الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

Spirit Untamed.. عشق الحرية يجمع بين فتاة وحصان في فيلم خالف التوقعات

Spirit Untamed.. عشق الحرية يجمع بين فتاة وحصان في فيلم خالف التوقعات

لقطة من الفيلم

ينقلنا فيلم الأنيميشن Spirit Untamed أو روح جامحة، الذي يبدأ عرضه في 4 يونيو الجاري، إلى أجواء الغرب الأمريكي والتراث المكسيكي، ينصف البراءة والتلقائية والحرية، ويعتمد بالأساس على بطولة الفتيات وذوي البشرة الملونة، ولكنه كان أقل من التوقعات ربما بسبب نقص الميزانية، ومع كل فإنه فيلم مناسب للأسرة بأكملها في تلك الأيام التي تشهد بداية انفراجة السينما بعد أزمة كورونا.

عندما ظهر فيلمSpirit: Stallion of the Cimarron من إنتاج دريم ووركس منذ ما يقرب من 20 عاماً، أشاد النقاد بالفيلم لرسومه المتحركة المذهلة والدمج الماهر للرسومات التقليدية ثنائية الأبعاد والتكنولوجيا الحديثة ثلاثية الأبعاد.

وأعجب الكثيرون بالفرس كيجر البري في الغرب الأمريكي العصي على الترويض سواء من قبل المستعمرين البيض المتعطشين للدماء أو السكان الأصليين. كان الفيلم خفيفاً في الحوار ومثقلاً بالإشارات الموسيقية المؤثرة (بريان آدمز على وجه الدقة)، لكن بساطته جعلته مميزاً يتردد صداه عاطفياً.



في الجزء الثاني من الفيلم الذي حمل عنوان Spirit Untamed ، أو روح جامحة، تتخلى الشركة المنتجة عن الرسومات التقليدية لصالح التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد، وتتبنى خيوط سرد أكثر تفصيلاً.

ولكن لسوء الحظ، جاءت النتائج مخيبة للآمال إلى حد ما، لأن الجزء الثاني لا يتمتع بسحر الفيلم الأصلي ولا حداثة وإبهار أعمال الرسوم المتحركة المنافسة مثل ديزني رايا والتنين الأخير.

والحقيقة أن الرسوم المتحركة لم تواكب السرد الملحمية للقصة، ويبدو أن السبب في ذلك الميزانية المنخفضة للفيلم والتي أثرت على مستواه.

الفيلم الجديد لطيف في أحسن الأحوال ويمكن نسيانه في أسوأ الأحوال، و من المرجح أن يجذب الأطفال دون سن العاشرة.





تدور الحبكة الدرامية حول الطفلة لاكي بريسكوت «إيزابيلا ميرسيد بطلة فيلم دورا ومدينة الذهب المفقودة»، التي لم تعرف أبداً والدتها الراحلة «ميلاجرو نافارو» والتي كانت جريئة شجاعة ماهرة في ركوب الخيل في بلدة ميراديرو الصغيرة على حافة الحدود المفتوحة على مصراعيها مع المكسيك.

ومثل والدتها، لم تكن لاكي من المعجبين والمتقيدين بالقواعد والقيود، الأمر الذي تسبب في قلق خالتها كورا (جوليان مور الحائزة جائزة الأوسكار).

وتظل الخالة هي العين الساهرة لابنة اختها لاكي في بيتها بالساحل الشرقي، ولكن عندما تزيد شقاوة لاكي ومغامراتها المحفوفة بالمخاطر، تقرر كورا أن تعيدها للعيش مع والدها في ميراديرو.

ولم تعجب لاكي في البداية بالمدينة الصغيرة الهادئة، ولكن قلبها وحياتها كلها تتغير عندما تقابل «سبيريت» وهو حصان بري يشاركها الاستقلالية والجرأة والعصيان على الترويض وتنشأ بينهما صداقة فريدة.





وتصادق لاكي فتاتين من راكبي الخيول المحليين، أبيجيل ستون (مكينا جريس) وبرو جرانجر (مارساي مارتن) الذي يعد والدها أفضل صديق لوالد لاكي.

وتتصاعد الأحداث عندما يخطط راعي الخيول قاسي القلب إيمي والتون أسر سبيريت وقطيعه، وبيعهم بالمزاد ليقضوا بقية حياتهم في الأسر والعمل الشاق.

وتستعين لاكي بأصدقائها الجدد وتشرع بشجاعة في مغامرة لإنقاذ الحصان الذي منحها حريتها وجعل لحياتها معنى وهدفاً. وساعدت تلك المغامرة لاكي الصغيرة على اكتشاف ارتباطها بإرث والدتها وتراثها المكسيكي الذي لم تكن تتوقعه أبداً.

والحقيقة أننا توقعنا جودة معينة من الاستوديو الذي أنتج «كونج فو باندا»، و«كيف تروض التنين» ولكن النتيجة لم تكن على مستوى التوقعات.





لا تزال الروح تشبه الروح، لكن لا الحصان ولا الفتاة (التي عبرت عنها إيزابيلا ميرسيد) تتمتع بشخصية كبيرة، في حين أن الحبكة أقل تعقيداً مما قد يتوقعه الجمهور.

من جهة أخرى، فإن الأبطال من الفتيات لاكي وصديقاتها أبيجيل وبرو، وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الانتصاف للفتيات، كما أن الأبطال من ذوي البشرة غير البيضاء وهو اتجاه إيجابي.

في السياق نفسه، فإن الفيلم يفتقر إلى العمق في رسم الشخصية، رغم أنه لا يخلو من تسلية ومناظر طبيعية جميلة، ويحسب له توافقه مع الروح البريئة للأطفال، ما يجعله الخيار الترفيهي الأول للعائلة بأكملها في تلك الأيام.

الفيلم من إخراج إلين بوجان وبطولة جوليان مور، إيزابيلا ميرسيد، ميلاجرو نافارو، جيك جيلانهال، ماكينا جريس.