الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ما لا تعرفه عن «تيتان» الفائز بالسعفة الذهبية في كان

استحقت المخرجة الفرنسية جوليا دوكورناو الفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان بفيلمها الناطق باللغة الفرنسية «تيتان» لتصبح ثاني امرأة تفوز بتلك الجائزة في تاريخ المهرجان العالمي، كما استحقت الممثلة الشابة أجاثا روسيل ثناء النقاد على أدائها الرائع في فيلم يجمع بين الخيال العلمي والرعب والسيريالية.

واعترفت المخرجة عند تسلمها الجائزة «أعلم أن فيلمي ليس مثالياً». «لكنني أعتقد أنه لا يوجد فيلم مثالي في نظر الشخص الذي صنعه. يمكنك حتى القول إن فيلمي وحشي».

بينما وصفت مجلة سكرين ديلي الفيلم بأنه «مزيج من الغضب والشراسة والعنف والسخافة المطلقة»، بينما قالت عنه هيئة الإذاعة البريطانية بأنه «الفيلم الأكثر إثارة للصدمة في العام الجاري».

والحقيقة أن دوركورنو أثبتت بفيلمها وهو إنتاج فرنسي بلجيكي مشترك، أن المرأة أكثر قدرة من الرجل على إثارة الرعب والصرخات والآهات والضحكات المزعجة، والأكثر خيالاً وابداعاً.

ولكن خيال المخرجة الفرنسية نابض بالحياة يتشكل من مزيج مرعب من الكوميديا والعنف تقدمه مع موسيقى صاخبة وإضاءة خافتة تجلب المزيد من الغموض والفزع لأجواء الفيلم الرهيبة.



ويتسم الفيلم بأنه لا يمكن على الإطلاق التنبؤ بأحداثه وهي نقطة تحسب له، ربما الاستثناء هو المشهد الافتتاحي حيث تقوم فتاة صغيرة، أليكسيا، بإساءة التصرف في الجزء الخلفي من سيارة العائلة، وتقوم بركل مقعد والدها حتى يستدير لها فيصطدم بحاجز إسمنتي، ويرتكب حادثة مروعة تكون ضحيتها الأساسية هي الفتاة.

نعلم بعد ذلك أنها أجرت جراحة في الدماغ وثبت الأطباء لها شريحة من التيتانيوم في رأسها في تجربة كانت كفيلة بترهيبها من السيارات، ولكنها لدهشة الجميع، وبمجرد أن تغادر المستشفى، تبتعد عن والديها وتحتضن السيارة وتقبلها بدلاً من ذلك!

عندما تكبر اليكسيا تعمل كراقصة وفتاة ليل لا تتورع عن كشف الندبة المتبقية من العملية الجراحية ووشم على صدرها يصرخ «الحب جحيم» ونعلم أن حبها الوحيد هو للسيارات.



وتمضي الأحداث بين الخيال العلمي والرعب وكأننا في حلم سيريالي مفزع، نتابع معه البطلة المنحرفة وهي تقتل أي شخص يقترب منها، وتختبئ بعد موجة القتل الأخيرة لها من خلال التظاهر بأنها الابن المفقود منذ فترة طويلة لرجل إطفاء مدمن على العمل وهرمونات العضلات (فنسنت ليندون).

يقودها الرجل إلى مركز الإطفاء الذي يعمل به، ويقدمها إلى فريق متشكك من زملائه. ولكي تحافظ الكيسيا على هويتها وشكلها الذكوري تربط صدرها ومعدتها وتحاول استئناف حياتها كفتى.

الفيلم أشبه بتجميع أو بعث عصري للوحش الأسطوري فرانكشتاين مع فتاة مضطربة نفسياً وجسدياً، في عمل قليل الحوار، يعتمد على الخيال ولقطات الكاميرا، ومزيج فريد من الألوان والحركة والموسيقى.

ويبدو أن المخرجة لم تضع حدوداً لنفسها في الإخراج، أو السيناريو الذي شاركت في تأليفه، حيث نتابع رقصات شاعرية ومشاعر مريضة، وأمومة متوحشة، وعائلات مفككة، وخيالات سيريالية وفوضى لا نهائية، ولكن الحب الأبوي ينتصر في النهاية.

الفيلم الذي يعرض على مدار 104 دقائق من إخراج جوليا دوكورنو وبطولة فنسنت ليندون، أجاثا روسيل، جرانس مارلييه.