الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

فنانون ونقاد: الإقبال مُرضٍ.. وعلى دور السينما تحفيز الجمهور ليعود شعار «كامل العدد»

وصف نقاد وسينمائيون، الإقبال على دور العرض المحلية بعد أسبوع على افتتاحها، بالمُرضي، متوقعين أن تكون هناك عودة تدريجية إلى صالات العرض، لا سيما بعد أن يتخلص الكثير من رواد السينما من فوبيا الأماكن الترفيهية التي تسيطر على الكثير منهم.

وأكد نقاد وسينمائيون، استطلعت «الرؤية» آراءهم، أن الإقبال ورغم أنه لم يصل إلى الحد المطلوب إلا أنه متوقع في ظل اقتصار خروج الكثير من رواد السينما على العمل وقضاء المصالح الضرورية، مؤكدين أن هذا الأمر سيأخذ فترة حتى نعود لشعار «كامل العدد».

ودعوا دور العرض إلى التفكير خارج الصندوق من أجل تحفيز الجمهور على العودة إلى الصالات عبر أفكار مبتكرة مثل تقديم سحب على التذاكر والوجبات وخفض التذاكر للأسر، مؤكدين أن على دور العرض ألا تفكر في الربح خلال هذه الفترة بل عليها التفكير في طمأنة الجمهور وجذبه إليها وحينها سيعود إلى تحقيق الإيرادات.

وطالبوا القائمين على دور العرض بتقدم حزم تحفيزية من أجل جذب الجمهور الذي وقع أسيراً لمنصات الديجيتال بلات فورم، التي قدمت له خدمة جيدة وفي الوقت نفسه لا تقارن قيمتها بقيمة دخول السينما.

وكانت سينما فوكس قد افتتحت قاعاتها للجمهور في دبي قبل أسبوع وفي عجمان قبل 3 أيام، ضمن اشتراطات صحية للحفاظ على الجمهور ومراعاة التعقيم المتواصل، فيما لم تحدد مجموعة نوفو سينما وروكسي في دبي موعد عودتها، حيث تعمل على التجهيز لاستقبال الجمهور في ظل الإجراءات الاحترازية.



صعوبة التكهن

توقع المخرج السينمائي ياسر الياسري أن يعود الجمهور إلى دور العرض بصورة تدريجية، مشيراً إلى أنه وبعد مرور أسبوع على إعادة افتتاحها يرى أن الإقبال مرضٍ إلى حد ما، مشيراً إلى أن الكثيرين من رواد السينما عاشوا في الحجر أكثر من شهرين، ولكي يعودوا إلى حياتهم الطبيعية التي سبقت العزل يحتاج منهم الأمر لبعض الوقت.

وأكد أنه من الصعب التكهن بالفترة التي تحتاج إليها السينما لكي نسمع من جديد أن الصالة كاملة العدد في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دور العرض، والتي تضمن الحفاظ على التباعد الاجتماعي داخل صالات العرض.

ونصح الياسري الجمهور بعدم الخوف من الذهاب للسينما، داعياً إياهم إلى الالتزام بالكمامة والقفازات والتباعد، الأمر الذي سيضمن سلامتهم.





مراجعة أسعار الخدمات

دعا المخرج السينمائي الإماراتي راكان، دور السينما في الدولة إلى تقديم محفزات للجمهور تدفعهم إلى الإقبال على العروض في هذه الفترة تحديداً، عبر استخدام أساليب مبتكرة، وخصوصاً أن الجمهور في فترة الحجر المنزلي، تعود على متابعة منصات الديجيتال بلات فورم وعلى رأسها نتفليكس التي سحبت البساط بأسعارها الرمزية.

وطالب راكان دور السينما بمراجعة أسعار التذاكر والمأكولات المبالغ فيها، حتى تتمكن من جذب الجمهور بعد هذا الانقطاع، مشيراً إلى أن الجماهير الآن وفي ظل التوابع الاقتصادية الناتجة عن كورونا سيجرون مقارنة بين أسعار منصات الديجيتال بلات فورم وأسعار تذاكر السينما وكمالياتها.





المستفيد الأكبر

وتوقع الناقد السينمائي المصري محمود مهدي، عودة تدريجية لرواد السينما، مشيراً إلى أن الجمهور يحتاج إلى وقت لكي يتمكن من تجاوز العامل النفسي المتمثل في الخوف من الفيروس، متوقعاً ألا يأخذ هذا الأمر وقتاً طويلاً في ظل التزام المواطنين والمقيمين بالإجراءات الاحترازية وبدء الحياة في العودة إلى طبيعتها.

ويعتقد مهدي أن المستفيد الأكبر من هذه العودة سيكون إصدارات نهاية العام، مشيراً إلى أنه لا يراهن على إصدارات موسم الصيف للأسف.

