يدور فيلم الرعب Wrong Turn أو منعطف خاطئ حول مجموعة من الأصدقاء الذين يتنزهون في مسار الأبالاش الجبلي، ولكنهم يشردون عن الطريق ويدخلون إلى أراضي سكان الجبال الذين يطلق عليهم لقب The Foundation أو المؤسسة ويعيشون في عزلة منذ مئات السنين، ولا يتورعون عن استخدام وسائل قاتلة لحماية أسلوبهم في الحياة من المتطفلين.
وفجأة يجد الأصدقاء أنفسهم في موقف عصيب بين الحياة والموت حيث لا مجال للعودة، والأمل الوحيد ينصب في رجل يمكن أن يصل إليهم في الوقت المناسب قبل أن يفقدوا حياتهم.
يعتقد الأصدقاء في البداية أن هؤلاء البشر مجرد أناس قساة ولكن بعقول صغيرة ساذجة، ولكنهم سرعان ما يكتشفون أنهم لا يتسامحون أو يتساهلون مع أي شخص يهدد سلامهم ونظامهم الخاص.
يأتي الإنقاذ مع والد أحد المفقودين «ماثيو مودين» الذي يذهب إلى البلدة التي اختفت فيها ابنته، ويتجاهل سكان البلدة في البداية صرخاته طلباً للمساعدة على افتراض أنه سيمضي قدماً كما فعل الجميع في الماضي، لكنه في النهاية يكشف الحقيقة المظلمة عن الأشخاص الذين يعيشون على الجبل.
الفيلم جزء جديد وقصة مختلفة من فيلم الرعب الذي يحمل نفس الاسم وتم عرضه في عام 2003، لنفس الكاتب ألان ماكلروي.
ربما يصاب بعض عشاق الرعب بالحزن والإحباط لأن الفيلم لا يحتوي على المشاهد التي تربوا عليها سينمائياً، أكلة لحوم البشر، والجماجم والأحشاء والدماء، ونظرات الرعب قبل النهاية المحتومة.
وسيجدون بالمقابل أناساً يشبهوننا ولا يختلفون عنا كثيراً.
هؤلاء البشر أو أعضاء «المؤسسة» جزء من سلسلة طويلة من العائلات التي كانت تخشى سقوط أمريكا واتخذت خطوات لإنشاء مجتمع جديد يمكن القول إنه أفضل في أعالي جبال الأبلاش. هنا تنعدم الجريمة والفقر والجوع، إنها الجنة، أو على الأقل نسخة مختلفة من عالم أكثر عدلاً وتعاوناً.
نجح السيناريو في أن يفاجئنا بالأحداث من دون الوقوع في فخ تكرار الثيمة السابقة، مقدماً أفكاراً جديدة عن أناس ومجتمعات لا يرغبون في الانتماء إلى عالمنا المعاصر.
كل الأحداث الدرامية هنا تحتفي بالعمل الجماعي سواء الأب الباحث عن ابنته المختفية أو الأصدقاء، أو سكان المدينة، أو الناس في الغابة.
وهو أيضاً يكشف ما نفعله مع بعضنا أو مع من يختلفون معنا في الأفكار والتوجهات حتى لا نحيد عن الطريق مرة أخرى.
الفيلم تبلغ مدته 109 دقائق من إخراج مايك نيلسون وبطولة ماثيو مودين، إيما دومونت، شارلوت فيجا.