السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

The Serpent.. مغامرة اختيار البطل والمناظر على حساب عمق الشخصيات

The Serpent.. مغامرة اختيار البطل والمناظر على حساب عمق الشخصيات

لا تزال قصص المجرمين تشكل عامل جذب لصناع الدراما في نتفليكس بعد نجاح Tiger Kingوالفيلم الوثائقي عن قضية جريجوري.

هذه المرة الساحة هي آسيا والمجرم سفاح فرنسي يلعب دوره الممثل الصاعد للنجومية بسرعة الصاروخ طاهر رحيم الذي يجسد شخصية تشارلز سوبراج في مسلسلThe Serpent أو «الثعبان» الذي تعرضه نتفلكس منذ الثاني من أبريل الجاري.



المسلسل المصغر مكون من ثماني حلقات أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية وبثته على Netflix، ويعرض قصة تشارلز سوبراج الهندي الفيتنامي المولود عام 1944 في سايغون، والذي يستقر لفترة في فرنسا (حيث سيحصل على جنسيتها).

كان هذا القاتل المتسلسل الأقل شهرة من نظرائه الأمريكيين فناناً محتالاً ومغوياً زُعم أنه قتل العديد من السائحين في «طريق الهيبيز» الآسيوي في السبعينيات.

وبعد أن أصبح بائعاً للماس، كان يستخدم المخدرات والحبوب المنومة والدهاء في الإيقاع بضحاياه، وأطلق عليه اسم الأفعى لأنه كان يتلاعب مثلها بضحاياه، بكلامه المعسول الناعم، وهمساته القاتلة، وإغراءاته المسمومة، وتمكن من الإفلات من الشرطة في عدة مرات، وحتى عندما تم الإيقاع به، نجح أكثر من مرة في الهروب من السجن.

وعلى سبيل المثال في عام 1971، نظم عملية سطو على محل مجوهرات في فندق في نيودلهي بينما كان يغازل راقصة أمريكية تدعى جلوريا مانديليك، تقيم فوق المتجر.



الجدير بالذكر أن المجرم الحقيقي لا يزال على قيد الحياة، في السابعة والسبعين من عمره، وهو مسجون حالياً في نيبال ويُجري أحيانًا مقابلات مع صحفيين مفتونين بأدق تفاصيل قصته ومغامراته في عالم الجريمة والاحتيال.

كان اختيار طاهر رحيم لدور «الثعبان» مغامرة ولكنها كانت موفقة، نظراً لأنه ممثل متعدد المواهب، ويتمتع بجاذبية، وبرع من قبل في أدوار الحب والطيبة، لذلك فإن الاستعانة به كانت تمثل تحدياً فنياً لصناع المسلسل ولطاهر رحيم شخصياً ولكنه تجاوزه بامتياز.

ونجح الممثل الفرنسي ذو الأصل الباكستاني والمرشح للأوسكار في أن يقدم شخصية «الذئب الضخم الشرير» الذي يقترف أفعالاً تقشعر لها الأبدان، وهو أمر يحسب بالأساس للمخرج الذي زوده بتفاصيل الشخصية، من دون أن نغفل الموهبة الطاغية لرحيم الذي يعتقد الكثير من النقاد أنه النجم القادم لهوليوود.

ونجح طاهر رحيم بمعاونة اختصاصي الماكياج في أن يتحلى بمظهر مجرم في السبعينيات بقصة شعر الراحل بروس لي، والماكياج المذهل الذي أوحى لنا بإجرامه حتى من دون أن ينطق بكلمة.





وتتألق إلى جواره الممثلة البريطانية جينا كولمان التي تلعب دور رفيقته ماري أندريه لوكلير، ومعهما الممثل بيلي هاول الذي يجسد دور دبلوماسي هولندي يلعب دوراً هاماً في تعقب الثعبان.

المسلسل يتميز أيضاً بأماكن تصوير رائعة جسدتها المناظر الطبيعية الخلابة في الهند وتايلاند ونيبال في السبعينيات من القرن الماضي، رغم وقوعه في أسر الأكليشيهات المحفوظة.

ورغم الجهد المبذول في أماكن التصوير والأزياء، إلا أن السيناريو كان بحاجة للتعمق أكثر في الدوافع النفسية للشخصيات، بدلاً من الاستغراق في حفلات البلياردو وتفاصيل لا تضيف للعمل الكثير.



رائع أننا نكاد نشم رائحة البخور والزهور، ولكننا لا نعرف شيئاً تقريباً عن ضحايا الثعبان، ما الذي يدور في أذهان هؤلاء بحثًا عن المعنى أو الروحانية أو الإثارة؟ لماذا فروا من المجتمع الاستهلاكي الغربي لفترة؟ وما الذي يفسر جرائم القتل الدنيئة التي تعرضوا لها.

ما نلحظه هو المعالجة السطحية للأحداث والتي كان ينبغي تكثيفها، ربما يذكرنا المسلسل بفيلم «حدث ذات مرة... في هوليوود» لتارانتينو، بالنظرات الثاقبة للمجرم أو «الثعبان» التي تحاكي نظرات السفاح تشارلز مانسون، لكن رحلة هروبه ومسيرته الإجرامية، كان من الممكن أن تحتوي على المزيد من السم لكي تبقى لفترة أطول في ذاكرة المشاهدين.