الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«أفلام الطلبة».. الموهبة وحدها أصبحت تكفي

«أفلام الطلبة».. رافد جديد للسينما الإماراتية، يحتفي به مهرجان العين السينمائي، ممثلاً في معظمه النتاج الأول لمبدعيه، خصوصاً مع مشاركة هذه الأفلام في المهرجانات السينمائية المختلفة؛ لإبراز مواهبهم في هذا المجال الفني أمام الجمهور، ما يمنحهم فرصة التعرف على تجارب الآخرين، ولقاء صناع الأفلام من شتى دول العالم.

ورغم عدم توافر الإمكانات المادية التي تتطلبها صناعة السينما المؤسساتية، إلا أن الكثير من الأفلام التي صنعها طلاب، أضحت تلاقي اهتماماً من قبل الجمهور الذي اعتاد الاستمتاع بعروض مهرجانات السينما، حيث تنفتح الأعمال المتميزة منها، على رؤى جديدة، وتطرح قضايا معاصرة، ليبقى الشرط الأساسي، في جودتها مرتبطاً بتوافر الموهبة الطلابية، سواء فيما يتعلق بالإخراج أو النص، او التصوير، والمونتاج، وسواه، لا سيما حينما يكون العمل مكتملاً بمجهود الطلبة، وبأدوات في المتناول، بعيداً عن الميزانيات الباهظة.

وقال لـ«الرؤية» الطالب المخرج أحمد محمد المازم، الذي قدَّم فيلماً بعنوان «طفل في دخلك»، إنَّ عوامل التحفيز والتشجيع بالنسبة للطلبة في الإمارات متوفِّرة بشكلٍ حيوي وخصب، مشيراً إلى أنَّ هذا الأساس يشجّعهم كطلبة إماراتيين، على خوض غمار الممارسة والتجريب الإبداعي السينمائي دون تهيب أو حواجز.

وأضاف أنَّ مشاركة أفلامهم في المهرجانات السينمائية خطوة جيدة وبنَّاءة بوجهة نوعية، ذلك كونها تمنح الشباب، والطلبة خاصة، فرصةً حيوية لتقديم مهاراتهم أمام الجمهور، والاستفادة من خبرات أساتذة السينما الموجودين بالمهرجان، والتعامل مع فنانين على مستوى عالٍ جداً، ومخرجين تستطيع أن تستفيد من خبراتهم الفنية، موضحاً أنَّه في أزمة كورونا أثبتت الأفلام أنَّ كل شكل متاح لديهم أملاً في تطوير أعمالهم الفنية، وأنهم يشاهدون أفلامهم كطلبة على المنصَّات الرقمية، خاصة بعد تجربة بعض الأفلام القصيرة الشبابية السعودية على المنصات.

طاقات مستقبلية

وأكد الطالب المخرج علي لاري، الذَّي قدّم فيلم «ألبوم صور»، أنَّ التجارب السينمائيـة الطلابية، حتى ولو أنها ليست بالمستوى المميز المطلوب، تُعد خاماتٍ ذات قيمة ولا يجب تجاهل أهميتها ودورها، أو التغافل عنها، كما يجدر تحصين وتمكين قدرتها على أن تستفيد من مشاركاتها بالمهرجانات، بما يعود علينا بالكثير من الجدوى لصقل مهارتنا وخبراتنا، خاصة أنَّ هؤلاء الطلبة يمثلون طاقاتٍ مستقبلية من شأنها أن تشكل رافداً أساسياً للسينما، وأفلامهم تمثل جزءاً من البنية التحتية للسينما المحلية الإماراتية.

وأوضح أنَّ الصعوبات التي تواجههم كطلابٍ يحبون العمل السينمائي هو عدم توافر بعض الكتب الخاصة بالسينما وتعليم الإخراج السينمائي، ما يضطرهم إلى طلب هذه الكتب من الخارج، متمنياً أن تكون هنا مكتبة سينمائية تحتوي على أهم الكتب الخاصة بالسينما والأفلام السينمائية حتى يستطيعوا تطوير مهارتهم، وتحويل هذه الأعمال البسيطة إلى أفلام سينمائية طويلة.

أفلام قصيرة

وقالت الطالبة المخرجة دانة المراغي، التي تُشارك في مهرجان العين السينمائي بفيلم «شوكة في عيون العالم» إن مشاركة أفلام الطلبة في المهرجانات السينمائية، يساعد أصحاب المواهب السينمائيـة الإماراتية، على التواصل مع من هم متخصصون في المجال خارج الدولة، والذين عادة ما يوجدون بكثافة، في مهرجانات السينما التي تقام في الإمارات، مشيرة إلى أنَّ أفلام الطلبة أصبحت رافداً جيداً للسينما الإماراتية، كما أنَّها قادرة على رفع نسبة إنتاجها السنوي، حتى ولو كانت مشاركات الطلبة فيها، من خلال الأفلام القصيرة فقط.

إنتاجات ناجحة

وأشار المخرج الإماراتي الدكتور حسين إبراهيم، إلى أنَّ أفلام الطلبة قد تحمل بين جنباتها مجموعة من الأخطاء، وطبعاً، دون أن يعني ذلك، أن جميعها سيئ أو فاشل، بل على العكس فلدى هذه الشريحة المجتمعية إنتاجات سينمائية ناجحة ومهمة، تمكّنت من حصد جوائز لجان تحكيم عدة مهرجانات سينمائية تقام سنوياً في الدولة، لا سيما أنَّهم لا يزالون طلاباً لم يكتسبوا خبرةً، ما يبشر بمستقبل واعد لهم.

وأوضح أنَّهم بالفعل في دولة الإمارات يوجد بعض الكليات التي تهتم بالإنتاجات السينمائية، لكن لا بد من خلال هذه المهرجانات أن نختار أصحاب الموهبة والقادرين على تطوير أنفسهم ومساعدتهم على تطوير أعمالهم ونشرها، وقد يتمكن هؤلاء الطلبة من تحويل هذه الأعمال إلى أفلام سينمائية، وهذا كله يصبُّ في مصلحة السينما الإماراتية، خاصة أنَّها في حاجة إلى هؤلاء الشباب.

نقطة انطلاق

وقال المخرج هاني الشيباني المدير الفني لمهرجان العين السينمائي، إنَّ مشاركة أفلام الطلبة في المهرجانات السينمائية يعد نقطة انطلاق دائماً لهذه الطاقات التي تعتمد بالأساس على الموهبة الفنية، عوضاً عن الإمكانات المادية، ، خاصة أنَّ المهرجانات تعج بالسينمائيين أصحاب الخبرات والمهتمين بصناعة السينما، وكصانع أفلام ناشئ تستطيع أن تستفيد من هذه الفرصة من خلال النقاشات الفنية مع هؤلاء الخبراء، والبحث ليس فقط عن حصد جائرة، لكن أن تبحث عن التطور والقصور الذي أصاب عملك وأن تحاول في المراحل المقبلة أن تطور إنتاجك الفني، وأن تستفيد من وجودك في عالم السينما مع أصحاب الخبرات.

وأضاف «شاهدنا الكثير من الأفلام المقدمة من الطلبة تستحق الإشادة والتقدير، خاصةً أنَّ هذه الأعمال لو تم استثمارها بالشكل الصحيح وتطوير أدوات هؤلاء الطلبة فنتوقع مشاركتها عبر المنصات المختلفة أو حتى تحويلها من مجرد أفكار إلى أفلام سينمائية، لذلك نتمنى من هؤلاء الطلبة أن تكون مشاركتهم دائمة وليست في المهرجانات فقط؛ لأنهم حملة شعلة السينما الإماراتية».