الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

شارلي شابلن.. صبي الحلاق الذي سرق الضحكة من العالم

شارلي شابلن.. صبي الحلاق الذي سرق الضحكة من العالم
هذا الرجل علم العالم الضحك والابتسام من دون أن ينطق بكلمة، مات ثرياً وسط أولاده وأحفاده وأحبائه، وكانت حياته ومماته ميلودراما تبعث على الضحك تارة والبكاء تارة والتفكير تارات أخرى.



وكان يؤمن بأن «يوماً بلا ضحك هو يوم ضائع»، وأن الابتسامة هي الشيء الذي يثري من يتلقاه، ويزيد من يمنحه.



ولد شارلي شابلن لعائلة فقيرة في لندن، وعاش طفولته في الملجأ، ثم عمل في مسح الأحذية ثم امتهن مهنة صبي حلاق، وهناك تعرف على مبادئ الدراما من قصص الزبائن الذين يحاكونه وهو يقص لهم شعرهم، والحلاقة أيضاً هي التي تسببت في ثروته وسعادته ونجاحه بعد أن شاهد وهو يحلق «عربجي» يمشي بطريقة طريفة غريبة، فأحبها وترك رأس الزبون للحظة لكي يستوعبها، ثم حاول تقليدها لتصبح علامة مسجلة باسمه.



وعانى شابلن الصغير من فقدان والده وهو في الـ13 من عمره، وحرمانه من أمه التي أصابها الفقر واليأس بانهيار عصبي أدى إلى دخولها مصحة نفسية.



وتسكع المراهق الصغير بين المسارح والحانات، واجتذبه فن التمثيل، وبدأ يعمل ككومبارس في فرق محلية، حتى فتحت له «طاقة القدر» عندما وقع عقداً مع شركة «فريد كارنو» الكبيرة، التي أرسلته إلى الولايات المتحدة، مما أتاح له الاطلاع على الصناعة السينمائية، وسرعان ما ابتكر شخصية «الصعلوك» التي شكلت قاعدة جماهيرية كبيرة.



وسرعان ما التقطته عين المنتج ماك سينيت عام 1913، وأقنعه بالخروج من فرقة فريد كارنو ليبدأ أفلامه الخاصة مع شركة سينيت، وفي عام 1915، التحق بشركة إيساني التي كانت تدفع له 1250 دولاراً في الأسبوع إضافة إلى مكافأة تقدر بعشرة آلاف دولار، وهو مبلغ فلكي أيامها.

ومع شركة إيساني، رسخ شابلن شخصية الصعلوك تراب، وعندما ترك الشركة للالتحاق بشركة ماتوال فيلم في عام 2016، كان يحصل على 10 آلاف دولار أسبوعياً مع مكافأة إضافية 150 ألف دولار، ما جعله وهو في الـ27 من عمره أعلى الممثلين أجراً في العالم.



كتبت الممثلة ميني ماديرن مقالاً حول شارلي شابلن في صحيفة هاربرز ويكلي يدعم فكرة أن شارلي شابلن لم يعد مجرد كوميديان، بل مبدعاً وخالقاً متكاملاً للفن. هذه الفكرة كان شابلن يحبها ويسعد بها، وبالفعل بدأ يخلق أفلاماً بها قدر من الشفقة والعاطفة وربما الانتقاد الاجتماعي والسياسي، بدلاً من الاقتصار على حشد أكبر عدد من الضحكات في العمل الدرامي.



وطبق شابلن هذا في فيلمه الروائي الطويل الأول The Kid أو الطفل، الذي عرض عام 1921، ويبدأ بعنوان «صورة مع بسمة، وربما دمعة» ورغم المحتوى الكوميدي فيه إلا أنه يبدو عاطفياً مليئاً بالشجن بامتياز.



واجتذبت السياسة المبدع الكبير، وفي عز الحرب العالمية الثانية أخرج ومثّل فيلم «الديكتاتور العظيم» الذي هاجم فيه النازي أدولف هتلر في خضم انتصاراته في الحرب العالمية الثانية.