الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

قبل إعلان الجوائز.. «كان» حرك السينما الراكدة وجدل حول بانديتا وإنصاف المبدعات

وسط كثير من السياح، عدد أقل من وسائل الإعلام، تحدى مهرجان كان الرتابة والوباء وحرارة شهر يوليو، وساهم في بدء انتعاش الفن السابع عالمياً حتى لو جاء مستوى الأفلام أقل من دورات سابقة وهو أمر متوقع قياساً بما مرت به السينما العالمية.

ومع الالتزام بارتداء الكمامة في كل مكان عدا السجادة الحمراء، خلت الدورة الـ74 للمهرجان من الضحايا باستثناء النجمة الفرنسية الجميلة ليا سيدو التي كانت نتيجة اختبارها إيجابية، ولم تتمكن من المشاركة والحضور.

بالمقابل، أعاد المهرجان بريق السجادة الحمراء وألق السينما وكاريزما النجوم، وبعث بعض الأمل في السينما العربية قبيل إعلان الجوائز الرسمية بفوز فيلم «ريش» للمخرج المصري عمر الزهيري بجائزة أسبوع النقاد.

صدمة البداية

من حيث الأفلام أثار فيلم الرعبTitane تايتان كثيراً من الجدل قياساً بقصته التي تدور حول قصة حب عائلية بين شخصين غريبي الأطوار.

ويستحق الفيلم الياباني Drive My Car للمخرج ريوسوكي هاماجوتشي، الإشادة ومعه فيلمMemoria للمخرج التايلاندي أبوشاتبونج بمشاركة النجمة تيلدا سوينتون.

بينما أشعل بانديتا الجدل منذ الافتتاح ولم ولن يخفت حتى بعد ختام المهرجان وإعلان الفائزين بالسعفة الذهبية مساء السبت 17 يوليو أياً كانت هويتهم.

وأجادت الممثلة فيرجيني إيفيرا في لعب دور بانديتا، ما يكرس مكانتها كنجمة ساطعة في صناعة السينما الفرنسية.

وكانت البداية صاخبة تليق بالمهرجان الذي عودنا على تبني الاتجاهات الجديدة والأفكار الفنية مهما بلغت غرابتها، بعيداً عن سطوة هوليوود والسينما الأمريكية المغرقة في الإبهار.

تعرض مخرج فيلم الافتتاح بانديتا بول فيرهوفن لنقد شديد ربما لم يتعرض له من قبل رغم إخراجه الفيلمين الجريئين «غريزة أساسية» و «فتيات الاستعراض».

وتركزت الاتهامات والاعتراضات والانتقادات على جرأة فكرة الفيلم ومشاهده التي تدور وتتمحور حول علاقات غير طبيعية داخل أحد الأديرة الإيطالية.

وفي حديث لقناة فرانس 24، برر المخرج المشاهد الجريئة بأنه يبحث عن الحقيقة والحياة من دون رتوش أو تجميل مندهشاً من ردود الفعل المتزمتة بحسب قوله.

النظرة الذكورية

أعاد المهرجان للأذهان الضجة التي أثارها عبداللطيف كشيش الفائز بالسعفة الذهبية في 2013 عن فيلمه «الأزرق هو اللون الأكثر دفئاً». وتكرر الحديث عن ندرة تواجد المرأة في السينما، وخاصة أن

امرأة واحدة فقط هي جين كامبيون فازت بالسعفة الذهبية في عام 1993 عن فيلمها البيانو.

ربما خفف من النظرة التشاؤمية وجود عدد كبير من المخرجات في قسمUn Certain Regard أو «نظرة ما» المخصص للمواهب الناشئة، ما يدل على أن مستقبل السينما في أيدي النساء.

ومع ذلك لم يكن هناك سوى 4 نساء مخرجات فقط من بين 24 متنافساً في المسابقة الرئيسية.

ورفض البعض تمييز المخرجات في المنافسة، مفضلاً على أن يكون اختيار الأفلام على أساس الكفاءة والجدارة لا الجنس، وهو ما عبرت عنه الناشطة النسوية مارشاك التي قالت إن الحديث عن «التمييز الإيجابي» «إهانة» للمرأة، مفضلة اختيار المخرجات لا لأنهن نساء ولكن لأن أفلامهن تستحق المشاركة والمنافسة والاهتمام.