في فيلم يستمتع به الكثيرون، ولكن لا يفهمه سوى القلة، ينسج جون باتريك شانلي قصة حب هادئة بين الطبيعة الأيرلندية الرائعة في فيلم WILD MOUNTAIN THYME أو زعتر الجبل البري الذي يخرجناً من الأجواء الكئيبة لكورونا.
تقدم أحداث العمل معاني غرام سامية تقدمها روزماري مولدون المزارعة التي يخفق قلبها بحب جارها أنتوني ريللي، ولكنه غافل عنها، وكأنه ورث عن عائلته لعنة تمنعه من الاقتران بمن يحبه.
ومتأثراً بخطط والده لبيع مزرعة العائلة لابن أخيه الأمريكي، يندفع أنتوني لتحقيق أحلامه في تلك القصة الكوميدية الرومانسية المؤثرة.
هناك في البداية مشكلة ربما لا يتفهمها المتفرج العربي تتعلق باللهجة الأيرلندية في الفيلم التي تخلق بعض الصعوبة في تفهم الكلمات ومعانيها.
ولكن مدير التصوير ستيفن غولدبلات استطاع أن يخلق لنا بالإضاءة وزوايا الكاميرا صورة رومانسية شاعرية تشبه حكايات الأساطير يبرز في الخلفية منها جمال الريف الأيرلندي.
وفي بعض الأحيان، يقفز الحوار بسرعة، ويتسارع الإيقاع رغم هدوء ورتابة المكان، وهو أمر متوقع من كاتب «Moonstruck» الحائز جائزة الأوسكار.
تكبر بلانت «روزماري» وريللي «ابن توني» معاً في تلك المنطقة الريفية الرائعة، وبينما تبدو هي جريئة بسيطة، تشعر أنه لطيف ولكنه خجول بعض الشيء أو غير مندفع.
وبجانب أن كلاً منهما يعرف الآخر، فإنهما يتشاركان الذكريات والتاريخ ومشاعر خاصة وتوقعات يعززها أنهما الشخصان الوحيدان غير المرتبطين في المنطقة.
ولكن وصول آدام ابن عم أنتوني من نيويورك يحرك الأحداث بقوة في تلك البقعة الهادئة، ويحرك معها مشاعرهما.
العجيب أن وصول آدم «جون هام» بجشعه وأنانيته، يزيد من إعجابنا بذلك المكان المذهل في جماله، ولكنه يخاصم إيقاع الزمن.
يصل آدم إلى أيرلندا على أمل أن يحقق مزاعمه في امتلاك مزرعة ريللي العائلية، بما فيها قطعة الأرض التي تربطها بمزرعة روزماري، وربما قلبها نفسه!
تتصاعد الأحداث بين روزماري وأنتوني ما بين اقتراب وابتعاد ولهفة وتردد، وفي مشهد رائع تكشف عن أحاسيسها عندما تصعد على خشبة المسرح في الحانة وتغني الأغنية الشعبية الأيرلندية التقليدية التي تعطي الفيلم عنوانه «Wild Mountain Thyme».
ولعل المشهد الأكثر فاعلية وتأثيراً في الفيلم بأكمله هو المشهد البسيط الذي يحدث في مطبخ روزماري، عندما تنتابها وأنتوني نوبة صدق ويبوحان بمشاعرهما أثناء محاصرتهما في الداخل اتقاء للعاصفة.
هنا تشعر بالعاطفة تنساب بين الضحكات الخجولة المترددة والمحادثة العنيفة الصاخبة بينهما.
ربما يعيب السيناريو أنه جعل شخصية كل منهما منفصلة عاطفياً عن الآخر، لذلك لا نرى أو نشعر بالكيمياء بينهما، ولا ندرك بوضوح سبب العقبات التي تقف في طريق حبهما وارتباطهما.
في الحقيقة فإن «Wild Mountain Thyme» من نوعية الأفلام التي نريد أن نحبها، كما نريد أن نحب بطليه، رغم كل ما يباعد بينهما، فيلم يعيد الرومانسية بداخلنا، ويجعلنا نتأرجح بين الضحكات والدموع.
الفيلم من سيناريو و إخراج جون باتريك شانلي وبطولة إميلي بلانت، جيمي دوران، جون هام، كريستوفر ووكين.
التصنيف: PG15
قد تكون بعض المواد غير مناسبة للأطفال دون سن 15 عاماً. يجب على الآباء توخي الحذر.
المدة: 102 دقيقة