الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

The Sunlit Night.. رحلة البحث عن الذات والحياة في لوحة لم تكتمل

يشبه فيلم The Sunlit Night أو ليلة مضاءة بنور الشمس لوحة زيتية غير متكاملة، تفيض بالألوان، تصور الهروب من الوحدة والضياع والكآبة، والبداية من جديد، وسط أجواء هادئة باردة ومشاعر أكثر دفئاً في دراما تنتزع الضحكات تحتفي بالأشياء واللحظات الصغيرة في الحياة .

تتمحور احداث الفيلم حول فرانسيس التي تهرب من انفصال مؤلم ومنزل طفولتها الذي أصبح خانقاً لها والذي زادت كآبته بعد طلاق والديها ، وخطوبة أختها الصغرى.

وتسعى للحصول على ملاذ آمن هادئ في مستعمرة فنانين نرويجيين قدمت لها تدريبًا على الرسم حيث تلتقي بسكان محليين غريبين الأطوار وزملائها في نيويورك.


تبرهن كاتبة السيناريو ريبيكا دينرشتاين على أنها تستطيع أن تنتزع الضحكات من بين مآسي الانفصال والطلاق، التجمعات الأسرية، وخطب الزفاف الحلوة والمرة.


وربما ينتابنا الشك في أنها اضطرت للذهاب إلى القطب الشمالي النرويجي لتنمية مهارتها، ولكن على أية حال، فإنها استطاعت أن تدخل قلوب المشاهدين بعملها الدرامي هذا.

من جانبه، استطاع المخرج استثمار المواقع الجاذبة الملونة والاضاءة الرائعة في تضفيرها مع الأحداث الدرامية، في رحلة البحث عن الذات لرسامة نيويوركية تعاني من صدمة عاطفية، وتحاول أن تجد السلوى في تدريب فنان على قمة العالم في مكان جديد عليها تماماً.

الجزيرة التي ارتحلت إليها فرانسيس في أقصى الشمال من الكرة الأرضية ، حتى أن الشمس لا تغرب أبداً فيها أثناء الصيف، ومن هنا جاء عنوان الفيلم.

هذه الظاهرة المتفردة تخلق نوعاً من الجنون والغرابة ربما ترتبط أكثر بأفلام الرعب، ولكنها هنا تخدم الفعل الدرامي.

وربما يفسر ذلك المهمة التي تحصل عليها فرانسيس عند وصولها والمتمثلة في رسم الجزء الداخلي لحظيرة قديمة صفراء زاهية - وحقيقة أنها ستقضي لياليها (المشرقة) في مقطورة لطيفة مع عرض رائع وحمل صغير.

و يشبه الفيلم إلى حد بعيد النصف الثاني من Downsizing أو "تقليص الحجم" لألكسندر باين ، والذي أثبت أن مكانًا مشابهًا لنهاية الأرض لا يجعل الشخصيات الباهتة أكثر غرابة أو إثارة.

وفي البداية تتغلب فراسنيس على صدمة عدم ترحيب مضيفها بها، وهو

شخص منعزل يدعى نيلز (فريدجوف ساهايم) لا يهتم كثيرًا بمحادثاتها الصغيرة ولكنه يضطر للانصات لأنه يحتاج إليها لإنهاء مشروع حظيرته.

ولكن الجليد بينهما يذوب تدريجياً، وتثبت سليت قدرتها على التعبير الدرامي بوجهها، في المرح وتجسيد ضعف وبراءة الأطفال في عينيها، وكأن تلك الرحلة صممت لكي تعيد تأسيس وتنمية شخصيتها.

تنتهي فرانسيس عملها ولكنها تهتم أكثر باستكشاف الأهالي وثقافة الجزيرة، خاصة متحف الفايكنج على الطريق الذي تلتقي فيه بزميلها الأمريكي الساخر "زاك جالفانكيس".

ولكن مشاعر الفنانة تتحرك مع وصول الزميل ياشا، الذي يعاني ايضاً من متاعب أسرية.

الفيلم يفيض بمشاهد كوميدية جيدة ، ورومنسية هادئة حول وحدة فنانة وبدايتها الحياة من جديد،لولا بعض الألفاظ النابية والمشاهد الجريئة التي تحتاج أن ينتبه إليها الآباء وهم يصطحبون أبناءهم لدار السينما.

الفيلم من إخراج ديفيد نينت، وبطولة جيني سليت، اليكس شارب، فريدجوف ساهايم ، زاك جاليفينكس.