السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

صمت الحملان.. أيقونة الرعب التي طرحت في الفالنتاين وفازت بخمسة أوسكار

أصبح فيلم The Silence of the Lambs أو صمت الحملان أيقونة لأفلام الرعب القائمة على دراما الطب النفسي، والرعب الممزوج بالدهاء وفلسفة القطيع، بعد أن حصد 5 جوائز أوسكار في عام 1992، إضافة إلى 39 جائزة أخرى، و27 ترشيحاً واختير ضمن قائمة أفضل أفلام هوليوود على مدار 100 عام.



ورسخ الفيلم موهبة ونجومية الرقيقة جودي فوستر والرهيب المبدع أنتوني هوبكنز، وأصبح ملصق الفيلم من أشهر «أفيشات» السينما العالمية على مر العصور، بعد أن استعان المخرج بلوحة للفنان الإسباني العظيم سلفادور دالي في تصميمه.





المفارقة أن فيلم الرعب والإثارة الذي يثير رهبة وقشعريرة في الجسد كلما جاء اسمه فما بالك بمشاهدته، هذا الفيلم طرح في الفالنتاين في عام 1991، لأن الموزع شركة أوريون بيكتشرز أرادت إفساح المجال أمام فيلم الرقص مع الذئاب لكيفن كوستنر وتجنيبه المنافسة، لكي يحصد أكبر عدد من جوائز الأوسكار.

ونجحت الاستراتيجية وفاز الرقص مع الذئاب بسبع جوائز أوسكار، ولكن بعدها بعام كان صمت الحملان هو نجم الأوسكار الأول بلا منازع، بعد أن أصبح ثالث فيلم في تاريخ الأوسكار يحصد الجوائز الخمس العظام: أفضل ممثلة جودي فوستر، أفضل ممثل أنتوني هوبكنز، أفضل مخرج جوناتان ديمي، أفضل فيلم، أفضل نص سينمائي تيد تالي، كما فازت جودي فوستر بجائزتي البافتا وغولدن غلوب.

الفيلمان الآخران هما It Happened One Night في عام 1935،وطار فوق عش المجانين في 1976.





لعبة الدهاء

تدور حبكة الفيلم حول المحققة المتدربة في إف آي بي كلاريس ستارلينغ «جودي فوستر» التي يختارها رؤساؤها لمقابلة طبيب علم نفس مسجون ومصاب بمرض نفسي يدعى كراوفورد «هوبكنز»، لدراسة حالته.

وعندما تقابله يخبرها أنه لإعجابه بها سيرشدها لقاتل متورط في قتل عدة نساء يدعى «بيل السفاح» لا يكتفي بقتل ضحاياه، بل ويعذبهن ويسلخ جلودهن.

ويطلب منها أن تلعب معه لعبة «شيء مقابل شيء» ويتبادلان طرح الأسئلة، فتوافق على العرض، وتحكي له عن تجربتها عندما شاهدت الحملان في مزرعة أقاربها، وأرادت أن تنقذها من الذبح وفتحت لها باب الحظيرة ولكنها لم تتحرك أو تهرب، وظلت صامتة.



المهم أن السجين يفلح أخيراً في الهرب بعد أن قتل شرطيين، بينما تفحص المحققة كلاريس أوراقه وتكتشف أن القاتل يجوع ضحيته 3 أيام لكي يترهل جسدها ويستطيع سلخ جلدها وخياطته ليغير من شخصيته.

تبدأ كلاريس بتحليل أوراق لكتر وتسارع الزمن لإنقاذ ابنة عضوة في الكونغرس خطفها السفاح، وتنجح في الوصول إليه، وقتله بعد مواجهة مرعبة في الظلام.

بينما يهنئها في التليفون المريض النفسي الهارب ليكتر.



جعجعة ولا طحن

الغريب أن الناقد الشهير جين سيسكل كتب أيامها عن الفيلم بما معناه «أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً»! ومن حسن حظ الفيلم أن لجنة الأوسكار وبقية النقاد والجمهور لم يشاركوه الرأي.

سوء التقدير نفسه، وقع فيه المنتج دينو دي لورنتيس والذي كان قد تعرض لخسائر فادحة في فيلم مأخوذ من سلسلة روايات Man hunter عن طبيب نفسي آكل لحوم البشر، لذلك تنازل عن حق استغلال الجزء الثاني مجاناً لمنتجي صمت الحملان.



ولدهشته وسوء حظه كسب الفيلم 272.7 مليون دولار بزيادة قدرها 264 مليون دولار عن إيرادات الفيلم الأول الخاسر.

وكالعادة أيضاً كان دور الطبيب النفسي المسجون المهووس في البداية من نصيب ممثل هو جين هاكمان ثم شين كونري ثم دانييل دي لويس قبل أن يصل لأنتوني هوبكنز، بعد أن رفضه هاكمان لأنه لا يريد تمثيل دور شرير بعد أن نال الأوسكار عن دور محقق شرطة قبلها بعامين!

وتكرر الأمر نفسه مع جودي فوستر التي لم تكن المرشحة الأولى للدور، ولكن النجمة ميشيل فايفر تنازلت عنه بعد أن خافت على صورتها لدى الجمهور، ورغم رفض المخرج في البداية لفوستر إلا أنه غير رأيه في اللقاء الثاني معها!



من جانبها، حرصت فوستر على ألا تظهر محققة مكتب التحقيقات الفيدرالية في صورة المرأة الغبية، احتراماً لتلك الجهة التي أنقذت حياتها من قبل بعد تلقيها تهديدات بالقتل.

أما ارتداء الطبيب المهووس الثوب الأبيض فكان من بنات أفكار هوبكنز الذي أراد استثمار خوف المشاهدين الغريزي من الأطباء وأطباء الأسنان وثيابهم البيضاء.





عدوى الفزع

ويبدو أن الفزع انتقل إلى الممثلين بعد أن انهار سكوت جلين الذي لعب دور كبير المحققين، إثر استماعه إلى شرائط لمجرمين عذبوا واغتصبوا ضحاياهم، فانخرط في نوبة بكاء شديد وأصبح من أشد أنصار عقوبة الإعدام.