الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سينما السيارات تنتصر للأفلام المستقلة.. و«البائس» يقلب المعادلة ويتصدر إيرادات الأفلام للأسبوع الـ5

يقترب فيلم The Wretched أو البائس نحو تحقيق إنجاز تاريخي، بتصدره إيرادات أفلام دور السينما العالمية للأسبوع الخامس على التوالي، وهو أمر لم يتحقق منذ عرض فيلم Black Panther في عام 2018.

المفارقة الوحيدة أن الفيلم هو الوحيد تقريباً في سباق الأفلام وقائمة شباك التذاكر، أي إنه ينافس نفسه تقريباً.

ومع ذلك فإن وقوفه في الحقل وحيداً يسلط الضوء على الاستراتيجية الناجحة لشركة الإنتاج IFC التي تعاملت ببراعة وتفرد مع أزمة كورونا، رغم أن الفيلم من الأعمال ذات الميزانيات المنخفضة التكاليف.

وحقق الفيلم إيرادات تزيد على 200 ألف دولار من عرضه في شاشات مواقف السيارات.

ويدور فيلم «البائس» حول مراهق عنيد يواجه ووالداه المطلقان حديثاً ساحرة عمرها ألف عام تتلبس جسد جارتهم، وهو من إخراج وسيناريو بريت بيرس ودرو بيرس،وبطولة بيبر كوردا، جون بول هوارد، جيمسون جونز.

وفي ظل تأجيل عرض الأفلام في هوليوود بسبب كورونا وإغلاق معظم دور السينما العالمية، قررت الشركة المنتجة للفيلم الالتزام بمواعيد عرض أفلامها، كما هو متفق عليه.

وأتاح ذلك للشركة تحقيق الصدارة في إيرادات الأفلام رغم انخفاض عدد رواد دور السينما، التي أصبح معظمها «سينما مواقف سيارات» لكي تتيح مشاهدة آمنة لعشاق الفن السابع تحقيقاً للتباعد المكاني والاجتماعي في ظل أزمة كورونا.

هذه الظروف الاستثنائية عززت علاقة غير مألوفة في السينما العالمية.

ويعد ذلك الوقت من العام الجاري موعد عرض أفلام موسم لصيف، ذات الميزانيات الضخمة وموضوعات المغامرات والإثارة أو الأجزاء الجديدة للأفلام الشهيرة الناجحة من قبل، التي كانت دور سينما السيارات تعتمد عليها لجذب عدد كبير من المتفرجين.

وما زالت تلك الدور تعرض أفلاماً كلاسيكية مثل «الفك المفترس» إلى جانب أفلام بدأ عرضها قبل قيود كورونا مثل فيلم ديزني Onward أو فيلم The Invisible Man أو الرجل الخفي من إنتاج شركة يونيفرسال، ولكن أصحاب تلك الدور السينمائية أصبحوا يتجهون للأفلام المستقلة ذات الميزانيات الصغيرة مثل " البائس".

وتشير الرئيسة التنفيذية لشركة IFC السينمائية ليزا شوارتز إلى أن «دور سينما السيارات كانت بالنسبة لنا بمثابة «عمود الخيمة» الذي يسند أفلامنا، والآن أصبحت ذات فائدة لكلا النوعين من الأفلام ذات الميزانيات الضخمة وقليلة التكاليف.

ومنذ شهر مارس الماضي طرحت الشركة في الأسواق حفنة من الأفلام من بينها «رحلة إلى اليونان» وفيلم الإثارة النفسي Swallow ، وفيلم " كيف تصنع فتاة".

كما نقبت الشركة في دفاترها القديمة ومكتبتها، وأعادت إطلاق أفلام مثل " النوم مع الآخرين"، Rust Creek لكي تعرض فيلمين في الحفلة الواحدة أحدهما جديد والآخر قديم.

وبالطبع فإن الميزانية القليلة لتلك الأفلام تجنب الشركة المنتجة مخاطر الخسائر الكبيرة رغم إغلاق معظم دور السينما الكبيرة لأشهر عديدة.

.واستطاعت الشركة أن تحقق بتلك الأفلام إيرادات تخطت 750 ألف دولار، النسبة الكبرى منها تعود لفيلم The Wretchedالذي تخطت إيراداته 660 ألف دولار حتى الآن، وهي إيرادات لا بأس بها لتلك النوعية من الأفلام.

وتستفيد الشركة المنتجة أيضاً من تأجير أفلامها أو بيعها على المنصات الإلكترونية الرقمية.

هذ النجاح يغري الشركات الكبيرة الأخرى لكي تحذو حذوها وتقلل من خسائرها في ظل أزمة كورونا، وهو ما جعلها تعرض أفلامها للتأجير مباشرة مثل الكوميديا الرومانسية «بالم سبرنجز» و The High Note.

وتعتمد شركات الأفلام المستقلة على الاستعانة بالموهوبين من صناع السينما في التمثيل والسيناريو والإخراج لإبداع أفكار جديدة مبتكرة، من دون خسائر كبيرة، وتحظى بتشجيع من بعض النجوم والمخرجين الكبار الذين يجدون فيها نوعاً من «التغريد خارج الصندوق»، كما أن لها جمهورها من عشاق السينما الحقيقيين وإن صغر عددهم.