الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بالمر.. علاقة بين صبي ومجرم سابق يبحث عن فرصة ثانية

حول تقبل الآخرين كما هم، وحق كل إنسان في منحه فرصة ثانية في الحياة والحب، نفاق المجتمع والتدين الشكلي، تدور أحداث فيلم بالمر الذي يشهد عودة موفقة للمطرب الأمريكي جاستن تيمبرليك، وظهور نجم جديد صغير واعد في فيلم عن التسامح والبداية من جديد.

في «بالمر»، يتعمق جاستن تيمبرليك في جذوره عكس فيلم Hillbilly Elegy في العام الماضي.، مقدماً صورة صاخبة تتضمن قيادة شاحنات، ومشاجرات، وكأنه يقدم صورة لما كان سيصبح عليه لو لم يغادر في الحقيقة تينيسي في سن الـ12 ليظهر في البرنامج الاستعراضي «نادي ميكي ماوس الجديد، وتتبدل حياته كلية».

والحقيقة أن تيمبرليك مقل للغاية في الظهور سينمائياً لذلك عندما يقرر المشاركة في فيلم، فإن ذلك يكون لأسباب جيدة تتمثل هنا في «بالمر» في الأجواء الأسرية، وفي الرسالة التي يوجهها الفيلم بالتسامح وإعطاء المذنب فرصة ثانية يستحقها بالتأكيد.

في الفيلم نرى أن شخصية تيمبرليك، إريك بالمر، تعامل في البداية معاملة خاصة بسبب موهبته الرياضية في كرة القدم الأمريكية، ويعامل كنجم سواء في المدرسة الثانوية أو عامه الجامعي الأول،ولكن سلسلة من القرارات الخاطئة السيئة دفعت به إلى السجن، ويتعمد السيناريو أن يبقيها طي الكتمان، لأنه لا يركز على فيلم جريمة بل على الحياة عندما تبدأ من جديد.

المهم أنه بعد 12 عاماً يعود إلى بلدته الصغيرة ويعيش مع جدته فيفيان، ويحاول أن يجد وظيفة، ولكن الكل لا ينسى أنه مجرم سابق، ويرفض توظيفه، حتى أصدقاؤه القدامى تنكروا له.

هنا أيضاً الفيلم لا يدور حول معاملة المجتمع للمجرم السابق الذي يبحث عن فرصة ثانية، هذا مجرد جزء من القصة، بينما الجزء الأهم هو كيفية معاملة مجتمع محافظ يدعي أهله أنهم متدينون، صبياً في السابعة من عمره، يشعر بالاغتراب في شخصيته وهويته، ولكنه لا يؤذي أحداً.

ويعيش الصبي سام وأمه في حالة من الفوضى في مقطورة مجاورة لمنزل المعلمة فيفيان، وتؤدي الصدفة دورها في تعرف بالمر إلى الصبي ليصبح من أشد مناصريه وحماته، وكأنه يرى فيه نفسه.

ويجذب بالمر الصبي إلى عالم الرياضة الساحر، ويحاول أن يغيره في البداية، ولكنه يقتنع أنه يجب أن يتقبله كما هو، ويصبح بمثابة الأب الروحي له، يدافع عنه ضد المتنمرين من زملائه في المدرسة، وضد من يضايقونه من الكبار.

يحاول بالمر إضفاء الشرعية على علاقته مع الصبي، ولكنه يواجه بمعضلة قانونية تتمثل في عدم السماح لمجرم سابق برعاية أو كفالة صبي من أسرة أخرى.

ويتعرف بالمر إلى الآنسة ماجي معلمة سام التي تتعاطف معه، ويشعر نحوها بالحب.

ورغم أنها في الواقع شخصية رائعة جداً، فإن الفيلم ربما كان سيكون أقوى بدون تلك الحبكة الفرعية الرومانسية بين الاثنين.

والحقيقة أن الفيلم لا يضيف جديداً لتيمبرليك، رغم حضوره القوي، ربما الاكتشاف الأكبر هو الصبي سام أو الممثل ريدر الين، الذي أدى الدور بمصداقية وواقعية تفوق بعض الممثلين الكبار.

الفيلم يعرض، الجمعة، ومن إخراج فيشر ستيفنس، وبطولة جاستن تيمبرليك، جونو تيمبل، اليشا وينرايت، جونو سكيب، رايدر الين.