السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

Tom Clancy's Without Remorse.. كاريزما البطل وعضلات المخرج ينقذان السيناريو

Tom Clancy's Without Remorse.. كاريزما البطل وعضلات المخرج ينقذان السيناريو

حاول سيناريو فيلم Tom Clancy's Without Remorse أ توم كلانسي بدون ندم أن يخرج من أسر القصة الأصلية التي كانت ضمن الأكثر مبيعاً في العالم، ولكنه فقد البوصلة في رسم العديد من الشخصيات، ولم ينقذ الفيلم سوى المخرج ستيفانو سوليما الذي كانت عضلاته الإخراجية في أفضل حالاتها، وبرع في رسم وتصميم وتنفيذ لقطات الأكشن، ومعه البطل جوردان كلارك بالكاريزما التي يتمتع بها.

تدور أحداث الفيلم حول أحد أفراد سلاح البحرية الأمريكية الذي يكتشف مؤامرة دولية أثناء السعي لتحقيق العدالة والانتقام لمقتل زوجته وابنه الذي لم يولد بعد، ليجد نفسه متورطاً في صراع قاتل على امتداد الكون.

وكانت فرقة من الجنود الروس قد قتلت عائلة جون كيلي «مايكل ب. جوردان» انتقاماً لدوره في عملية سرية للغاية، ما يدفعه لملاحقة القتلة بأي ثمن.

ويوحد قواه مع زميلة «جودي تيرنر سميث» وعميل غامض لوكالة المخابرات المركزية «جيمي بيل» ليكتشف الثلاثة في النهاية أنهم متورطون عن غير قصد، في مؤامرة سرية تهدد باندلاع حرب شاملة مدمرة بين الولايات المتحدة وروسيا.





ويتمزق كيلي بين الشرف الشخصي والولاء لبلده، ويدرك أن عليه أن يحارب أعداءه وبعضاً من حلفائه إذا كان يأمل في تجنب كارثة وكشف الشخصيات القوية التي تقف وراء المؤامرة.

والحقيقة أنك إذا كنت ستبدع فيلماً يتحمل أجزاء مستقبلية متعددة، ينبغي أن تستعين بممثل صاحب كاريزما وسيم وقوي، وهو ما وفق فيه المخرج سوليما باختيار مايكل ب. جوردان المتمتع بقوة جسدية وعاطفية مشحونة، في ظل أحداث مقتبسة من الرواية التي كانت ضمن الأفضل مبيعاً للمؤلف جاك ريان.

ورغم تعمد المخرج ستيفانو سوليما تغيير الأحداث والوقائع في الفيلم عن الرواية الأصلية، إلا أنه يظل وفياً للعنصر الأساسي لرجل حزين يندفع للانتقام في عالم لا يرحم حيث الجنود هم مجرد بيادق تحركها قوى أعظم وأخطر.

اختيار جوردان كان موفقاً لأنه أول ممثل من أصحاب البشرة السمراء ينتعل الأحذية العسكرية ويمثل دور الجندي الخارق الذي يشارك في سلسلة ألعاب الفيديو Rainbow Six ويترأس وحدة النخبة متعددة الجنسيات لمكافحة الإرهاب، وهو الدور الذي لعبه في السابق ويليم دافو وليف شرايبر.

وفي ظل الظروف الصعبة الناجمة عن الوباء، سيكون من العار ألّا نرى جوردان يواصل تطوير الشخصية في أجزاء مستقبلية.

ويجيد جوردان في تجسيد الشخصية بكل قوتها وغموضها وزخمها العاطفي أيضاً وهو موزع بين الانتقام الشخصي، غارق في أحزانه الخاصة، وبين مهمته لإنقاذ وتحرير عميل لوكالة المخابرات المركزية احتجزته قوى معادية كرهينة.

لكن المذكرة غير المكتملة من مسؤول وكالة المخابرات المركزية روبرت ريتر (جيمي بيل) تتركهم غير مستعدين للتعامل مع العسكريين الروس السابقين في منزل آمن تبين أنه مستودع أسلحة.

ويبرع جوردان في التعبير عن معاناة «جون كيلي» الشخص الباحث عن الأمان والهدوء الذي يهرب من المتاعب ولكنها تطارده، بعد أن يقتحم 3 من المقنعين الروس منزله في واشنطن ينجح في التخلص من اثنين منهم، ولكنهم يقتلون زوجته الحامل في فراشها.





وتعلم زميلته جرير أن وكالة المخابرات المركزية مستعدة للنظر في تسوية النتيجة وإغلاق القضية، الأمر الذي يرفضه كيلي، ويحاول ببراعة وذكاء أن يحصل على اسم القاتل الهارب فيكتور ريكوف حتى لو اقترب من دبلوماسي روسي لا يمكن المساس به.

ولأن السيناريو يتخلى عن أحداث القصة الأصلية تشعر أن بعض أحداثه كانت تستحق مزيداً من التطوير والإقناع.

ومع ذلك، ينجح المخرج في إبقاء المتفرجين «متسمرين» في مقاعدهم بمشاهد الأكشن المثيرة مثل المواجهة مع القناصين الذين يدمرون ويمزقون كتلة كاملة تقريباً في مدينة مورمانسك الساحلية.

وتبدو العضلات الإخراجية لسوليما في أفضل حالاتها بمساعدة كاميرا فيليب روسيلوت المتحركة ذات الشاشة العريضة التي تكشف أدق التفاصيل في المساحات الضيقة.

ربما كانت أدوار الممثلين المساعدين مسطحة تفتقد العمق، ولكنهم يؤدون مهامهم باقتدار.

بينما يتفوق جوردان في لعب دور الرجل القوي العنيد المسكون بالخسارة وثقته الضعيفة في المؤسسات التي كان يعتقد ذات يوم أنها تستحق القتال من أجلها.