السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«مؤامرة البحر».. وثائقي صادم يُثير إعصاراً على السوشيال ميديا

«مؤامرة البحر».. وثائقي صادم يُثير إعصاراً على السوشيال ميديا

فيلم Seaspiracy الوثائقي، صدمة وصفعة، مزعج ومؤلم، مخيف ومستفز، وأثار إعصاراً على منصات السوشيال ميديا، ولكن ينبغي على كل عاشق للسينما مشاهدته.

الفيلم يحمل عنوان Seaspiracy وهي كلمة مشتقة ليس لها مرادف باللغة العربية، ولكن يمكن ترجمتها بـ«مؤامرة البحر»، والمؤامرة المقصودة هنا هي القتل المتعمد وغير المتعمد الذي يقوم به البشر، بشكل جماعي أو فردي، لحياة المحيطات، والكارثة المحققة التي يمكن أن تنجم عن ذلك قريباً، والتي من شأنها أن تقضي على الكوكب في غضون سنوات قليلة من الآن.





بدأ عرض الفيلم على منصة «نتفليكس» وهو عبارة عن رحلة يقوم بها المخرج البريطاني الشاب علي تبريزي، تبدأ من محاولة رصد انتهاكات شركات الصيد والحكومة اليابانية لاتفاقيات الحفاظ على الكائنات المهددة بالانقراض، وهي هنا الدلافين والحيتان العملاقة، والمذابح المرعبة التي ترتكبها هذه الشركات، لننتقل مع تبريزي من بلد لآخر، ومن شاطئ محيط لشاطئ آخر، من الصين لفرنسا، ومن اسكتلندا إلى الدنمارك، ومن أمريكا إلى أفريقيا، لنكتشف مع صناع الفيلم حقائق جديدة مدهشة.

من المعلومات المذهلة مثلاً أن أكوام البلاستيك الهائلة التي يلقى بها إلى البحار يومياً، لا تعد شيئاً يذكر بالنسبة لكمية البلاستيك الذي يستخدم في شبكات صيد الأسماك والذي يتمزق منه أطنان هائلة في البحار كل دقيقة.





إنهم يتحدثون إلينا عن خطورة بلاستيك حقائب السوبر ماركت، ولكن هناك تعتيماً كاملاً على خطورة شبكات الصيد، لأن الأخيرة اقتصادها بالمليارات.

ومن المعلومات المذهلة الأخرى الأضرار التي تتسبب فيها سفن ومعدات الصيد العملاقة والزيت المتسرب منها للشعاب والطحالب وبقية النباتات البحرية التي تتنفس ما يزيد على 80% من الكربون السام على كوكب الأرض، وتدمير هذه الحياة البحرية يعني ببساطة أننا قد نموت مختنقين من ثاني أكسيد الكربون قريباً.





«مؤامرة البحر» بدأ عرضه على منصة نتفليكس في 24 مارس الماضي، وخلال ساعات قليلة بعد عرضه أثار جدلاً ومناقشات واسعة على مواقع التواصل، شارك فيها كثير من المشاهير ومئات الآلاف من الناس العاديين، وهناك حملات بدأت بالفعل للامتناع أو التقليل من أكل الأسماك أو أنواع منها، للضغط على الحكومات لإصدار مزيد من القوانين لحماية الحياة البحرية من الدمار.





من الصور المؤثرة التي يعرضها الفيلم المذابح التي يرتكبها البشر ضد الدلافين لا لسبب سوى استخدامها كوسيلة للترفيه والتسلية، أو قتل أسماك القرش، التي لا يؤكل لحمها، لتقطيع زعانفها وعمل شوربة «زعانف قرش»، مع أنها لا فائدة صحية منها ولا طعم لها، وربما تكون أكثر الصور تأثيراً مزارع السلمون في اسكتلندا التي تعوم في العفن ويأكلها قمل السمك ويغلفونها بألوان برتقالية بهيجة تخفي لونها الرمادي الكئيب، وغيرها من عشرات الصور التي يعرضها الفيلم خلال زمنه الذي لا يتجاوز 90 دقيقة.