الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

في ذكرى ميلاد راي.. «نتفليكس» تحتفل بفنان السينما الهندية الأكبر بمسلسل سينمائي

للسينما الهندية تاريخ طويل حافل في مجال الميلودراما الترفيهية، وقلما يعرف عشاق السينما الهندية شيئاً عن الأفلام الفنية والواقعية التي تخلو من المغامرات الخيالية والاستعراضات الغنائية والمصادفات القدرية العجيبة.

كان المخرج والمؤلف ساتياجيت راي Satyajit Ray ( 1921- 1992 ) واحداً من أوائل وأكبر الأسماء في تاريخ السينما الهندية الواقعية، وكان أول مخرج هندي تشارك أفلامه في كبرى المهرجانات السينمائية الدولية وتحصل على أرفع جوائزها، من كان وبرلين وفينيسيا وموسكو وأوسكار شرفي عن مجمل أعماله وعدة جوائز عالمية أخرى.

كان راي فناناً شاملاً يكتب السيناريوهات ويصمم المناظر ويضع موسيقى أفلامه وكان خطاطاً وصحفياً وكاتب مقالات بالإضافة إلى كونه قصاصاً له عشرات القصص القصيرة التي تحول بعضها إلى أفلام.

تكريماً لذكرى ساتياجيت راي في مئوية مولده قامت منصة «نتفليكس» بإنتاج مسلسل سينمائي يضم أفلاماً قصيرة من تأليف راي تحت اسم Ray.

يضم الموسم الأول من المسلسل الذي بدأ عرضه 25 يوليو الماضي 4 أفلام هي:

«لا تنسني» إخراج سريجيت موخرجي، عن قصة راي التي تحمل عنوان «فقدان ذاكرة بيبين شودهري».

يتناول الفيلم قصة رجل أعمال شاب ناجح، زوج وأب سعيد، لديه ذاكرة فولاذية يحسده عليها الناس، يلتقي ذات ليلة بامرأة تزعم أنهما كانا على علاقة منذ عدة سنوات. ينكر الشاب معرفته بالمرأة، ولكن بمرور الوقت يجد نفسه محاصراً بالبراهين والأدلة والصور التي تثبت أنه كان على علاقة بالفتاة.

الفيلم الثاني بعنوان «باهروبيا» من إخراج سريجيت موخرجي عن قصة بالاسم نفسه، والكلمة بالهندية تعني «متعدد الوجوه». ويدور الفيلم حول رجل طيب القلب لكنه فاشل في العمل والحب، يتغير مصيره عندما تموت جدته فتترك له ثروة عبارة عن كثير من المال وكتاب في فن التنكر، حيث إنها كانت تعمل كفنانة ماكياج في السينما. يستخدم الرجل المال الكتاب لكي ينتقم من الذين أساؤوا إليه، ولكن هل يشعره ذلك بالرضا والسعادة؟

الفيلم الثالث بعنوان «هانجاما هاي كيون باربا» إخراج أبيشيك شوبري عن قصة راي «مرض بارين بوميك». وهو يدور حول لقاء يتم في القطار بين مغنٍ شعبي معروف ومصارع قديم، يتبين أنه ليس أول لقاء يجمعهما، وأنهما التقيا على متن القطار نفسه منذ 10 أعوام في ظروف مختلفة تماماً!

الفيلم الرابع والأخير بعنوان «تحت الضوء» Spotlight إخراج فاسان بالا عن قصة بالاسم نفسه، ويدور حول نجم سينمائي محبوب، بفضل الأفلام التجارية الضعيفة التي يلعب بطولتها، يعاني من مشاكل نفسية عديدة، وعندما يذهب للإقامة في أحد الفنادق لتصوير فيلم جديد، يكتشف أن غرفته المفضلة قد حصلت عليها كاهنة دينية ذات شعبية طاغية بين البسطاء، ويحاول استعادة غرفته بأي وسيلة، ما يجعله يدخل أغرب تجربة في حياته.

القصص الأربع تحتوي على خيال خصب يقرب من الفانتازيا، كما تحتوي على تلك النزعة الأخلاقية التي تميز أعمال ساتياجيت راي، وكلها تتناول أبطالاً رجالاً في أزمة، ولا دور مهم للنساء فيها، باستثناء القصة الأولى ربما. ورغم أن كُتاب السيناريو قاموا ببعض التعديلات على القصص لكي تناسب العصر إلا أنها تبدو قادمة من عصر بعيد فكراً وحساسية، وليس هذا عيباً أو ميزة، وإنما صفة تتسم بها الكلاسيكيات عادة. وهي على كل حال تجعل السلسلة مختلفة عن معظم ما يتم إنتاجه من قصص اليوم.

مسلسل «راي» فرصة عظيمة لرؤية سينما هندية مختلفة، وللتعرف على لمحات من أعمال فنان السينما الهندية الأكبر ساتياجيت راي، قد تكون فرصة ودعوة لمشاهدة بعض روائعه مثل «باثر بانشالي» أو ثلاثية أفلام «أبو» أو «غرفة الموسيقى» أو «لاعبا الشطرنج» وغيرها من روائع راي والسينما الهندية.