الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«مالكولم وماري».. خطيئة مخرج ومحاولة لتقليد «فيرجينيا وولف»

«مالكولم وماري».. خطيئة مخرج ومحاولة لتقليد «فيرجينيا وولف»

حول العلاقة بين الفنان وملهمته المتمردة، يحاول المخرج سام ليفنسون أن يمرر بعض توجهاته في السينما، في فيلم مالكولم وماري في نقاش فني وعتاب ليس كعتاب المحبين لأنه يتحول إلى استعراض لجوهر العلاقة والحب والزواج في فيلم يبدو وكأنه واجب منزلي رتيب.

الفيلم يبدو وكأنه تنويع أو نسخة جديدة من العمل الكلاسيكي الشهير «من يخاف فيرجينيا وولف؟» لاليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون الذي يتمحور أيضاً على نقاش بين زوجين في أمسية.

تدور حبكة الفيلم حول المخرج مالكولم«جون ديفيد واشنطن» وخطيبته ماري «زيندايا» عندما يعود لبيته بعد العرض الأول لفيلمه الجديد، ولكنه لم يكن يدري أنه ارتكب خطيئة كبرى عندما لم يقدم الشكر لها على مجهودها ووقفتها معه في كلمته الافتتاحية للحدث.

وتتركز الحبكة الدرامية بأكملها على الاثنين حيث يناقشان أحداث المساء، والقيمة الفنية للفيلم، وتاريخهما المشترك وعلاقتهما، ومستقبلهما وبيتهما الجميل، وعلى مدار وقت الفيلم ينتقل الحبيبان من جدال إلى خلاف ثم هدنة يتبعها جدال وهكذا.

ربما يبدو الفيلم تجريبياً أو كأنه تمرين على التمثيل والأداء، يحفز فيه المخرج ممثليه على الأداء بصورة أفضل، مستعيناً بالفائزة حديثاً بجائزة إيمي زيندايا، وبطل فيلم «تينيت» الموهوب واشنطن.

كل ذلك أثر على الفيلم وجعل الصراع فيه وكأنه تعسفي مفروض، مختلق وليس طبيعياً، في حوار غاب عنه الإبداع.

ربما النقطة المضيئة في الفيلم هي التصوير السينمائي بالأبيض والأسود لمارسيل ريف الذي اتسم بالأناقة ودقة التفاصيل، مستفيداً إلى أقصى حد من الموقع الرائع خاصةً النوافذ العديدة، التي غالبًا ما يؤطر ليفنسون وريف من خلالها نجومهما بمهارة.

هناك أيضاً تصميم ثوب ماري «زيندايا» الرائع، وهو بحد ذاته قطعة فنية تتلألأ بشكل رائع في بيئة عديمة اللون، وهو اختيار رائع في ظل سيناريو لم يوفر أماكن متعددة للتصوير وبالتالي تعدد ملابس الشخصيات.

فيما يتعلق بالأداء، تتفوق زيندايا قليلاً على واشنطن الذي أرهقه السيناريو بسلسلة من الأحاديث الفارغة، وغابت الكيمياء بين الممثلين وهما في وضع «لاكسبان ولا خسران»، وكأنهما ولدا ووجدا لكي يختلقا المعارك.

يذكر البطل في الفيلم العديد من صناع الأفلام المشهورين كما لو كان يثبت لنا أنه سمع بهم، ويصر على أن النقاد متحاملين وربما لا داعي لهم، وأن الأفلام لا تحتاج إلى أن تعني أو تقول شيئاً بعينه.

وينطبق هذا الأمر على الفيلم الذي يبدو للكثيرين أنه لا يقول شيئاً!