الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إميلي الفرنسي.. يحطم الأرقام في أمريكا ويرفضه «كان»

بعيداً عن الأكشن والخيال العلمي والإبهار الهوليوودي، قدمت فرنسا للعالم ولتاريخ السينما واحداً من أفضل الأفلام الرومانسية هو إميلي أوLe Fabuleux Destin d'Amélie Poulain أو المصير الرائع لإميلي بولين.

لعبت بطولة الفيلم الذي عرض في عام 2001، الممثلة الفرنسية أودري تاتو، وشاركها في البطولة ماثيو كاسوفيتز، كلير موريير، إيزابيل نانتي، دومينيك بينون، جمال دبوز، أما الإخراج فللفرنسي جون بيير جونيه الذي شارك في كتابة السيناريو الرائع مع الكاتب جيلوم لوران.



وحقق الفيلم نجاحاً تجارياً كبيراً حول العالم عند عرضه في عام 2001، ونال عدداً هائلاً من الترشيحات والجوائز من بينها 13 ترشيحاً في جوائز سيزار،و5 في الأوسكار، كما فاز بأربع جوائز سيزار من بينها أفضل مخرج وأفضل فيلم وهي المعادل الفرنسي لجوائز الأوسكار الأمريكية.

وحقق الفيلم إيرادات تخطت 175 مليون دولار من شباك التذاكر رغم أن ميزانيته لم تتخطَّ 11.5 مليون دولار، حيث أصبح صاحب أكبر إيرادات في السوق الأمريكية بين الأفلام الفرنسية متفوقاً على صاحب الرقم القياسي وقتها فيلمLa Cage aux Folles أو «سجن المجانين»..





نزعة إنسانية

يجمع الفيلم الفرنسي الألماني المشترك بين الرومانسية والكوميديا، مع نزعة إنسانية وشاعرية تتغلغل في كل زاوية ولقطة منه، وهو يصف الحياة في باريس عبر عيون ووجدان فتاة خجلى بريئة نشأت في حي مونمارتر الشهير، وحاولت أن تغير حياة المحيطين بها إلى الأفضل، بينما كانت في الوقت نفسه تحاول أن تتخلص من عزلتها وانطوائيتها، وتستجيب لنداء قلبها الذي خفق للمرة الأولى في حياتها.

يدور الفيلم حول حياة «إميلي»، التي شخص والدها حالتها بالخطأ على أنها مريضة بالقلب، وجعلها تلزم البيت، وتتعلم من المنزل من دون الذهاب للمدرسة، فتنشأ منطوية لا تجيد التعامل مع الآخرين.



وتحدث نقطة التحول لإميلي عندما تموت والدتها في حادث، وتبدأ شيئاً فشيئاً في الخروج من شرنقتها، وتعمل نادلة في مقهى قريب من منزلها، ولكنها تظل أسيرة الانطواء والعزلة الذاتية التي فرضتها على نفسها، ومن دون أن تعرف معنى الحب أو تتخذ لها صديقاً.

وتقع نقطة التحول الثانية مع وفاة الأميرة ديانا، وتصاب إميلي بصدمة، وتكتشف مصادفة مخبأ سرياً صغيراً به صندوق لطفل منذ 40 عاماً، وتتعهد أن ترجع الصندوق إلى صاحبه، وهنا يخفق قلبها بالحب، وتنتابها مشاعر تحس بها لأول مرة في حياتها، وتدرك أن الحياة يمكن أن تكون أجمل مع الأحباء.



الرومانسية الفرنسية

إميلي هي أروع فتاة فرنسية تجسد الرومانسية على الطريقة الفرنسية، أبهرت الملايين في العالم على مدار سنوات طوال ببراءتها وخجلها وروحها الحلوة ومثابرتها على الحياة التي تعيد استكشافها بعد سنوات المراهقة، وأشعلت رغبة كل واحد منا في الزواج وتكوين أسرة والحب.

والحقيقة أن اسم الفيلم استلهمه المخرج جان بيير جوني الذي شارك في كتابة السيناريو أيضاً من الممثلة الإنجليزية إميلي واتسون التي كتب لها السيناريو في البداية، ولكنه تخوف من أن تقف اللهجة عائقاً أمام تقبل الجمهور لها رغم إيمانه بموهبتها، رغم أنه حاول في السيناريو أن تنشأ إميلي في بريطانيا لحل تلك المشكلة.



واضطر جوني وكاتب السيناريو جوليم لوران لتغيير الشخصية الدرامية لتصبح فرنسية 100%.

وعندما قرر المخرج تغيير إميلي واتسون، لم يكن لديه البديل في البداية، ولكنه عثر عليه عندما كان يسير في شوارع باريس ووجد ملصق فيلمVenus Beauty أو فينوس الجميلة، يحمل صورة البطلة أودري تاتو، وسرعان ما أبهرته عيناها السوداوان، ولمعة البراءة التي تشع في وجهها، وطلب مقابلتها، وبعد 10 ثوانٍ فقط وافق على أن تجسد الدور.



إميلي الظاهرة

وبعد عرض الفيلم تحول اسم إميلي إلى ظاهرة في إنجلترا وويلز، وأقبل الآباء والأمهات على تسمية بناتهم باسمها تيمناً بها، ففي عام 2000، كان هناك 12 مولودة فقط في بريطانيا حملت اسم إميلي، ولكن ما بين 2002، و2007، ارتفع العدد إلى 1100 مولودة يحملن اسم إميلي سنوياً، وتكرر الأمر نفسه في الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم أن المخرج جوني كان يفضل تصوير أفلامه في الاستوديو للتحكم في الوقت وموقع التصوير، لكنه اضطر في هذا الفيلم للتصوير في الشارع، بعد أن وجد أن تكلفة بناء ديكورات تحاكي شوارع باريس مكلفة للغاية، رغم أنه كان يريد أن تكون المشاهد أقرب للأحلام والتخيلات لا الواقع.

أما المشاهد الداخلية من شقة إيميلي فقد صورت في أحد الاستوديوهات الألمانية في كولون للاستفادة من الحوافز الضريبية هناك.

وبالنسبة للموسيقى التصويرية، فلم يكن المخرج قد سمع أية أعمال للموسيقار تيرسين، ولم يكن قد حزم اختياراته بعد، عندما سمع مصادفة شريطاً في سيارة مساعد الإنتاج التي كان يستقلها، وبعد عرض الفيلم احتل شريط أغنيات وموسيقى الفيلم الصدارة في السوق الفرنسية.

الغريب أن الفيلم لم يعرض في مهرجان كان في السنة نفسها، لأن مدير المهرجان لم يتحمس له، بحسب ما قاله المخرج جوني.





في مقهى

الجدير بالذكر أن الفيلم صور في مقهى Deux Moulins حيث كانت تعمل إميلي في الفيلم، ليتحول بعد عرضه إلى مزار سياحي، ويحرص السياح على التقاط صور تذكارية للمقهى الشهير.

أحد الانتقادات الموجهة للفيلم أنه أظهر باريس مدينة لذوي البشرة البيضاء فقط، ومدينة خالية من المشاكل في تجاهل للفرنسيين والزوار من ذوي البشرة السمراء.

الطريف أن بطلة الفيلم أودري توتو التي أذهلت العالم بأدائها، لم تكن تحب أن تعمل ممثلة وهي طفلة، وكانت تتمنى أن تعمل مع القرود كعالمة أو كمرشدة سياحية أو بيئية!!