السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

في Crisis.. حرب المخدرات لا تزال خاسرة

في Crisis.. حرب المخدرات لا تزال خاسرة

منذ 20 عاماً تقريباً، أعلن المخرج ستيفن سودربرج في تحفته الحائزة على الأوسكار «تهريب» Traffic أن المخدرات حرب خاسرة، وها هي الصيحة نفسها تتردد ثانية في فيلم «أزمة» Crisis الذي كتبه وأخرجه نيكولاس جاريكي، والذي يعرض حالياً في عدد من دور العرض السينمائي حول العالم.

ربما يبدو الفيلم مجرد تكرار لـ«تهريب» وبعض الأفلام الأخرى التي تناولت الموضوع، ولكن هناك أفلاماً تصنع عن الحرب العالمية الثانية كل عام ليس في معظمها جديد مضموناً أو شكلاً، وعلى الأقل فإن فيلم «أزمة» يتعرض لقضية حية تمس كل بيت ولا تكاد تخلو عائلة من أزمة وجود شخص مدمن أو تعرض للإيذاء بسبب الإدمان.





يروي «أزمة» 3 قصص منفصلة تتناول المشكلة من عدة جوانب: القصة الأولى تدور حول كلير رايمان (إيفانجلين ليلي) ممثلة تحاول التعافي من الإدمان يتعرض ابنها الوحيد للقتل بإجباره على تناول جرعة زائدة من المخدر، تحاول البحث عن سبب وفاته والبحث عن قاتليه ومحاولة القصاص منهم بأيديها.



القصة الثانية تسرد مغامرة جيك كيلي (أرمي هامر) الضابط بالمباحث الفيدرالية الذي يتنكر في هيئة تاجر مخدرات للإيقاع بأكبر عدد من المهربين بضربة واحدة، وأحد أسباب حماس جيك الشديد للمهمة هو أن لديه أختاً شابة مدمنة لا يستطيع السيطرة عليها، وهو مضطر للتعامل مع فساد وقلة كفاءة المؤسسة التي يعمل فيها، التي لا تريد في النهاية أن تتحمل خسائر الحرب التي تخوضها، ربما لأنها حرب غير مباشرة، أو كما تقول رئيسة جيك في المباحث الفيدرالية «هل تعتقد أنك ستغير شيئاً؟» فيسألها «وما الذي أفعله إذن؟» فتجيبه: «وظيفة، إنها مجرد عمل»!

أما القصة الثالثة فتدور في أروقة الفساد السياسي والاقتصادي من خلال الدكتور تيرون براور (جاري أولدمان) الأستاذ الجامعي الذي يدير معملاً للاختبارات تابعاً للجامعة التي يعمل بها، والذي يكتشف أن أحد الأدوية المضادة للإدمان، التي تريد واحدة من كبرى شركات الأدوية تمريره، ليس فقط مخالف للمواصفات ولكنه يتسبب في مضاعفة الإدمان والموت، وعندما يحاول التصدي للأمر يكتشف أن الجامعة ومنظمة مراقبة الأدوية وأصحاب شركة الأدوية يتكتلون ويتآمرون ضده لمنعه من كشف الفضيحة.



جاري أولدمان في دور الدكتور تيرون يقدم أداءً رائعاً كعادته، إنه يمثل ضمير الفيلم وقلبه، ورغم أنه لا يلتقي بالشخصيات الرئيسية الأخرى، إلا أنه أشبه بصانع الألعاب في فريق ممثلي الفيلم، وبشكل عام يقدم معظم الممثلين أداءً جيداً، يرفع من قيمة العمل.

يحتوي الفيلم أيضاً على نهايتين: الأولى متشائمة للغاية، تبين مدى رداءة الوضع القائم، والثانية تفتح طاقات من الأمل والإيمان بحتمية العدالة، ولكن النهاية الثانية تبدو «سينمائية» أكثر منها واقعية، خاصة أن تنفيذها غير مقنع، وواضح أنها أضيفت لأن الأفلام الهوليوودية لا يصح أن تكون متشائمة.