الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

The Endless Trench.. حب يتحدى الإرهاب ومنزل يتحول لسجن

The Endless Trench.. حب يتحدى الإرهاب ومنزل يتحول لسجن

تركز القيمة الأساسية لفيلم The Endless Trench أو الخندق اللامتناهي، الذي تعرضه شبكة نتفلكس، على بلد تجتاحه الفاشية، وزوج مطلوب قتله، وتقرر زوجته أن تفعل كل ما بوسعها لكي تنقذه. وتضطر لإخفائه في منزله الذي يتحول من سكن وطمأنينة إلى سجن لا متناهٍ.

وعلى مدار 148 دقيقة، تدور أحداث الفيلم الإسباني الذي يدور في زمن اندلاع الحرب الأهلية في إسبانيا في عام 1936، عندما يشعر الزوجان المتزوجان حديثاً هيجينيو وروزا أن حياتهما مهددة بالخطر بسبب انحياز الزوج للجمهوريين، ووصول تهديدات بقتله من الإرهابيين والمعارضين.

ويختبئ الزوج في ملجأ تحت منزله بمساعدة زوجته. ورغم التهديد المستمر والخوف من انكشاف أمرهما، يساعد الحب الزوجين على التماسك والهدوء والتكيف مع الوضع الصعب الذي يعيشان فيه.

ولكن شعور الزوج بالعزلة يتزايد مع مرور الأوقات حتى يحصل على عفو في عام 1969.



الفيلم تم ترشيحه للأوسكار في فئة الأفلام الأجنبية، ويتوقع له الكثيرون أن ينافس بقوة في الدورة المقبلة.

وربما الأكثر إثارة في الفيلم هو النصف ساعة الأولى منه، حيث تقع الأحداث في قرية أندلسية متواضعة بسيطة، حيث يتحول المنزل إلى معتقل، خوفاً من الجار الخائن الذي يتعقبه ويتحين الفرصة للإيقاع والوشاية به لدى السلطات.

وينسج السيناريو لوحة متشابكة بين الأحداث السياسية والمشاعر الزوجية بين الحب والخوف، والحياة والموت، طارحاً تساؤلات: هل وجود الحبيب ينفي صفة السجن عن أي مكان، أم أن للحرية مذاقها الذي لا يضاهيه أي شيء آخر؟

والأهم من كل ذلك، حيرة الزوجة وألمها وهي تحلم بإشباع غريزة الأمومة لديها، وخطورة ذلك على حياة الزوج الذي يتربص به الأعداء.

وهكذا، فإن السيناريو الأصلي لأريجي وجارانيو وجويناجا يعمل على رصد التفاعل بين حب الحياة وحب الزوج، الأمل الذي لا يخبو في النجاة وتحسن الأحوال، رغم كل الدلائل المخيبة للآمال.





ويعيش المُشاهد وينفعل مع هذه الملحمة المزدحمة والمثيرة التي لا تنقلب تماماً إلى اللامعقولية، بفضل الأداء السلس والعاطفي الكلاسيكي لكلاهما، خاصة كويستا بكل مشاعرها وإحساسها بالمسؤولية وعدم تخليها عن زوجها وحبها، رغم ما تقاسيه من ويلات ومضايقات.

بينما يجسد الزوج دي لا توري المشاعر الرمادية بظلالها المختلفة، ويجيد في نقل الإحساس بالإرهاق والإنهاك واليأس أحياناً من حياته التي يكاد أن يفقدها، وهو على أي حال يفتقد أي طعم لها وهو في مخبأه السري.

أجاد السيناريو في إبعاد الملل والرتابة عن المُشاهد، رغم محدودية اللقطات أحياناً، وساعده على ذلك الأداء الرائع للزوجين، والشاعرية في نسج العلاقة بينهما بكل ما فيها من شغف وحب وتوتر وضعف وتردد أحياناً.



الفيلم من إخراج أيتور أرايجي، وجون جارانو، وخوزيه ماري جيناجا، والسيناريو من تأليف جيناجاولويزو بيرديجو، والبطولة أنتونيو دي لا توري، وبيلين كوستا، وفنسنت فيرجارا، وخوزيه مانويل بوجا، وإميليو بالكيوس، وأدريان فيرنانديز.