الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

شباب: الأفلام الوثائقية زادنا المعرفي.. ومخرجون: المنصات الرقمية وراء رواجها

ازداد الاهتمام بالأفلام الوثائقية بالفترة الأخيرة، فأصبحت ضمن اهتمامات العديد من الشباب، الذين أكدوا خلال استطلاع لـ"الرؤية" أن الأفلام الوثائقية أصبحت وسيلة معرفية تثقيفية بمواضيع شتى، فهي بمثابة زادهم المعرفي خاصة أنها توازي قراءة كتاب، حيث تروي أحداثاً تاريخية وقصصاً خلف كواليس الكثير من القضايا المجتمعية والسياسية والاقتصادية، لافتين إلى ضرورة الاهتمام بصناعة أفلام وثائقية تلامس المجتمع العربي وقضاياه.

وأشار مخرجون إلى أن الأفلام الوثائقية لا تقل كلفتها عن الأفلام الروائية الطويلة، وأن منصات العرض الرقمية ساهمت في رواجها.

أفلام تاريخية


أشار أحمد القادري، طالب بجامعة عجمان، إلى أنه يميل لمشاهدة الأفلام الوثائقية التاريخية التي تسلط الضوء على شخصيات قيادية مهمة كفيلم عمر بين الخطاب وهتلر وغيرهم، وقال: "أجد أن هذا النوع من الأفلام يجسد طريقة حية لمعايشة شخصية هامة من خلال معالجة الأحداث وطريقة التفكير بصورة بصرية وأعتبرها وسيلة لتثقيف النفس خاصة تلك الأفلام التي تخص التاريخ تساهم بالتعريف عن الثقافات المختلفة على مر العصور الحالية أو الماضية."


وجهات نظر

وأكدت ريم العوضي، طالبة علاقات دولية بجامعة زايد أن الأفلام الوثائقية تمنح أبعاداً أخرى لكيفية نظر الثقافات الأخرى لبعضها البعض، مشيرة إلى مثال رؤية الغرب لمجتمعات المسلمين في الشرق الأوسط، رؤية واحدة وتصنيف واحد يقع تحت مظلة "الإرهاب"، ما يساهم في تفعيل دور صناع الأفلام العرب لتصحيح تلك الصورة النمطية والمساهمة برسم الصورة الصحيحة للمسلمين.

وقالت: "أحب مشاهدة الأفلام الوثائقية، منذ مشاهدتي لحكايات عالمية بطفولتي، وجعلتني أرغب بمعرفة المزيد والمزيد من التفاصيل عن طريق الأفلام الوثائقية بالحرب العالمية الأولى والثانية، وتاريخ الخلافة العثمانية وغيرها، كما أميل لموضوعات علم النفس والجرائم والأدوية والبيئة وغيرها، إلا أنني بالفترة الأخيرة بدأت ألمس اهتمام صديقاتي ورغبتهم بالمناقشة في موضوعات متنوعة بعد مشاهدتهن لأفلام وثائقية، والذي جعلني أشعر بأن الأفلام الوثائقية، أصبحت تجذب فئات مختلفة من الناس، القارئين وغير القارئين، لذلك أعتقد بأننا بحاجة لأفلام وثائقية تتعلق بالمجتمع العربي أكثر، كالقضايا النسوية مثلاً."

منهج تعليمي

ولفت المهندس عبدالرحمن عاطف، إلى تميز الأفلام الوثائقية بتقديمها لمعلومات جديدة والتي تقود للمزيد من البحث، مشيراً إلى أن الأفلام الوثائقية تمنح من يشاهدها فكرة كاملة توازي عملية قراءة كتاب لكن بصورة واقعية أكثر بساطة من خلال توظيفها للصورة البصرية المرئية، وقال: "آمل أن أشاهد المزيد من الأفلام الوثائقية الخاصة بموضوعات الصحة النفسية والتربية، لا سيما أنها من المواضيع التي نحتاج لمناقشتها بالعالم العربي في ظل تقدم كل ما يحيط بنا، كما أنني أقترح أن تصبح الأفلام الوثائقية أحد الوسائل التعليمية المتبعة بالمدارس والذي أعتقد بأنه أكثر متعة وسهولة للطلبة في ظل التطور الرقمي."

أساس السينما

أما حول آراء المخرجين وصناع الأفلام، قال المخرج الإماراتي هاني الشيباني: "تعتبر الأفلام الوثائقية هي أساس السينما التي بدأت من خلالها على مر السنوات الماضية، وهنالك سوق كبير للأفلام الوثائقية كونها حاضرة في كل المهرجانات السينمائية والمناسبات الفنية، ولكن لا ينتبه العديد عليها لقلة عرضها التجاري بدور السينما وخلافه، وهي من التجارب التي آمل تجربتها في عملي السينمائي وصناعة الأفلام قريباً، إلا أن المنصات بالفترة الماضية ساهمت بزيادة وجودها ووجود أقسام خاصة للأفلام الوثائقية ووجود القنوات المتخصصة للأخبار لا سيما أن الأفلام الوثائقية تعد الأكثر مناسبة لجو القنوات الإخبارية، ولها جمهورها بشكل فني رائع."

وحول صناعة الأفلام الوثائقية، قال: "هي ليست سهلة وتحمل صعوبة البحث لفترات طويلة غالباً، وقد يكون تنفيذها أسهل لاعتمادها على رأس مالي إنتاجي وطاقم أقل، ولكن تتطلب وقت أطول في البحث والتقصي ومونتاج العمل، كي يكون ذا قيمة فنية هادفة، وعلى صعيد الأفلام الوثائقية الإماراتية تعد الفنانة نجوم الغانم أحد أهم النجوم الإماراتيين الذين خاضوا سلسلة من الأفلام الوثائقية التي ساهمت بتوثيق الكثير من القضايا المجتمعية."

جهد وكلفة

في حين قال المخرج الإماراتي أحمد زين: "الأفلام الوثائقية ليست سهلة وصعبة وفيها كلفة وجهد كبير، من حيث جمع الأحداث الحقيقية وتسجيلها في إطار فيلم، كما أن الكلفة أمر نسبي ويعتمد على الأماكن التي يتم التسجيل فيها، ولكنها ليست بكلفة الأفلام الروائية الطويلة بدور سينما بلا شك."