الأربعاء - 21 مايو 2025
الأربعاء - 21 مايو 2025

شيري.. شاب يفقد إنسانيته في الحرب ويفضح وهم البطل الخارق

شيري.. شاب يفقد إنسانيته في الحرب ويفضح وهم البطل الخارق

يتتبع فيلم شيري رحلة واقعية قاسية لشاب محروم من أوهايو يلتقي بحب حياته، ولكنه يخاطر بفقدانها من خلال سلسلة من القرارات السيئة والأفعال الخاطئة.

الفيلم مستوحى من رواية ناجحة تحمل الاسم نفسه، يلعب بطولته النجم توم هولاند في دور شيري، حيث يجسد شخصية رجل مختل لا يكمل دراسته بالكلية، ويذهب للخدمة في العراق، معتقداً أن مرساه الحقيقي عند حب عمره إميلي «سيارا برافو».

وعندما يعود من الحرب إلى بيته كبطل حرب، يناضل شياطين النفس والإنس، ولا يدري أنه مصاب بـ«اضطراب ما بعد الصدمة»، نتيجة إدمان المخدرات، وأصدقاء السوء.

وعندما تنفذ أمواله، يلجأ لسرقة البنوك لكي ينفق على إدمانه، ولكنه يدمر حياته وعلاقته مع إميلي حبه الوحيد والأكيد.





ربما يحق لنا أن نفترض أن مؤلف الرواية الأصلية نيكو ووكر كان يعلم أن قصة حياته يمكن أن تصنع فيلماً جيدًا لأنها في أيدٍ أمينة. بحلول الوقت الذي أنهى فيه عقوبة السجن في آشلاند بولاية كنتاكي، كان ينتظر نشر روايته شبه الذاتية التي كتبها من السجن حول الرحلة الضالة التي أوصلته إلى ذلك المصير.

شيري فيلم يفضح بلد وسلطة يحاول أن يتجمل ويعيش على معاناة الكثيرين، يصمت عن آلامهم، ويسمح بنجاح قلة نادرة مختارة يستثمر ازدهارها.

يحاول الفيلم أن يكسر الجدار الرابع الوهمي، ويذكرنا أن ما نراه يحدث في الحقيقة، ويسكت الكثيرون عنه لأنهم لا يريدون أن يشوهوا الصورة الجميلة لأبطال الحرب ويجملون الواقع إلى حد التزييف.

ربما تعمد المخرج أيضاً اختيار الرجل العنكبوت أو سبايدر مان توم هولاند لكي يجسد شخصية البطل، لكي يوحي أن البطولة الخارقة وهم، وأن المحاربين يخطئون ويصيبون ويعانون وتنتابهم لحظات ضعف لأنهم في النهاية بشر.





وبالفعل، يؤدي هولاند دوره بكثير من الصدق الذي يشع في حركاته و ملابسه، وكأن اللامبالاة التي ترتسم على وجهه مجرد قناع آخر للشخصية.

يبدأ الفيلم بالبطل وهو يندب حظه العاثر، ناظراً إلى عدسة الكاميرا وهو يروي سرقة بنك عام 2007 في الوقت الفعلي قبل أن يتخطى الحدث ويقفز بضعة سنوات ليطلعنا على كيفية وصوله إلى تلك الدرجة.

ونتعرف معه على قصة حبه مع جارته وصديقة الطفولة إميلي التي قلبت حياته رأساً على عقب، بين محاولة استمالته والبعد عنه، بين الحب والبراجماتية أو التضحية والأنانية.

ويسمح لنا السيناريو ببعض التعاطف أو التبرير للبطل الذي انتزعت إنسانيته في الحرب، وارتكب خطايا غير مبررة من أجل تنفيذ الأوامر، لذلك لا تتسارع ضربات قلبه أو يشعر بالخوف أو الندم وهو يسرق البنك، لأنه لا شيء في وطنه يمكن أن يزعجه، ولأنه تعود على أن يخطئ بدم بارد!

الفيلم من إخراج الشقيقين أنتوني روسو وجو روسو، وبطولة توم هولاند، سيارا برافو، وجاك رينور.