الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ليلة في ميامي.. سهرة ضد العنصرية وأسئلة ما زالت تتردد

ليلة في ميامي.. سهرة ضد العنصرية وأسئلة ما زالت تتردد

تقدم الممثلة الأمريكية ريجينا كينج، في التجربة الإخراجية الأولى لها One Night in Miami أو ليلة في ميامي، عملاً يستند إلى مسرحية كيمب باورز، وهو عبارة عن سرد خيالي لاجتماع عام 1964 بين زعماء ونشطاء السود في أمريكا مالكولم إكس ومحمد علي وسام كوك وجيم براون.

ويكتسب العمل أهمية مضافة قياساً بمظاهرات ومسيرات الاحتجاج التي تجتاح شوارع أمريكا هذه الأيام احتجاجاً على قسوة البوليس في التعامل مع المواطنين من أصل إفريقي.

تثبت ريجينا كنج مواهبها المتعددة وجدارتها بحيازة الأوسكار، وأداءها التمثيلي الفائق وخاصة في مسلسل Watchmen لتؤكد أنها مخرجة واعدة في أول عمل درامي لها، تمزج فيه بين الترفيه والنشاط والشهرة والمبدأ معاً في أمسية أسطورية واحدة تجمع أبطالاً من الصعب أن يتكرروا مرة أخرى في التاريخ الأمريكي المعاصر.





يتخيل الفيلم ليلة في فبراير 1964 يجتمع فيها الأصدقاء محمد علي كلاي، مالكولم إكس، سام كوك وجيم براون ليحتفلوا بفوز كلاي على سوني ليستون وانتزاعه بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل.

كلاي المنتصر والمرح (إيلي جوري) -الذي سرعان ما أخذ اسم محمد علي- يتطلع إلى الاحتفال ويسعد به، لكنه يعلم ونجم كرة القدم الأمريكية براون أن هذا مجرد هروب مؤقت من انتهاكات الحقوق المدنية التي تحد من حياة حتى المحتفل بهم، (الأمريكيون السود).

وفي أحد المشاهد المبكرة القوية بالفيلم، يزور براون، الذي يؤديه ألديس هودج (كليمينسي)، منزل أحد المتبرعين البيض (بو بريدجز) ولكنه يتلقى تذكيراً صارماً بالمكان الذي يقف فيه.

وعندما ينضم كلاي وبراون في أحد فنادق ميامي الفاخرة إلى مالكولم إكس (كينغسلي بن أدير) ونجم البوب كوك (ليزلي أودوم جونيور)، يبدأ الرجال الأربعة أمسيتهم بالمزاح ولكنهم سرعان ما يتجهون إلى الأسئلة الصعبة التي تواجههم وكل الأمريكيين السود حول التعصب والمتعصبين.





ويطرح الفيلم تساؤلات جوهرية عدة مثل: هل يجب على الفنانين السود الناجحين التحدث عن العنصرية ومناهضتها؟ ما أفضل طريقة يخدم بها المشاهير السود مجتمعهم؟ هل يكفي المال والشهرة للتخلص من الذل؟

وتحاول ريجينا بالتعاون مع السيناريست كيمب باورز أن تجيب على تلك الأسئلة، بشيء من الإصرار والعمق والفكاهة التي لا يزال الموضوع يتطلبها حتى اليوم.



نجحت ريجينا كنج (49 سنة) في الحفاظ على إيقاع الفيلم وإثارته رغم أن زمنه لا يتعدى يوماً أو أمسية واحدة، مستفيدة من خبرتها كممثلة في هوليوود نالت العديد من الجوائز من بينها جائزة أوسكار و3 من جوائز إيمي. وكانت مجلة تايم الأمريكية قد اختارتها في العام الماضي في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم.

وكانت قمة أداء ريجينا في فيلم If Beale Street Could Talk أو «لو تكلم شارع بيل» الذي نالت عنه أوسكار أفضل ممثلة مساعدة، وأدت فيه دور أم مضطربة نفسياً.