السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

من يخاف فيرجينيا وولف.. دراما تستغني عن ألوان الصورة بحثاً عن الكوميديا السوداء

من يخاف فيرجينيا وولف.. دراما تستغني عن ألوان الصورة بحثاً عن الكوميديا السوداء

ينتمي فيلم «من يخاف فيرجينيا وولف» 1966 Who's Afraid of Virginia Woolf للكوميديا السوداء وهو من أعظم الأفلام في تاريخ هوليوود، صنعه مبدعوه بالأبيض والأسود لإضفاء مزيد من القبح على شخصياته الرئيسية، وهو مقتبس من مسرحية تحمل نفس الاسم لإدوارد ألبي.

لكن الطريف أن اسم المسرحية هو تحوير لأغنية شهيرة Who's Afraid of the Big Bad Wolf? لوالت ديزني، شاهده المؤلف على مرآة حمام في قرية صغيرة.

كتب السيناريو إرنست ليمان والبطولة لقطة هوليوود إليزابيث تايلور، وريتشارد بيرتون، ومعهما جورد سيغال وساندرا دينيس والإخراج لمايك نيكولز الذي كان الفيلم هو الأول له.

وتدور حبكة الفيلم حول زوجين في الخمسينيات من عمرهما يدعوان زوجين شابين، ولكن الكحول يلعب بعقليهما، فيخرجان كل عواطفهما المكبوتة وكراهيتهما المتبادلة والألم العاطفي الذي يكابدانه في حياتهما الزوجية، وذلك على مدار ليلة مؤلمة كاشفة.





مكانة تاريخية

حقق الفيلم مكانة تاريخية في الأوسكار بعد أن أصبح أول فيلم يترشح لجوائز الأوسكار كافة بما فيها أفضل: تصوير، إخراج، ممثل، أفضل ممثلة، ممثل مساعد، ممثلة مساعدة، سيناريو، صوت، تصميم ملابس، فيلم.

وكان الفيلم هو الثاني في تاريخ السينما بعد فيلم Cimarron في عام 1931، ولكن فئات الترشيح في تلك السنة كانت 9 فقط، كما أنه أول فيلم يترشح في فئات التمثيل الأربعة أفضل ممثل وممثلة وممثل مساعد وممثلة مساعدة.

المهم أن «فيرجينيا وولف» فاز في النهاية بخمس جوائز أوسكار.

الغريب أن معظم نقاد هوليوود أجمعوا على أنه بغض النظر عن شعبية المسرحية، فإن الألفاظ النابية والصراحة الجنسية تجعلها غير قابلة للتصوير سينمائياً، ولكن السيناريست إرنيست ليمان هو من أقنع شركة وارنر براذرز لتحويلها إلى فيلم.

ويبدو أن الشركة اقتنعت تماماً حتى إنها اشترت حق تصوير المسرحية من المؤلف إدوارد البي مقابل 500 ألف دولار بالإضافة إلى 10% من إيرادات الفيلم إذا تعدت مكاسبه 6 ملايين دولار.





قطة هوليوود

وكانت الترشيحات الأولى للبطلين تنصب على النجمين بيتي ديفيز وجيمس ماسون، وكان كلاهما في أواخر الخمسينيات مما يلائم أعمار بطلي المسرحية، وكان السيناريست ألبي بالذات مبتهجاً بذلك الاختيار لأنه عمل مع بيتي من قبل في فيلم What a dump، ولكن ليمان في النهاية رشح إليزابيث تايلور. كما ترشح أيضاً في البداية النجم هنري فورد، ولكن وكيله رفض الدور لأنه لم يطلع على السيناريو.

من جانبها، رفضت قطة هوليوود تايلور الدور في البداية لأنه لا يلائمها لأنها كانت في أوائل الثلاثينيات بينما عمر البطلة في الخمسينينات، ولكن ريتشارد بيرتون زوجها في ذلك الوقت أقنعها بقبول التحدي، وقبلت الدور مقابل 500 ألف دولار إضافة إلى 10% من الأرباح مثل كاتب السيناريو، بينما لم يتقاضَ بيرتون سوى 750 ألف دولار من دون أية نسبة زائدة.



وأصرت إليزابيث على أن يلعب بيرتون الدور أمامها، رغم أن كثيرين رأوا أن شخصيته القوية لا تتلاءم مع جورج الضعيف الشخصية في الفيلم.





زيجة عاصفة

الطريف أن السيناريست البي وافق على ترشيح إليزابيث وبيرتون لأن زيجتهما كانت عاصفة، وطلقا وعادا مرات كثيرة، ما يجعل صراخهما على بعضهما في الفيلم طبيعياً لأنهما واجها تلك المواقف مرات عديدة في الحياة.

وبسبب ضغوط بيرتون، تم إسناد الإخراج إلى مايك نيكولز رغم أنه كان في أوائل الثلاثينيات، وتخصص في المسرحيات الكوميدية، ولم يخرج فيلماً درامياً من قبل. وكان من بين الأسماء المطروحة للإخراج جون فرانكنهايمر مخرج «المرشح المنشوري» في 1962، و«بيردمان أوف الكاتراز» في العام نفسه، كما عرض الفيلم على المخرج فريد زينمان ولكنه رفضه وفضل إخراج فيلم A Man for All Seasons أو رجل لكل الفصول الذي كان المنافس الرئيس لفيرجينيا وولف على جوائز الأوسكار.

الطريف أن كاتب السيناريو إدوارد ألبي استوحى عنوان الفيلم عندما رآه على مرآة حمام في قرية سياحية كان يقيم بها.





مسحة خيالية

من جانب آخر، أصر المخرج نيكولز على أن يصور الفيلم أبيض وأسود رغم أن أفلام هوليوود كانت ملونة في ذلك الوقت، وكانت حجته الدرامية أن التصوير بالأبيض والأسود يجعل الممثلين يبدون أكثر سوءاً وخاصة إليزابيث تايلور التي كانت تصغر الشخصية الرئيسة بكثير.

كما أن المخرج شعر أن الألوان ستجعل الفيلم أقرب للطبيعة من دون مسحة خيالية تجريدية يريدها، وبسبب كبر أجر بيرتون وألبي أصبح الفيلم أغلى فيلم أبيض وأسود في التاريخ بعد أن تكلف 7 ملايين دولار، ولكنه حقق 33.7 مليون دولار في شباك التذاكر.

وفيما يتعلق بالتصوير فإن المصور السينمائي هاري سترادلنغ الذي فاز بالأوسكار عن الفيلم أخبره المخرج أنه لا يريده، وطرده في بداية التصوير، ولكن إليزابيث تايلور أصرت عليه، فأعاده المخرج على مضض، وفاز بالأوسكار في النهاية.