الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

نقاد: الأمراض النفسية في السينما العربية سطحية تفتقد للمعالجة العلمية

رغم تعدد زواياه فإن السينما والدراما تطرقت للمرض النفسي، متناولة بعض حالاته من نواحٍ عدة عبر مجموعة من الأفلام، مسلطة الضوء على المريض النفسي.

وحازت مواضيع علم النفس والاضطرابات النفسية على اهتمام الكثير من المخرجين السينمائيين، الذين سلَّطوا الضوء على أعراض الأمراض النفسية المختلفة وشخصية المضطرب وفهمه لواقعه وتفاعله مع محيطه، ومنها أفلام: بئر الحرمان، الحرامي والعبيط، التوربيني، آسف على الإزعاج، الفيل الأزرق، مش أنا.

وأكد عدد من النقاد أن أفلام الأمراض النفسية في السينما العربية هي في أغلبها سطحية ومشوهة ولا يوجد بها عمق في تناول شخصية المريض، وتفتقد للتدقيق والبحث العلمي عند تقديم تلك الحالات سينمائياً.

مشوهة

ويقول الناقد الفني محمد الصناديلي إن هذه النوعية من الأفلام تكون سطحية، ولا يوجد بها عمق في تناول شخصية المريض، لأن أغلبها يكون في إطار كوميدي وتهكم على المرضى النفسيين، ولا تعبّر عن واقع المرضى النفسيين، كما أنه يعطي صورة سلبية ومعلومات خاطئة في طريق التعامل مع هذه الشريحة من المجتمع، مضيفاً أن القائمين على صناعة تلك الأفلام اعتادوا ألا يراجعوا متخصصين في مجال الطب النفسي، ولذا تخرج أفلامهم مشوهة وساذجة.

التدقيق والبحث العلمي

وأضافت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، أنه لا يوجد اهتمام جِدي بالتدقيق والبحث العلمي عند تقديم ما يتعلق بالمرض النفسي في السينما، وكثيراً ما كان يتم إظهار شخصية المريض النفسي بأي نوع باعتبارها «كاريكاتيرية»، أو مستغلة كما حدث مع شخصية نبيلة عبيد في فيلم «توت توت»، وشخصية فاروق الفيشاوي في "ديك البرابر."

وأوضحت البشلاوي أن الاضطرابات النفسية ومنها الوسواس القهري وغيره، قد يكون منتشراً وله أسباب كثيرة ومختلفة، ومن ثم المعالجة السينمائية الجادة تكاد تكون غائبة عن صناع الأفلام حيث «لا توجد معالجات فنية يمكن اعتبارها دراسة حالة، بينما هناك أفلام أمريكية تكون بمثابة دراسة حالة للمرض النفسي بشكل حقيقي، والفيل الأزرق لم يقدم دراسة حقيقية عن المرض النفسي وشرح الحالة وأعراضها.

وتابعت: «شخصية المريض النفسي تناولها في الفن والدراما، إما للسخرية منها، وجعل الأمر كوميدياً، وإما استغلالها بشكل سيئ، ولم يكن هناك طرح للمشاكل المتعلقة بالمرض النفسي بالمعنى الحقيقي، أو تقديم معالجة لها، الفيلم لدينا للتسلية والترفيه.

وأكدت أن وجه المقارنة بين ما قدمته السينما عن «المريض النفسي واضطراباته» أسوة بالسينما العالمية يكاد لا يذكر، وهناك أفلام أجنبية تناولت هذا الأمر بشكل جيد جداً منذ الخمسينيات، وكتب عالمية صدرت عن «المرض النفسي والسينما»، لكن «نحن لسنا جادين ولكن نتعامل بشكل هزلي للترفيه والمكسب.

الأفلام الوثائقية

وقالت أمل بن جرش السويدي، مستشارة نفسية وأسرية: "تحاول الدراما توصيل رسالة عن المرض النفسي لكن بطريقة تخدم الدراما أو العمل الدرامي نفسه، عكس الأفلام الوثائقية عن الأمراض النفسية، فالعمل الدرامي لن يقوم بتوصيل رسالة كيفية معالجة المرض أو أساسيات المرض أو كيف ينشأ، فالجانب الإيجابي للدراما هو طرح المرض النفسي وجعل الناس قادرة على التعايش مع هذا المريض، أو توجيه رسالة بكيفية دمج هذا المريض مع المجتمع."