يحتفل نجم مسلسل الأصدقاء مات ليبلانك بعيد ميلاده الرابع والخمسين في 25 يوليو وسط محاولات أخيرة لاستعادة بريقه المفقود في الأصدقاء بعد مسلسل إعادة الشمل الذي عرض في العام الجاري.
ولا يمكن للنجم المحبوب أن يلوم سوى نفسه في عدم استثمار نجاحه وتطويره لينتهي به الأمر إلى لقب نجم «سابق» توقع له الكثيرون أن يغزو هوليوود، وأسباب عدة ساهمت في تلك الخاتمة الحزينة التي لا تليق بموهبته في مقدمتها الكسل وعدم المغامرة والتنويع الدرامي إلى جانب الاستسلام للمشاكل العائلية وعدم الطموح.
فمنذ انتهاء المسلسل في عام 2004، لم يستطع ليبلانك أن يستوعب نجاحه وأن يطوره فوقع في إطار أو أسر نفس الشخصية جوي ليكررها ويحرق نفسه، إلى جانب عوامل أخرى ساهمت في تحجيمه فنياً وفرملة انطلاقته الكوميدية على الأقل.
وللإنصاف لم يكن هذا هو مصير كل زملائه في المسلسل، إذ إن جينيفر أنيستون نجحت تماماً وأصبحت لفترة طويلة الأعلى أجراً في هوليوود، وشارك ماثيو بيري في أفلام عدة، وحققت ليزا كودرو نجاحاً متوسطاً، بينما شارك ديفيد شويمر بصوته في فيلم الكرتون الشهير مدغشقر.
وكان خطأ النجم الأساسي أنه لم يغامر بما يكفي ليخرج من عباءة الشخصية، وكأنه كان يخشى ألّا ينجح في غيرها.
إذ لعب ليبلانك بطولة مسلسل Joey ولكن تم إلغاء المسلسل خلال الموسم الثاني بسبب ضعف التصنيف أو المستوى أو المشاهدة، وأخذ لوبلانك راحة من التمثيل بعدها.
وبعد انتهاء المسلسل كان من الواضح أنه مرهق من الدور لدرجة أنه اضطر للاختباء في منزله وعدم الرد على التليفونات والعروض التي تقدم له.
بعدها أصيب بكسل فني وعدم اتزان نفسي يعبر عنه بقوله «سنوات وسنوات، بالكاد كنت أغادر المنزل، لا أرد على الهاتف وكان وكيل أعمالي منزعجاً، كنت أتصل به وأقول من فضلك لا تتصل بي لسنوات، كان وقتاً مظلماً جداً. كدت أصاب بانهيار عصبي».
كان أحد أخطائه أنه انتظر 12 عاماً وهو يقدم شخصية جوي في الأصدقاء من دون أن يعد نفسه لتقديم أدوار أخرى، وعندما انتهى المسلسل، أحس بالضياع وشعر أنه لا يستطيع أن يقدم شخصية أخرى غيرها.
وحقيقة فإن بداية شيء جديد أمر صعب، وخاصة إذا سكن الممثل في دور لفترة طويلة، ولكن لم تكن تلك هي المشاكل الوحيدة التي واجهها مات ليبلانك عندما أنهى فريندز وجوي جولاتهما. كانت حياته الشخصية تعاني أيضاً.
إذ بدأ زواجه من ميليسا ماكنايت ينهار، وفي الوقت الذي كان يحاول فيه أن ينقذ أسرته، فجع بإصابة ابنته بمرض خطير يسبب خللاً في نمو الدماغ، ما أصابه بالإحباط ودرجة من الاكتئاب.
ربما حقق الممثل انتعاشاً وظيفياً في عام 2010 بعد أن قام بإنتاج فيلم الويسترن جوناه هيكس، ثم لعب نفس الشخصية في المسلسل الكوميدي Episodes الذي ظهر فيه حتى عام 2017. ثم شارك مع صديقته النجمة ليزا كودرو في المسلسل الكوميدي Web Therapy وفي عام 2014، قام ببطولة الفيلم الكوميدي Lovesick. ثم عاد إلى التلفزيون وبدأ في استضافة سلسلة السيارات توب جير، من عام 2016 حتى عام 2019. واستمرت فترة عمله في المسلسل البريطاني الناجح 24 حلقة.
الطريف أن ليبلانك بدأ حياته بالعمل كموديل لعروض الأزياء في سن السابعة عشرة، ولكن قصر قامته منعه من الاستمرار. وبعدها دخل مجال الإعلانات وقدم إعلاناً للصلصة لفت إليه الأنظار، ومنها إلى التلفزيون قبل أن ينضم إلى صناع نجاح مسلسل الأصدقاء.
ومن المثير للاهتمام، أنه قدم مؤخراً بعض النصائح الثمينة إلى كونال نايار حول محاولة البقاء على الأرض والتواضع وتحمل ضغوط الشهرة والنجاح والنجومية باعتباره أحد أشهر الأسماء التلفزيونية، رغم أنه كان بحاجة إلى من يقدم له تلك النصيحة ويلزمه باتباعها على المدى الطويل.