الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

Every Breath You Take.. اهتمام بالتفاصيل الشكلية على حساب الدراما

Every Breath You Take.. اهتمام بالتفاصيل الشكلية على حساب الدراما

تحتاج الدراما النفسية إلى كثير من العمق في رسم الشخصيات وبيان الدوافع وراء تطورها درامياً، ولكن ذلك لم يتحقق سوى شكلياً في فيلم Every Breath You Take' أو كل نفس تأخذه والذي سيصل دور العرض في الثاني من شهر أبريل الجاري.

تدور الحبكة الدرامية للفيلم حول طبيب نفسي «كيسي أفليك» تتعرض حياته المهنية للخطر عندما تنتحر إحدى مريضاته.





وعندما دعا شقيق مريضته (سام كلافلين) إلى منزله لمقابلة زوجته (ميشيل موناغان) وابنته، لم يكن يتخيل أن حياته العائلية المستقرة سوف تتمزق وتتحطم فجأة.

يلعب كيسي أفليك دور طبيب نفساني - أو بالأحرى، طبيب نفساني سينمائي، وهي شخصية موجودة منذ أيام أنجريد برجمان، عندما أطلت عبر نظارات خاصة، حيث قدمت أفلاماً حول الكبت والقمع وخاصة في فيلم هيتشكوك الشهير Spellbound أو مدهش الذي عرض في عام 1945.



قد يحمل الطبيب النفسي السينمائي، في بعض الأحيان، تشابهاً عابراً مع الحقيقة والواقع، لكنه في الغالب مخلوق في حد ذاته: جاف ومنفصل تماماً، ويكتب كثيراً من الملاحظات، ويتعامل - حتماً - مع خزانة سرية من قضاياه الخاصة.

فليك، الذي غالباً ما يلعب دور رجل هادئ نافذ الصبر،، يستعيد هنا تقلباته الخفية، ويتزود بأجواء من الصفاء والسكينة يؤديهما بشكل جيد. ويقنعنا النجم بشخصية الطبيب النفسي بحرصه على دقة كل التفاصيل الخاصة به، سواء بوسامته أو نظارته الأنيقة أو صوته المضبوط على نغمة التعاطف مع المرضى الدكتور فيليب كلارك الذي يعمل خارج منزله في شمال غرب المحيط الهادئ، وهو ليس شخصاً سيئاً بالمجمل، لكنه لا يتسامح مع من أفسد حياته.

ويبدأ الصراع الدرامي الحقيقي في الفيلم بظهور سام كلافلين الممثل البريطاني الذي يلعب عادة دور الرجل الوسيم، ولكنه هنا يؤدي مهمة محددة هي تدمير حياة الطبيب الذي يعتقد أنه كان السبب في انتحار شقيقته دافني «إميلي ألين ليند»، بعد أن ظلت 14 شهراً في الجناح النفسي، واصلت خلالها التهديد بالانتحار حتى نفذت تهديدها بالفعل.



ويدرك المشاهد أن فيليب بطريقة أو بأخرى تسبب في إقدام مريضته على إنهاء حياتها بطريقة غير تقليدية بعد أن عمق أزمتها النفسية بإخبارها بمشاكله وأسراره التي لم يخبر حتى زوجته بها، ما أصابها بصدمة.

في البداية، تراجعت أفكارها الانتحارية، واختفت أعراضها المتعبة، ما جعل الطبيب ينوه بذلك بكل فخر وغرور أمام طلابه في الكلية.

ولكنه يتعرض لصدمة عمره عندما تنتحر مريضته التي يتباهى بقدرته علىش فائها.

وبعد أن يتجاوز شقيق دافني فلاج (كلافلين) أحزانه، يقدم نفسه للطبيب على أنه شاب مهذب كريم، وفي ذهنه الانتقام ممن دفع شقيقته الغالية لذلك المصير المؤلم.



ويجد فلاج ضالته في ابنة الطبيب لوسي «إنديا لوسي» المراهقة المضطربة التي تطرد من المدرسة الداخلية المرموقة بعد أن صنعت كوكايين داخل المعمل.

وتبدو لوسي مثل ثمرة ناضجة أمام رجل أنيق وشرير مثل جيمس.

وفي العديد من المشاهد يذكرنا كلافلين بمزيج من النجم البريطاني هيو غرانت والأمريكي مات ديلون، فهو لطيف بشكل مثير للغضب، ومتلاعب داهية لا يوقفه شيء عن إكمال طريقه والانتقام.





ويعطينا المخرج فون شتاين إحساساً بأنه أصبح مهووساً بتصميم الأشياء وفق رؤيته هو لا وفق الحقيقة، لذلك نرى المواقد المزيفة التي تبدو أغلى منال حقيقية، كؤوس النبيذ العصرية، المقاهي الشبيهة بالمتحف، حمامات السباحة الطويلة، التي تبدو وكأن جريس كانت تحاول أن تغسل روحها فيها، والسماء الملبدة دوماً بالغيوم والألوان التي تتراوح بين الرمادي والأبيض والبني والأخضر والأسود.

هذا الاهتمام بتفاصيل الأماكن وشكل الشخصيات كنا نتمنى أن ينسحب على النص أيضاً الذي غاب عنه التوتر والمواجهات المثيرة في كثير من اللقطات التي كانت تستحق ذلك.



ولم يقنعنا السيناريو بأسباب الانهيار الزوجي لأسرة الطبيب، كما أن كيسي أفليك رغم اجتهاده في تقديم أداء مختلف تماماً عن أدائه الحائز على جائزة الأوسكار في فيلم Manchester by the Sea، إلا أنه من الأفضل له أن يأخذ استراحة طويلة من تلك النوعية من الأدوار.

الفيلم الذي يعرض بداية من 2 أبريل الجاري من إخراج فون ستاين وبطولة كيسي أفليك، سام كلافلين، ميشيل موناجان.