تعتبر ثلاثية سيد الخواتم من العلامات البارزة في تاريخ السينما العالمية، ومن الأفلام التي لا تزال تحظى بنسب مشاهدة عالية، بعد أن جمعت بين الإبهار والخيال والقصة والأكشن والرومانسية في مزيج غير مسبوق في الفن السابع.
ويعتبر الكثيرون أن الجزء الثالث والأخير من السلسلة الذي قدم بعنوان Lord Of The Rings: Return Of The King أو «سيد الخواتم: عودة الملك» هو بمثابة «ختامها مسك» وأفضل أجزاء السلسلة، وهو بلا شك من الأفضل في السينما وأحد العلامات البارزة فيها.
الفيلم صور بأكمله في نيوزيلندا، وبلغت مدة العرض 201 دقيقة، ولم يكتفِ بيتر جاكسون بمهمة الإخراج، فشارك في الإنتاج أيضاً، كما شارك في كتابة السيناريو مع فران والش، وفيليبا بوينز، والفيلم مأخوذ عن رواية للمؤلف ج.ر.ر. توكين، أما البطولة فقام بها أليجا وود، ليف تيلر، شين بين، كيت بلانشيت، أورلاندو بلوم، دومينيك موناغان، فيجو مورتينسين، إيان ماكيلين، وشون أستين.
إيرادات قياسية
حقق الفيلم الذي عرض في 17 ديسمبر 2003 أرباحاً 1408% للشركة المنتجة في شباك التذاكر، إذ بلغت الميزانية 94 مليون دولا، بينما تخطى الإيراد 1.1 مليار دولار.
واستعان مخرج الفيلم بالجيش النيوزيلندي لتصوير مشاهد معارك «البوابة السوداء» قرب نهاية الفيلم، بعد أن اكتشف نقصاً في المجاميع والكومبارس، وندم جكسون بعد ذلك لأن الجنود كانوا منبهرين بالمشاركة وحطموا أدواتهم أكثر من مرة!
الجيش النيوزيلندي يشارك في المعارك
الأكثر من ذلك أن المعركة صورت في صحراء كان يستخدمها الجيش النيوزيلندي لذلك كانت مليئة بالألغام وبقايا المتفجرات، واضطر الخبراء الحربيون للاستعانة بآلات خاصة لتطهير الموقع من الألغام والمتفجرات.
كما شارك في المعارك أكثر من 200 حصان تم تدريبها بعناية فائقة لتصوير المشاهد.
الطريف أن المخرج بمجرد انتهاء التصوير أهدى نسخة من الخاتم الشهير إلى اليجا وود، ونسخة أخرى إلى أندي سيركيس، واعتقد كلاهما، حتى الآن، أنه الوحيد الذي حظي بهذا الشرف!
وواجه جاكسون مشكلة أخرى تتمثل في فوبيا العناكب التي كان يعاني منها، وأعتقد أن شخصية شيلوب الأسطورية تشبه العنكبوت، ما أصابه بنوبات ذعر، أجبرته على تصوير مشاهده بسرعة متناهية، وتكليف المساعدين بإعداد الموقع للتصوير، على أن يحضر جاكسون عند التصوير النهائي.
وبالنسبة للممثلين، عانى ريز ديفيز من الجلوس لساعات يومياً لكي يضع له فريق الماكياج قناع شخصية رجل الجبال جيملي، ما أصابه بحساسية في جلده، وبعد انتهاء تصوير آخر مشهد سمح له فريق الماكياج بالتخلص من القناع، فما كان منه إلا أنه ألقاه في النار.
أما أندي سيركيس الذي جسد دور جولوم فاستعان بصوت قطته في الحقيقة وهو يصدر أصوات السعال في الفيلم.
ترشيحات قياسية
وحققت ثلاثية سيد الخواتم رقماً قياسياً في عدد الترشيحات للأوسكار حيث رشحت لـ30 جائزة متساوية مع سلسلة حرب النجوم، ومتفوقة على ثلاثية «الأب الروحي» (28 ترشيحاً).
وفي الوقت الذي كان فيه الفيلم العادي يحتوي على 200 لقطة في المتوسط للتأثيرات الخاصة، احتوى الجزء الثالث من سيد الخواتم على 1488 لقطة أي 7 أضعاف الفيلم العادي وقتها.
وحقق الفيلم جوائز عديدة من بينها 11 جائزة أوسكار من بينها، أوسكار أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل موسيقى تصويرية، أفضل تأثيرات صوتية، أفضل ماكياج، أفضل تصميم أزياء، أفضل تصميم إنتاج، أفضل سيناريو مقتبس، أفضل أغنية أصلية.
وفي الفيلم يقود جاندالف وأرجون عالم الرجال لمواجهة جيش سورون لصرف أنظاره عن فرودو وسام وهما يتجهان نحو جبل دوم مع الخاتم السحري.
وفي النهاية، يتوَج أراغورن ملكاً على غوندور ويتخذ آروين مليكة له. ويعود الرفاق الهوبيت إلى وطنهم في الشاير، حيث يتزوج سام من روزي كوتون.