الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

«لوكا».. مغامرات مراهق من الأعماق إلى إيطاليا بحثاً عن الاستقلال والفيسبا والمكرونة

يعتبر «لوكا» وهو العمل الأول للمخرج إنريكو كاساروزا فيلماً صيفياً ممتعاً مشمساً بامتياز يتحدث عن المراهقة والمغامرة والتنافس والاستقلال واكتشاف الذات، متعة التهام المعكرونة وحلم قيادة الفيسبا!

ويتحدى الفيلم بأسلوبه الهادئ نهج شركة بيكسار ويقدم وجبة بصرية دسمة مذهلة ومشاهد أحلام جميلة، ورسالة هامة مفادها ألّا نحكم على الشخص من لون بشرته أو شكله.

وهو واحد من ثلاثة أنتجتها الشركة في العام الحالي مع Onward ، Soul والتميز الأهم له هو أجواؤه المختلفة وتعريف الجمهور على الفلكلور الإيطالي.

اللغة المرئية للفيلم أيضاً كان لها تأثير إيجابي واضح، مع تسلسل أحلام مذهل بصرياً يذكرنا بأسلوب فنان الأنيميشن الياباني الشهير هاياو ميازاكي وخاصة في فيلمه "بوركوروسو".

ونجح المخرج في تقديم ثراء بصري مذهل، عبر تقليص التفاصيل لصالح الصورة الأكبر والأشمل والاضاءة، ما يثير نوعاً من الرهبة عندما يغادر لوكا البحر لأول مرة، أو يحدق في النجوم، أو يشاهد شروق الشمس.

كما تميز بتقديم لغة كوميدية أكثر ثراء للعمل، وتصميمات للشخصيات بشكل مبهج مثل جوليتا صديقة لوكا وألبرتو البشرية بشعرها المثلث الشكل وسروالها الجينز.



تدور أحداث القصة على الساحل الليغوري الإيطالي في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث يشعر أهل بورتوروسو بالقلق من قصص وحوش البحر، من دون أن يدركوا أن وحوش البحر بدورها تخاف منهم تماماً!

أحد هذه الوحوش، لوكا «جاكوب تريمبلاي» مراهق مفعم بالحيوية أخضر الوجه ذو خياشيم زرقاء يعمل كراعٍ تحت الماء لمجموعة من الأسماك اللطيفة، ويحذره والداه باستمرار «مايا رودلف وجيم جافيجان» من المغامرة بالاقتراب من سطح المياه.

ولكن المراهق العنيد الشقي، لا يكتفي فقط بالاقتراب من سطح المياه، ويصعد إلى البر ليجد نفسه قد تحول إلى صبي يبلغ من العمر 13 عاماً، وسرعان مايقيم صداقة قوية مع مراهق آخر هو ألبرتو (جاك ديلان جرازر)، الذي يصادف أنه وحش بحر آخر خارج الماء.

ويتعرف الصديقان على أساليب الحياة البشرية على الأرض، ويكونان صداقة مع جوليا «إيما بيرمان» ابنة الصياد المهاب في المنطقة، التي تشاركهما مغامراتهما، وتحاول صنع «قديس» جبن إيطالي مثل سانتا ماسكاربوني.

ويدرك الصديقان أن أي اتصال بالمياه سيعيدهما إلى طبيعتهما كوحوش للبحر، ولكن تلك لم تكن مشكلتهما الوحيدة أو الأكبر.

إذ اكتسب الاثنان عداوة صبي متعجرف متنمر، يمتلك قدرات رياضية كبيرة أهلته لكي يفوز بكأس بورتوروسو الفريد في سباق يشمل نوعاً من الترياثلون يتضمن سباقات دراجات وسباحة ومسابقة لتناول المكرونة.

بالمقابل، عندما يقلق والدا لوكا عليه يتحولان إلى بشر في محاولة للعثور عليه وإعادته إلى الأعماق.



لكن لوكا المغامر يستمتع بحياته كصبي ولا يفكر في العودة، خاصة بعد أن راوده حلم ركوب دراجة نارية «فيسبا» يمكن أن ينالها إذا فاز بكأس بورتوروسو وأصبح بطلاً للمنطقة.

ويراوده الأمل والطموح في تحقيق حلمه، ويؤكد لنفسه: إذا كانت سمكة قادرة على ركوب الدراجة، فلماذا لا يستطيع وحش البحر ركوب الدراجة النارية؟

هنا نجد أصداء مميزة ملموسة لبينوكيو و The Little Mermaid أو حورية البحر، بالإضافة إلى رسالة رقيقة مفادها أن لون الشخص وبشرته وشكله لا ينبغي أن يحدد لنا أنه مخيف أو مشبوه، أو بمعنى أخرى ألّا نحكم على الأشخاص من لون بشرتهم أو شكلهم.

والحقيقة أن لوكا يتشابه أيضاً مع فيلم آخر أنتجته شركة بيكسار هو كوكو الذي عرض منذ ثلاث سنوات، وتجرأ على الخوض في ثقافة وخرافات بلد آخر غير الولايات المتحدة. ولكن تم القيام به بمزيد من الذكاء والحيوية.

الفيلم من إخراج إنريكيو كاساروزا وبطولة جاكوب ترمبلي، جاك ديلان جريزر، إيما بيرمان، ماركو باريشيللي، سافيريو ريموندو، ومايا رودولف.