السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الساموراي السبعة.. إبداع سينمائي يتجاوز الإمكانات التقنية وألق البطل الواحد

يعتبر فيلم الساموراي السبعة هدية اليابان للسينما العالمية وخير بصمة لها في الفن السابع للمخرج العبقري أكيري كوروساوا، وهو الفيلم الذي خرجت من عباءته العديد من الأعمال الدرامية في أنحاء العالم، وترك بصمة دائمة في أفلام الويسترن أو رعاة البقر الأمريكية.

ويحسب لكوروساوا عبقريته في إخراج المعارك بطريقة واقعية مفعمة بالحركة والسرعة رغم افتقاره إلى التكنولوجيا الحديثة الحالية التي سهلت عملية الاستعانة بالمجاميع في تلك النوعية من الأفلام.

منذ أكثر من نصف قرن وبالتحديد في عام 1954، دفع أكيرا كيروساوا الإبداع السينمائي إلى مجال غير مسبوق بفيلمه «الساموراي السبعة» ببطولته الجماعية وميزانيته الكبيرة، ولقطاته المعبرة وأداء أبطاله المذهل، ودقة التفاصيل، ما جعله أفضل فيلم ياباني حتى الآن، وواحداً من أفضل علامات السينما العالمية في تاريخها.



شخصيات حقيقية

ويعد العمل أول فيلم عن هؤلاء المحاربين اليابانيين الأسطوريين، أبدعه كيروساوا بعد 10 سنوات من عمله بالسينما. والطريف أنه عندما جلس مع كاتب السيناريو لمناقشة فكرة الفيلم، كانت تنصب في البداية على بطل واحد فقط، قبل أن تتسع البطولة لسبعة ممثلين.

واستلهم المخرج العبقري بعض شخصياته من شخصيات حقيقية في التاريخ الياباني، مثل كيوزو الذي استنسخه من البطل الحقيقي مياموتو موساشي أحد أشهر الساموراي في التاريخ الياباني.

وفي الوقت الذي كانت ميزانية الفيلم الياباني في حدود 70 ألف دولار، كلّف الساموراي السبعة 500 ألف دولار، وهو مبلغ هائل وقتها.

وتسبب هذا في غضب الشركة المنتجة ودفعها لمحاولة تغيير المخرج أكثر من مرة، وبعد انتهاء تصوير الفيلم اعترضت الشركة على طوله، إذ بلغت مدة عرضه الأصلية 3 ساعات ونصف الساعة، وأصرت الشركة على اختصار ساعة كاملة وهو ما تحقق لها، وربما أنقذ الفيلم من التطويل وساعد على الحفاظ على إيقاعه السريع.

وعندما كانت تحدث مشاكل بين الشركة المنتجة والمخرج بسبب الميزانية، لم يكن كيروساوا يجادل، بل كان يصطحب «سنارته» ويذهب لصيد السمك وهو واثق بأن الشركة المنتجة ستعود إليه ثانية، وهو ما كان يحدث في كل مرة.



مفارقة

واستغرقت كتابة السيناريو 6 أسابيع، قضاها كوروساوا ومعه هاشيموتو، وهايدو أوجوني في فندق في أتامي، بعد أن نبهوا على إدارة الفندق بعدم تحويل أية مكالمات لغرفهم.

والمفارقة أن الممثل سيجي مياجوتشي رفض دور البطل الأساسي أو زعيم الساموراي لأنه لم يمثل أي دور بالسيف، ولكن المخرج أقنعه بالعمل إرضاء له، مؤكداً أنه سيساعده بزوايا التصوير ليظهر وكأنه بطل لا يشق له غبار.





قائمة الإبداع

الفيلم من إخراج أكيري كوروساوا الذي شارك في السيناريو أيضاً مع شينوبو هاشيموتو، وهايدو أوجوني، أما البطولة فكانت لممثلين يابانيين مخضرمين من بينهم توشيرو ميفوني، تاكاشي شيمورا، كيكو تسوشيما، إيساو كيمورا، ديسوكي كاتو، سيجي مياجوتشي، يوشيو إنابا، ومينورو تشياكي، وكاماتاري فوجيوارا.

تميز الفيلم أيضاً بموسيقاه التصويرية الرائعة التي استعانت بها شركات عالمية كثيرة في الترويج لمنتجاتها بعد ذلك، مستثمرة وقعها الرائع على آذان وأذهان المستمعين والمتفرجين، وألّف تلك الموسيقى الياباني فوميو هاياساكا.



المعركة الحاسمة

وتدور قصة الفيلم حول استعانة قرية نائية صغيرة برجال ساموراي للدفاع عنهم من مجموعة من قطاع الطرق الذين دأبوا على الهجوم عليها والاستيلاء على ثرواتها.

ويستطيع الأهالي بعد جهد إقناع الساموراي المخضرم كامبيي بقبول المهمة، حيث يجند 5 رجال في البداية يضيف إليهم فيما بعد كيكتشييو، خفيف الروح المندفع.

وتتضافر جهود الساموراي مع أهالي القرية، ويدربون الأهالي للدفاع عنها، وعندما تحين المواجهة الحاسمة مع الصعاليك، يرفض الأهالي دفع الأتاوات ويتصدون لهم بمعاونة الساموراي، ويستطيعون القضاء عليهم

واسترداد أمنهم مرة أخرى.





عادل إمام وستيف ماكوين

ألهم فيلم الساموراي السبعة هوليوود لإخراج واحد من أكثر أفلامها شعبية وهو The Magnificent Seven أو العظماء السبعة، للمخرج الأمريكي «جون ستورغس وعرض في 1960، وجرت أحداثه في قرية مكسيكية على الحدود الأمريكية، وشارك فيه كوكبة من النجوم «العظماء» بحق ومن بينهم ستيف ماكوين، يول براينر، شارلز برونسون، روبرت فوغن.

كما جسدت السينما العربية الفيلم والقصة في فيلم «شمس الزناتي» لعادل إمام وسوسن بدر، الذي تقع أحداثه في واحة مصرية صحراوية خلال الحرب العالمية الثانية.