الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

Les Nôtres.. مشكلة مراهقة تسقط أوراق التوت عن المجتمع الهادئ

Les Nôtres.. مشكلة مراهقة تسقط أوراق التوت عن المجتمع الهادئ

لقطة من الفيلم

يفضح الفيلم الكندي أو «لنا» للكاتبة والمخرجة الفرنسية الكندية جين لوبلان بعض المجتمعات التي تبدو متماسكة محافظة على التقاليد والقيم الإنسانية بينما تخفي تحت السطح الهادئ ركاماً من العنصرية والكراهية.

وكأن الفيلم يزيل طبقة «الورنيش» الاجتماعي اللامعة لكي يظهر من تحتها مظاهر العفن والنفايات الإنسانية والتشوه الاجتماعي الراسخ.

تدور حبكة الفيلم حول طالبة ثانوي «ماجالي» تبدو طبيعية محاطة بالأصدقاء، ولكنها في الحقيقة تخفي سراً صادماً أنها حامل. وعندما ترفض الفتاة الإفصاح عن هوية والد الجنين، تتصاعد الشكوك بين سكان المدينة وتصل إلى نقطة الغليان، لتتصدع في النهاية الواجهة الزائفة لأفراده وطبقاته.





تبدأ الأحداث في التصاعد عندما تصاب التلميذة المشهورة ماجالي بالإغماء في فصل الرقص ليكتشف المحيطون بها أنها حامل.

وتحتار الأم «ماريان فارلي» ولا تدري كيف تتصرف وهي وحيدة بعد أن فقدت زوجها في حادث سير قبل 5 سنوات، وتقرر اللجوء إلى الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة.

ومع توالي التحقيقات تتكشف السلوكيات المشينة في المدرسة الهادئة، ويتم فضح العديد من الطالبات والطلبة والمسؤولين أيضاً.

وعندما يتم التكهن أن الأب هو زميل الدراسة المكسيكي المولد مانو الابن المتبنى لعمدة المدينة المحبوب، تكشر العنصرية عن أنيابها في المدينة الصغيرة الهادئة.

تجيد السيناريست لوبلان عزل الأشخاص في لقطات ضيقة وتصوير المجتمع على أنه مجموعة من الأفراد متبلدي الحس المنفصلين عن بعضهم البعض الذين لا يتورعون عن الإضرار بالآخرين وإيذائهم وتشويه صورتهم.

ومع ذلك فإن ما يمنع «Les Nôtres» من أن يكون فعالاً هو أنه نادراً ما ينتقل من دراسة الحالة المرصودة بهدوء إلى دراما إنسانية شديدة الفوضى والرنين، لأن شخصياته غير قادرة على تجاوز محنتها النفسية.





يصور لنا السيناريو حزن الفتاة على فقدان والدها، وعلاقتها المتوترة مع والدتها وفقدان التواصل والتفاهم بينهما وهي في تلك المرحلة العمرية الحرجة، ما أدى بها لمحاولة استكشاف عالم المراهقة بنفسها وبسرية تامة، تضع الماكياج وترقص مع زملائها الهيب هوب، وتتظاهر أنها واثقة من نفسها وقراراتها في الحياة.

وفي الوقت الذي تحاول فيه الأم السيطرة على الموقف يتكشف للمشاهدين «لا الأبطال» الفاعل الحقيقي، وتسقط أوراق التوت عن المجتمع وكأن ماجالي تعريه بفعلتها.

وبحلول منتصف الفيلم، يكون الكبار في المركز بينما يتغلب المراهقون على العاصفة بهدوء، وينقلنا الفيلم إلى هدفه الحقيقي بعيداً عن حمل المراهقة ليكشف لنا وقائع مسكوتاً عنها تتعلق بالتحرش والاغتصاب والتنمر، لنكتشف في النهاية أن والد الجنين هو في الحقيقة أحد ضحايا المجتمع الزائف، وتجبرنا الكاميرا على التعاطف معه بطريقة تذكرنا بشخصية كيفن سبيسي في فيلم American Beauty.



ويأتي الفيلم في خضم سلسلة من الأفلام عرضت في السنوات الأخيرة تدور حول مراهقات يعانين من مشاكل عاطفة خاصة بهن، بداية من فيلم «فات جيرل» لكاترين برييلات في عام 2001.

تصور تلك الأعمال الفتيات في مواقف مستحيلة في مواجهة صدمة نفسية لا رجعة فيها، في مزج بين دراما المراهقين وفساد المجتمع.

الفيلم في النهاية جيد، والتصوير أحد أبطاله على حساب الحوار، والإضاءة فيه تكشف لها الظلمة الأخلاقية الكامنة في الضواحي الهادئة، مع بعض المعاناة في تحديد الموضوع الحقيقي للعمل.

الفيلم من إخراج جان لوبلان التي شاركت في السيناريو مع جوديث باريبو وبطولة إميلي بيير، ماريان فارلي، جوديث باريبو.