الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

Rogue Hostage.. عندما يتحول جمهور الفيلم إلى رهينة!

كل عناصر الفيلم الناجح توفرت لفيلم Rogue Hostage «الرهينة المتمرد»: نوع فني وقصة طالما نجحا في كسب اهتمام المشاهدين، حول «خاطف» صاحب قضية، يقوم باختطاف واحتجاز مجموعة من الرهائن ليكشف للرأي العام حقيقية لا يستطيع إيصالها عن طريق السبل الشرعية، فساد السياسيين الذين يخفون جرائمهم خلف قناع من عمل الخير وخدمة المجتمع. جندي مارينز سابق يعود من أفغانستان محملاً بجراح الحرب والذكريات، يتعين عليه أن يعود للاندماج في الحياة المدنية، ثم تضطره الظروف ليعود جندياً قاتلاً مرة أخرى.

أبطال جذابون على رأسهم الأمريكي الأفريقي تيريس جونسون، بما أن معظم الأفلام الأمريكية الآن تمارس «التصحيح السياسي» ومحاربة عنصرية هوليوود بإعطاء مساحة أكبر للأمريكيين الأفارقة وبقية الأعراق المهمشة. وبالإضافة لذلك كله اسم النجم جون مالكوفيتش، الذي يؤدي واحداً من أدواره المعتادة كرجل ماكر يحمل قدراً متوازناً من الشر والطيبة.

«الرهينة المتمرد» هو امتداد، أو تقليد، مباشر لسلسلة أفلام Die hard «الاستماتة» التي صنعت نجومية بروس ويليز وشكلت نوعاً فنياً جديداً في السينما الأمريكية، تتلخص حبكته في قيام رجل واحد بالتصدي لعصابة شرسة داخل مكان مغلق. ومن ناحية ثانية يستلهم «الرهينة المتمرد» بعض ملامحه من المسلسل الإسباني الشهير La Casa De Papel الذي يحمل اسماً آخر بالإنجليزية هو Money Heist، ويتناول العلاقات التي تنشأ بين عدد من اللصوص والرهائن، وقصص الخيانات والبطولات المتبادلة.

يلعب فيلم «الرهينة المتمرد» أيضاً على بعض القضايا المعاصرة مثل إنقاذ الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة أو سوء الظروف، والزواج متعدد الأعراق، ولكن كل هذه الخلطة القوية التي تبدو على الورق مضمونة النجاح، تأتي بنتيجة شديدة التواضع. ولعل أكبر سبب لهذه النتيجة هو تواضع مستوى المخرج جون كيز، الذي لا يعرف كيف ينفذ مشاهد المعارك أو التشويق أو إدارة ممثليه بشكل يستخرج إمكاناتهم، يضاف إلى ذلك تخبط سيناريو الفيلم خاصة في ثلثه الأخير، الذي يفترض أن يكون أقوى وأسرع فصول هذا النوع من أفلام الحركة.

يبدأ «الرهينة المتمرد» بروي قصة الجندي السابق كايل سنودون (هل يحمل الاسم تحية ما إلى المسرب الأكبر إدوارد سنودن؟) الذي يقوم أثناء معركة حربية في أفغانستان بقتل أحد زملائه بالخطأ، وهو يعاني نفسياً من هذا الحادث، إذ تنتابه الكوابيس ويسرف في شرب الخمر والسجائر، ولكن سنودن رجل طيب، يربي ابنته الوحيدة بمفرده، بعد رحيل زوجته، التي ربما لم تحتمل طباعه بعد عودته من الحرب. وسنودن ليس فقط أباً حامياً، من ذلك النمط الذي انتشر في السينما العالمية خلال السنوات الماضية، ولكنه أيضاً يعمل في وكالة لإنقاذ الأطفال الذين يتعرضون للمعاناة، وبالفعل ينجح في إنقاذ طفل إسباني يتيم لا يجيد الإنجليزية يتعرض لسوء المعالمة من قبل الرجل الذي يقوم بتربيته (مرة ثانية يؤكد الفيلم على التعدد العرقي وأهمية الوحدة الوطنية)، وسنودون يعاني مشكلة أخرى، فقد تزوجت أمه الراحلة من رجل أبيض هو عضو الكونغرس المعروف سام سافتي (مالكوفيتش)، وهو سياسي محبوب غير أن المقربين منه، مثل كايل، يعرفون أنه مجرم فاسد.

وكايل ليس الوحيد الذي يعرف أسرار سام، فهناك رجل آخر اسمه إيجان رايز (كريستوفر باكوس) يخطط للانتقام من سام، وذلك بمداهمة متجر جديد يفترض أن يفتتحه سام، حيث يقوم هو ورجاله باحتجاز موظفي وزبائن المتجر، وإجبار سام على الاعتراف ببعض جرائمه. لكن كايل، على عكس رايز، يكره العنف أو مخالفة القوانين، وهو يحاول أن ينقذ حياة الرهائن، ربما تكفيراً عن شعوره بالذنب!

يحفل الفيلم بمزيد من الشخصيات والخطوط الفرعية، ما يجعله أشبه بمسلسل تم اختصاره، حيث تبدو كل الشخصيات قابلة للنمو والتطوير، ولكن 89 دقيقة فقط، هي زمن عرض الفيلم، لا يمكنها أن توفي كل هذه الشخصيات والحبكات الجانبية حقها، وبالتالي تبدو كخيوط مبتورة غير مكتملة.

وبالرغم من أن هذا النوع الفني يعتمد على الإثارة والتنفيذ المبهر لمشاهد الأكشن، إلا أن هذه المشاهد تبدو ضعيفة للغاية، كما لو كانت منفذة بواسطة بعض الطلبة الهواة. وحتى محاولات استخدام طبيعة المكان، وهو المتجر الكبير الذي يملكه سام، تأتي ضعيفة وخالية من الابتكار والخيال. في النهاية قد يجد المشاهد نفسه وقد تحول إلى رهينة ترغب في التمرد والخروج من قاعة السينما.