مجلد و350 ألف عنوان مطبوع، غير الإلكتروني، بالإضافة إلى ما يزيد على 7 ملايين مادة مقروءة ومسموعة رقمياً، علماً أنه يمكن الاستماع إلى ملخصات بعض الكتب صوتياً عبر الموقع الإلكتروني «أوفر درايف» المخصص للقراءة الترفيهية أو الاستماع للكتب الصوتية البالغة 9 آلاف كتاب باللغتين العربية والانجليزية ولغات أخرى وكذلك تطبيق «ليبي» التابع لموقع «أوفر درايف» الذي نضيف له كتباً جديدة أسبوعياً ويضم نحو 30 ألف كتاب.

هل خدمة استعارة الكتب مجانية في المكتبات العامة بأبوظبي؟

تعتبر استعارة الكتب للأطفال أقل من 15 عاماً مجانية بشكل كامل، بينما يطلب من البالغين والكبار في العمر التسجيل في المكتبة مقابل 400 درهم يتم حفظها كتأمين على الكتب المطبوعة ويمكن استعادتها من قبل الأعضاء في أي وقت، بينما الكتب الرقمية تعد مجانية لكل سكان الإمارات ولأبناء الإمارات في الخارج، ولكن يشترط إنشاء حساب على موقع المكتبة الرقمية للوصول إلى تلك المصادر الإلكترونية.

ما أبرز إنجازات إدارة المكتبات خلال العام الجاري؟

استطعنا أن ننظم ما يزيد على نحو 600 برنامج وورشة عمل كقراءة القصص والأنشطة الإبداعية الأخرى خلال الربع الأول من العام الجاري، وخلال الفترة نفسها من العام الجاري، بلغ عدد زوار مكتباتنا أكثر من 15 ألف زائر، فيما شهدت الفعاليات والبرامج التي تنظمها المكتبات سواءً الواقعية أو الافتراضية قرابة 31 ألف زائر، كما استعار الزوار نحو 10 آلاف عمل أدبي خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، فيما حظيت المكتبة الرقمية التابعة للإدارة بأكثر من 22 ألف زائر في 3 أشهر.

كيف استطعتم أن تواجهوا جائحة «كوفيد-19» منذ بدايتها؟

أعددنا عدة برامج وفعاليات افتراضية، شملت كلاً من مهرجان «كتّاب العين الثقافي الافتراضي»، و«ضيافة المكتبة الافتراضي»، و«الموهوبين الافتراضي»، و«قادة المستقبل»، وبلغت أعداد استعارة أكثر من 44 ألف كتاب، وسجلت المكتبة الرقمية نحو 1400 عضوية جديدة.

هل تخططون لتنظيم معارض أخرى خلال العام الجاري؟

نحرص سنوياً على تنظيم معرض إلى معرضين، وفي الوقت الحالي يعقد معرض «خزائن المعرفة» على مدى 3 أشهر ليسلط الضوء على دور وأهمية المكتبات خلال الخمسين عاماً الماضية أي منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، واخترنا مكتبة الشيخ زايد في العين كونها تعد أكبر فرع على مستوى العاصمة، ويحوي المعرض معلومات حول المكتبات الرائدة بالدولة بما فيها الأرشيف الوطني والمجمع الثقافي ومكتبات الشارقة وغيرها الكثير من المعلومات عن الكتاب الرواد على المستوى المحلي، كما يسلط الضوء على أبرز الشخصيات التي تمتلك المكتبات الخاصة قبل قيام الاتحاد وبعده.