ودعا مهدي القائمين على دور السينما إلى البحث عن أفكار تحفز الجمهور على الحضور إلى السينما، مثل تخفيض على تذاكر الأسر، تقديم عروض استثنائية على «البوب كورن» والمأكولات الأخرى، إجراء سحوبات على التذاكر، مؤكداً أهمية عدم الاكتفاء فقط بالترويج للإجراءات الاحترازية التي تتخذها دور العرض.

وتوقع أن تشهد هذه الفترة تحرر بعض أشرطة الأفلام من الحبس داخل الدواليب، خصوصاً أفلام عيد الفطر، ولا سيما أن المنتجين يترقبون عن كثب إقبال المشاهدين على عروض الأفلام الأجنبية.





فوبيا الترفيه

يعتقد المخرج السينمائي الإماراتي حسين الأنصاري أن الجمهور في حاجة إلى التخلص من فوبيا الأماكن الترفيهية، حتى تعود الحركة مرة أخرى داخل صالات العرض إلى طبيعتها، متوقعاً أن تعاني دور السينما المحلية في البداية من قلة الجمهور، نتيجة الخوف من العدوى واقتصار خروج بعض الأسر على العمل وقضاء الأمور الضرورية.

وأشار إلى أن سيطرة الديجيتال بلات فورم في فترة الحجر المنزلي، جعلت الجمهور أكثر انجذاباً إليه بعد أن بات بديلاً رخيصاً للسينما، الأمر الذي دعا منتجين سينمائيين إلى وضع خطة للتوجه إلى هذه المنصات لعرض أفلاهم للمرة الأولى، مبدياً تفاؤله بعود قريبة إلى شعار كامل العدد داخل صالات العرض.





عوائق

ويرى الناقد السينمائي حمدي عناني، أن الإقبال في الأسبوع الأول كان مرضياً، ولا سيما أن دور السينما المحلية لم تفتح بشكل كامل بل بشكل جزئي، مع اختلاف توقيت العرض الذي قد يتعارض مع أماكن إقامة الجمهور وضرورة عودتهم لمنازلهم قبل بدء فترة التعقيم الوطني الذي يختلف من إمارة إلى أخرى.

وأشار إلى أن هناك سبباً آخر، قد يدفع البعض إلى التفكير قبل دخول دور العرض، رغم أنه إجراء احترازي لسلامتهم وهو التباعد الاجتماعي الذي سيحرم الأصدقاء من مشاهدة الأفلام معاً، إذ سيكون عليهم الجلوس في مقاعد بعيدة عن بعضها.

وأشار إلى أن هناك عائقاً سيقف أمام دور السينما المحلية، والمتمثل في قرار صناع سينما عرب وعالميين بتأجيل عروضهم التي انتهوا منها، أو تلك التي يرغبون في تصويرها إلى 2021 للحفاظ على الميزانية من الخسارة في ظل الأزمة التي لم تنتهِ إلى الآن.





عودة الأمل

أكد المنتج والمؤلف مالك المسلماني، أن عودة دور السينما أعادت الأمل لصناع الفن السابع ليس فقط على المستوى المحلي بل العالمي والعربي.

وتوقع عودة تدريجية لدور العرض، مثمناً مبادرة سينما السيارات التي تم تفعيلها في الإمارات، مؤكداً أنها ناجحة بكل المقاييس، خصوصاً أنها اهتمت بكافة تفاصيل حماية الجمهور من التجمعات.

ويعتقد أن التخوفات التي تتملك بعض الجمهور ستزول بمجرد تعود الناس على الوضع الجديد الذي يعيشه العالم، مشيراً إلى أن الفوبيا لا داعي لها في ظل الحفاظ على الإجراءات الاحترازية والقوانين والإرشادات الطبية، مؤكداً أن الجمهور في هذه الفترة شريك في تحمل المسؤولية لمساعدة الدولة في الحد من انتشار فيروس كورونا.





سوق محوري

واعتبر المنتج نضال عبدالمجيد، أن الإقبال على دور العرض في أسبوعه الأول جيداً وإن كان أقل من المأمول، عازياً ذلك إلى طول الفترة التي عاشها العالم داخل الحجر الصحي والتخوف من الاختلاط بالآخرين رغم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دور العرض.

واعتبر عودة دور السينما في الدولة للعمل مؤشراً مشجعاً لكل صناع السينما في العالم لأن السوق الإماراتي محوري في المنطقة، مشيراً إلى أن ذلك قد يشجع منتجين على إخراج أعمالهم إلى النور بعد أن دخلت الدواليب.

ونصح الجمهور باتباع الإرشادات الصحية التي وضعتها السينما كشرط لحضور الأفلام، مؤكداً أن الإمارات لا تتهاون في عملية تنفيذ هذه الإجراءات التي التزمت بها دور السينما المحلية التي لم تعد للعمل إلا بعد أن هيأت خطط عملها بما يتناسب مع الإرشادات الصحية والطبية للحفاظ على أرواح الجمهور من انتقال الوباء.