في سياق سعيه إلى توفير أفضل الإنتاجات في المنطقة وما وراءها لجمهوره العريض، يَعرض شاهد VIP، للفيديو حسب الطلب بنظام الاشتراك المنضوي تحت مظلة مجموعة MBC، الفيلمين الشهيرين «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، و«أخشى أن أنسى وجهك» للمخرج المصري سامح علاء. ويتطرق فيلم «الرجل الذي باع ظهره» إلى قصة لاجئ سوري في لبنان، يبيع ظهره لأحد رسّامي الأوشام المشاهير، ليستخدمه في نقش وشمٍ سرعان ما يلقى إقبال جامعي اللوحات الفنية من كل مكان. واختير الفيلم ضمن قائمة فئة الأفلام العالمية الطويلة لحفل جوائز الأوسكار الـ93 لهذا العام. أما فيلم الروائي القصير (أخشى أن أنسى وجهك)، فيروي قصة شاب عمره 16 عاماً ينفصل عمّن يحب لمدة 82 يوماً، قبل أن يبدأ رحلة شاقة ومضنية للقاء الأحبّة مهما كلّفه الأمر؛ وقد حصل الفيلم على «السعفة الذهبية» في مهرجان كان السينمائي لسنة 2020.

Land.. دراما توازن بين الطبيعة والمشاعر
في المحاولة الإخراجية الأولى للممثلة روبن رايت، يحكي فيلم Land قصة بحث امرأة عن المعنى والمغزى من الحياة في البرية الأمريكية الشاسعة والقاسية، وتستعيد ذاتها وعشقها للحياة من جديد في دراما توازن بين الطبيعة والمشاعر، تنسج العواطف بإيقاع هادئ.
تقرر إيدي (رايت) في الفيلم أن تعيش مثل ناسكة على الأرض، بعد أن مرّت بمأساة شخصية دفعتها إلى حافة الانهيار والانتحار، ولكنها تقطع وعداً لأختها إيما (كيم ديكنز) بعدم إلحاق أي أذى بنفسها.
وتقرر أن تعيش في كوخ ببراري وايومنغ المنعزلة، لكنها لم تكن تدرك أنها غير مجهزة للبقاء على قيد الحياة في مثل هذا المكان، وتقترب من الموت حتى ينقذها الصياد المحلي ميغيل (بشير).

ورغم أنها قطعت وعداً على نفسها بعدم الدخول في أي علاقة، والتعامل بحذر مع البشر، فإنها وميغيل يبدآن صداقة تعلمها ليس فقط الحياة في ذلك المكان الموحش، بل الحياة مرة أخرى في هذا العالم.
والحقيقة أن «الأرض» قصة بسيطة ولكنها مؤثرة، وهي تثبت مع فيلم Nomadland لكلوي تشاو وفرانسيس مكدورماند أن هناك جاذبية خاصة لأي فيلم يخرج فيه بطل الرواية في الهواء الطلق، ويستمتع بالجمال الطبيعي، ويكوِّن صداقات جديدة، رغم كل تبعات قيود «كوفيد-19».
لكن الفضل في سحر وجاذبية الفيلم يعود بالأساس إلى رايت المخرجة التي لا تحتاج أبداً إلى إرباك الجمهور أو تعتمد على السرد على حساب الصورة لتروي قصتها.

ربما «الأرض» ليس معقداً ومركباً، ولكنه يسير في الاتجاه الصحيح ويعبر عن مأزق بطلته العاطفي، في فيلم يشهد لمخرجته وبطلته «رايت» بالإجادة في أول تجربة لها خلف الكاميرا، عرفت فيها كيف تعزف الدراما مثل عازف مخضرم محترف.
العمل من إخراج روبن رايت، وبطولة: روبن رايت، كيم ديكنز، دميان بشير، وارن كريستي.