الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

في السينما كما في الكرة.. الإيطاليون فائزون دائماً في كان

تحضر إيطاليا وبقوة في مهرجان كان السينمائي وفي المدينة نفسها التي لم يكن هناك شك في أنها تميل بشدة لصالح الأزوري في كرة القدم، خاصة أن إيطاليا على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من كان.

ومع مزيجها المذهل من الشمس والبحر والملابس المتوهجة وموسيقى التكنو والمصطافين الشباب، كانت مدينة كان مكاناً مثالياً لمشهد بسيط في فيلم لباولو سورينتينو، وهو ضيف متكرر لأروع حدث في المدينة، مهرجان كان السينمائي.

والحقيقة أن صانعي الأفلام الإيطاليين يتمتعون بتاريخ طويل وحافل في المهرجان السينمائي الأول في العالم، حيث يأتون في المرتبة الثالثة بعد الفرنسيين والأمريكيين في عدد مرات الفوز بالسعفة الذهبية.

ورغم أن آخر مرة فازت فيها إيطاليا بالجائزة المرغوبة كانت منذ 20 عاماً، لكنها لا تزال حاضرة في كل مكان، على الشاشة وخارجها.

وذكر مصور لقناة فرانس 24 أن الصفوف الطويلة لعروض الصحافة، تنتشر فيها أحاديث النقاد الإيطاليين، كما يهيمن الإيطاليون على جلسات التصوير المحموم على السجادة الحمراء، ويتواجد مصوروهم في جميع الأركان والأماكن وهم يصرخون في النجوم «جيراتي! جيراتي!» (استدر!) أو «جواردامي!» (انظر إلي!).

ومن بين الفائزين السابقين بجائزة السعفة الذهبية ناني موريتي، الذي لفت الانتباه منذ مشاركته الأولى في المسابقة بفيلمه «Ecce Bombo»، في عام 1978.

وعاد موريتي ليحصل على جائزة أفضل مخرج في عام 1994 عن فيلم «Dear Diary» «وأكبر جائزة سينمائية بعد 7 سنوات عن غرفة الابن.

ويتذكر صاحب مطعم بيتزا إيطالي مخضرم في «كان» أنه تنزه يوماً في سيارة المخرج القديمة بين نابولي وروما في الثمانينيات، مؤكداً سيكون موريتي هنا، إنه أحد المؤسسين للمهرجان.

وبالفعل، قدم موريتي فيلمه الأخير Three Floors أو 3 طوابق في ثامن مشاركة له في المسابقة، وهو مقتبس من قصة أدبية ويدور حول شقة فاخرة في روما، تنقلب حياة ساكنيها رأساً على عقب.

ومن خلال العمل بدون سيناريو أصلي لأول مرة في حياته المهنية الطويلة، نجح موريتي في الربط بدقة بين خطوط الحبكة المختلفة للفيلم. لكن الفيلم يفتقر إلى موضوع أساسي قوي والثقل العاطفي، ولا يعني هذا أن حظوظه ضئيلة في السعفة الذهبية.

التمرد الإيطالي

ورغم أن موريتي Moretti هو الإيطالي الوحيد في المسابقة الرئيسية لهذا العام، فإن قطاعات كان الأخرى مكدسة بأفلام بنكهة البيتزا والمعجنات.

ويقدم الإيطالي ماركو بيلوتشيو فيلمه الوثائقي الشخصي «ماركس يستطيع الانتظار» في عرض خاص في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وفي إطار تكريمه لإسهاماته الفنية، سيحصل على السعفة الذهبية الفخرية، بعد عامين من ظهوره السابع في المهرجان بفيلمه الشهير The Traitor أو «الخائن».

من جانبها، تشارك الوافدة الجديدة لورا سماني في أسبوع النقاد الموازي بفيلمها «جسم صغير».

في حين أن مسابقة «نصف شهر المخرجين» تشهد 4 مشاركات إيطالية.

ومن بين تلك الأفلام «فوتورا»، وهي صورة لإيطاليا من خلال عيون المراهقين، شاركت في إخراجه أليس روهرباتشر، وهناك أيضاً فيلم A Chiara، وهو الفصل الأخير في ثلاثية تدور أحداثها حول المهاجرين في جنوب إيطاليا.

وتتمتع السينما الإيطالية حالياً بموجة من الإبداع، يقودها جيل جديد من صانعي الأفلام المتحمسين لاحتضان موضوعات وأنواع مختلفة. ومن بينهم المخرج الإيطالي العراقي حيدر راشد، الذي سيعرض فيلمه «أوروبا» في أسبوع المخرجين هذا الأسبوع، وهو دراما مهاجرين تدور أحداثها على الحدود التركية البلغارية.

وقال رشيد: «للسينما الإيطالية تاريخ عريق، كانت لفترة طويلة رائدة في اللغة السينمائية». «في بعض الأحيان ننسى أن مبدعي الماضي العظماء، مثل روبرتو روسيليني أو فيتوريو دي سيكا، كان لديهم خط تمرد. ونحن بحاجة إلى إعادة اكتشافه».