رغم طبيعته وفكرته، وقع صناع فيلم Vanquish الذي يعرض بداية من 16 أبريل، في فخ السرد الرهيب، رغم أن «قماشته» تتيح المزيد من الإثارة والحركة والإبهار وإبداع الكاميرا، ولكننا في الحقيقة افتقدنا الانتعاش والدهشة.
تدور الحبكة الدرامية للفيلم حول فيكتوريا «روبي روز» وهي أم تحاول نسيان ماضيها الأسود في نقل المخدرات، ولكن الضابط المتقاعد دامون «مورجان فريمان» يجبرها على أن تنصاع له وتتعاون معه بعد أن اختطف ابنتها، واحتفظ بها رهينة. ويتعين الآن على فيكتوريا أن تستخدم البنادق، وجسدها والدراجات النارية لتخوض سلسلة من المعارك مع مجرمين لا يرحمون، وإلا فإنها لن ترى ابنتها مرة أخرى.
يلعب مورجان فريمان دور ديمون الغامض، الذي يدير إمبراطورية غير مشروعة للمخدرات، والمقامرة، والدعارة، وأشياء أخرى لا نعلمها.، وهو يدير كل ذلك من كرسيه المتحرك في منزله الفخم المطل على المحيط، وهو مكان فاخر يجعلنا تساءل لماذا لم تشتبه فيه السلطات الأمنية لحظة تقاعده وتتحرى «من أين له هذا».
ويبدأ الفيلم بعناوين الصحف على مدى عقود التي تخبرنا بحقيقة الشرطي ديمون قبل إطلاق النار عليه أثناء أداء واجبه.
ورغم أننا هنا أمام شرطي بطل، لا يخبرنا السيناريو بنقطة التحول التي حولته إلى محتال فاسد.
الآن ينقلنا السيناريو إلى تضييق الحلقة حول إمبراطورية ديمون المالية المشبوهة، وسعيه إلى جمع الملايين التي خبأها في مؤسساته المختلفة، على الأرجح لتمويل هروبه. ولكن المشكلة هي أن شركاءه لا يريدون التخلي عنها.
ولحسن حظه يلتقي مع قاتلة سابقة وناقلة مخدرات كانت ترعاه في مرضه، ويقرر الاستعانة بها ولو ضد رغبتها.
تجسد دور تلك المرأة أو فيكتوريا «روبي روز» التي شاركت من قبل في فيلمي «البرتقالي هو الأسود الجديد» وBatwoman أو المرأة الوطواط.
وتتطلع فيكتوريا إلى تغيير حياتها من أجل ابنتها الصغيرة، لكنها لا تعرف أن ديمون مجرم قذر. كل ما تعرفه عنه أنه شرطي سابق ساعدها في الخروج من السجن وقام برعاية الإفراج المشروط عنها ويساعدها في رعاية صحة ابنتها التي نشعر أن مرضها غير مبرر.
لكن ديمون يظهر على حقيقته، ويختطف ابنتها حتى يتمكن من جعل فيكتوريا تستخدم «مهاراتها الخاصة» لتحصيل أمواله على مدار ليلة مظلمة وعنيفة.
وتنتقل فيكتوريا من وكر إلى وكر على دراجتها النارية، مع مسدسين وكاميرا للجسم حتى يتمكن ديمون من متابعتها. وكما كان متوقعاً، فإنها تتغلب على المجرمين على اختلاف طبائعهم، وتقوم بإخلاص بتجميع حقائب دامون النقدية، لا يهمها ما يقوله أحد الضحايا لها.
«سمعت أنك قتلت أشخاصاً أكثر من كوينتين تارانتينو» في إشارة إلى المخرج الشهير.
ويحاول الكاتب المشارك والمخرج جورج جالو إخفاء نقاط ضعف السيناريو بالأكشن والإبهار مثل تقطيع مشاهد القفزات والإضاءة البراقة وغيرها من المواجهات و المباريات المبهرة.
وربما لو نسينا أن فريمان في طاقم التمثيل، لقمنا ببناء القصة حول تلك المرأة الباحثة عن حياة أفضل، ما يتيح مزيداً من العمق في شخصيتها. وكانت روبي روز بمواهبها تستحق أن تمنح تلك الفرصة بصورة أكبر، وفي سيناريو يركز عليها.
ومن المؤكد أن سرد الفيلم بوجهة نظر فريمان الجالس طيلة الوقت في الغرفة، انعكس سلباً على الفيلم.
ونعتقد أنه كان من الأفضل تسليم نفس السيناريو لامرأة تتولى الإخراج مثل جوليا هارت، أو جينا برينس أو باتي جينكينز، وكل منهن لها تجربة سابقة جيدة في أفلام الأكشن والجريمة.
الفيلم: من إخراج جورج جالو، وبطولة روبي روز، كريس موليناكس، إيكاترينا بيكر، مورجان فريمان، جويل ميشلي.
المدة: 96 دقيقة