الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

زي.. مبادرة تروج لسحر الأزياء التراثية الإماراتية على إنستغرام

صفاء الشبلي

لم تكتفِ مصممة الأزياء العراقية الدكتورة ريم طارق المتولي بإصدار كتاب «سلطاني، تقاليد متجددة، بحث في أزياء نساء الإمارات» الذي يوثق مراحل تطور الثياب التقليدية للمرأة الإماراتية، بل أخذت تروج لها عبر مبادرة زي ومن خلال حساب خاص على إنستغرام.

واستعانت المتولي بسوشيال ميديا من أجل التواصل والحديث مع كبار السن، عن الأزياء التي لا تعرفها الأجيال الجديدة، وتحت شعار «تصدقوا بملابسكم القديمة»، تُحفزهم على التبرع بقطعهم الفريدة في سبيل الحفاظ على التراث.

ويوثق كتاب المصممة العراقية الزي الإماراتي من مرحلة ما قبل اكتشاف النفط إلى ما بعد قيام دولة الإمارات، ليس بالمعلومات فحسب، وإنما أيضاً بالصور، ليصبح الكتاب مرجعاً مهماً في المشهدين الفلكلوري والثقافي الإماراتيين.

تقاليد متجددة

وألهمت الأزياء التراثية الإماراتية برونقها وسحرها الأخاذ، المتولي مُصممة، حتى إنها كرّست لها مبحث الدكتوراه الذي قدمته في الفنون الإسلامية والآثار في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) بلندن، وطوّرته لاحقاً إلى كتاب مكوّن من 3 أجزاء بعنوان (سلطاني.. تقاليد متجددة، بحث في أزياء نساء دولة الإمارات خلال فترة حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان 1966 ـ 2004).

وانطلاقاً من كتابها سلطاني، الذي سمي تيمناً بوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، أسست المتولي مبادرة زي، التي تستهدف الاحتفاء بالتراث العربي والإسلامي ممثلاً بالأزياء من خلال جمعها وتوثيقها والحفاظ عليها، وتعزيز الفهم بتطور ثقافة وتراث المنطقتين العربية والإسلامية، وتوثيق الأسماء والحكايات المرتبطة بها، الأمر الذي يسهم في تمكين المرأة وإبقاء صوتها حاضراً يتجاوز مفهوم الزمن.

بناء وعي عام

وأكدت المتولي، لـ«الرؤية» التي تواصلت معها عن بعد، أن هناك ضرورة كبيرة لإحياء وبناء الوعي العام لتقدير هذا النوع من التراث الإنساني، خصوصا الأزياء التي تحمل ملامح فترات مختلفة من عمر الدول العربية. وأضافت: أن مبادرتها تمتلك ما يزيد على ألف قطعة نادرة، 570 قطعة خاصة بالإمارات باسم «سلطاني»، أما الأخرى فهي عينات مختارة من دول الخليج العربي والمغرب العربي واليمن وسوريا والعراق ومصر.

وتشدد ريم على أهمية وجود مبادرات مماثلة، للترويج للتاريخ العربي والإسلامي بشكل حضاري وخلاّق.

وأنشأت المبادرة مجموعة متحفية للأزياء العربية وخصوصاً الإماراتية، التي ارتداها واقتناها البدو أو الحضر، وحصلت عليها من أبناء الإمارات.

«سوشيال ميديا» وسيلة لجمع القطع التراثية



قطع مبهرة

وتؤمن المتولي بمشروعها الذي بدأت العمل عليه منذ الثمانينيات، كما تؤمن بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحديث، لذا خصصت صفحة على إنستغرام تحت اسم sultanibookuae، حيث تسعى عبرها للتواصل مع كبار السن، للحديث عن الأزياء التي لا تعرفها الأجيال الجديدة.

وتهتم الصفحة بعرض القطع المتحفية المُبهرة والتي تم جمعها بواسطة القائمين على مبادرة «زي»، وعرضها مع شرح مشتملاتها، والإكسسوارات المُتعلقة بها، ومتى استخدمت.

وتقول ريم «أجمل ما في الأمر أن البعض يتواصلون معي عبر إنستغرام، لمعرفة كيفية التبرع بقطعة ملابس تراثية، وقبل فترة تواصلت معي شابة إماراتية لتبلغني أنها تريد التبرع بزيّ جدتها وبعطرها للحفاظ عليهما في خزانة الذكريات الخاصة بالمبادرة».

ولا تهتم المبادرة بجمع تراث دولة الإمارات فقط، لكن تهتم أيضاً بتراث دول عربية أخرى، كمصر والكويت والبحرين وليبيا، والعراق، عن طريق بعض الخبراء المنتسبين للمبادرة.