ما أبرز المسابقات الجديدة التي ستطلقونها خلال الفترة المقبلة من العام الجاري؟

سنطلق قريباً تحدي القراءة خلال العطلة الصيفية من المدارس وهو عبارة عن سجل أو «جواز» للقراءة نرصد فيه إنجازات كل طفل قارئ وعدد استعاراته من الكتب خلال الصيف، كما يلخص الطفل لأمين المكتبة ما قرأه في الكتب التي استعارها من المكتبة، وهناك تحدٍ آخر سنطلقه ليستهدف العائلات ويشجعهم على القراءة، علماً أن مسابقاتنا السنوية تشمل كلاً من مسابقة «القارئ المبدع» السنوية، التي تهدف إلى غرس عادة القراءة في نفوس الأطفال والناشئة وزيارة المكتبات العامة، ومسابقة «الكاتب الصغير في الكتاب الكبير» التي تشجع الأطفال على الكتابة وتنمي مهاراتهم الأدبية، كما تمنح المشاركين فرصة طباعة مجموعة قصصية مميزة من كتاباتهم ورسوماتهم في حُلة أنيقة جذابة ممهورة بأسمائهم.

على ماذا تتضمن خططكم المستقبلية؟

لدينا خطط طموحة لإمارة أبوظبي بخصوص المكتبات وسيتم الإعلان عنها رسمياً في وقت لاحق، وبدأنا أخيراً تطبيق نظام جديد لإحصاء أعداد زوار المكتبات العامة بأبوظبي وعدد القراء الفعليين عبر الواقع وافتراضياً، ولاحظنا أن الكثير من الزوار يأتون للقراءة أو الدراسة في المكتبات، وبمتوسط ساعتين إلى ساعتين ونصف الساعة يقضيه الزائر بالمكتبة، كما سنستمر في تنظيم الفعاليات والأنشطة التي تعزز النهضة الثقافية وتدعم المشهد الإبداعي والثقافي والأدبي، وتحفيز الجمهور على الانغماس في الفنون الأدبية، فضلاً عن مساندة الموهوبين والمجموعات ذات الأنشطة المتخصصة في خلق منصة فنية لعرض إبداعاتهم ومشاركاتهم بالتنسيق مع الإدارة.

هل تؤيدين فكرة تأسيس مشاريع تجارية جديدة لتحويل الكتب المطبوعة إلى صوتية وسمعية عبر التطبيقات الرقمية؟

أشجع كل المشاريع، ووجود تلك النوعية من تطبيقات الكتب يعد جيداً، ولكن دائماً ما يتبادر في ذهني أولاً -كما يجب أن ينتبه رواد الأعمال إلى تلك النقطة جيداً- «هل لتلك الكتب حقوق ملكية فكرية؟»، و«هل احتُرمت تلك الحقوق؟»، فمسألة حقوق النشر مسألة كبيرة جداً ويتم اختراقها بصورة يومية ودائمة من قبل الجمهور وغيرهم من العاملين في صناعة النشر، وعلى الجميع أن يحترموا تلك الحقوق التي تتسبب في خسائر مادية كبيرة وضخمة لدى العاملين في مجال صناعة الكتب والنشر بما فيه النشر الرقمي، ولكن من الأمور التي تندرج تحت الإطار القانوني، هو توجه البعض لوضع مراجعة أو تقييم للكتب ونشرها عبر شبكات الإنترنت، وكذلك الملخصات ولكن يجب استئذان الناشر قبل نشر الملخصات، وللناشر حق القبول أو الرفض.

هل هناك إحصائية توضح حجم الخسائر المالية التي تتكبدها صناعة النشر بالعالم أو بالوطن العربي؟

لا أعتقد بوجود إحصائية دقيقة توضح ذلك، ولكن هناك مئات الآلاف من الكتب تحت الحماية الفكرية ولا يتم احترامها من قبل الكثير من أفراد المجتمعات أو العاملين في تلك الصناعة، ما يتسبب في حدوث خسائر مالية ضخمة، ولكن أي كتاب تم تأليفه قبل 100 سنة يعتبر خارج حقوق النشر ويمكن نشره أو تحويله إلى كتب صوتية.

ما العواقب التي تتعرض لها الشركات العاملة في قطاع النشر التي تتجاوز حقوق النشر؟

تُمنع الشركات المقرصنة للكتب وتلك التي تتعدى على حقوق النشر، من المشاركة في معارض الكتب الدولية التي تعقد على أرض الدولة، ولكن لا يتم ذلك في العديد من الدول العربية.