الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

howling village.. أجواء شاعرية ولعنة عائلية ورعب على الطريقة اليابانية

يقدم المخرج تاكاشي شيميزو جرعة من الرعب على الطريقة اليابانية عن الخيانة ولعنة الدم والطبيعة الجشعة لبعض التجار في فيلم يتناقض جمال الطبيعة فيه مع رهبة الماضي ورعب الحاضر.

فيلم كفيل بإرسال قشعريرة تهز العمود الفقري وترفع الأدرينالين إلى أعلى مستوياته بإيقاع سريع ورهبة تتصاعد إلى درجة الغليان.

تدور حبكة الفيلم الدرامية حول الطبيبة النفسية الشابة كانيد التي تفاجأ باختفاء شقيقها، وتذهب للبحث عنه والتحقيق في اختفائه في آخر موقع شوهد فيه، وهو موقع سيئ السمعة مسكون وموصوم بلعنة غامضة قاتلة يعرف باسم howling village أو قرية العواء.

وهناك تكتشف أن ألغاز القرية مرتبطة بأسرتها وتعمل على كشف التاريخ المظلم للعائلة والنجاة بنفسها، خاصة عندما نعلم أنها ظلت مهجورة أكثر من 70 عاماً، كما أن الوصول إليها يتطلب المرور في نفق قاتم كئيب مظلم مخيف.

والحقيقة أن هناك الكثير من الأشياء الرائعة التي يشتمل عليها الفيلم بداية من المشهد الافتتاحي لاثنين من الشباب هما: يوما وأكينا اللذان يصوران أنفسهما وهما يحققان في صحة الأسطورة المحلية لقرية عواء الذئب المسكونة.



وعبر عدسة الكاميرا المحمولة، نعلم بوجود المكان، وأن معظم الأجزاء الأكثر شراً ورهبة من الحكاية قد تكون صحيحة، ما ينقلنا كمشاهدين من الترقب إلى الرهبة ثم الرعب الصريح قبل مرور الدقائق الثمانية الأولى من الفيلم.

الجزء المتبقي من الفيلم يتبع كانيد، أخت يوما - وهي طبيبة نفسية يمكنها رؤية الأرواح - وهي تعرف حقيقة قرية هولينج وكيف ترتبط عائلتها بها، ولكنها لا تفصح عن ذلك للمحيطين بها.

وتتألق الممثلة اليابانية إياكا ميوشي في لعب دور كانيد في أداء يمزج بين الضعف الإنساني والتصميم والإصرار، ومعها كوكبة من الممثلين المساعدين الذين أجاد المخرج توظيفهم وتحريكهم.

ويتسم إيقاع الفيلم بالسرعة مع تصاعد جرعة الخوف والرعب مع كل ثانية تمر على الشاشة، وتشعر أن كل كلمة وكل حركة وكل مشهد له هدف مراعياً التفاصيل والفروق الدقيقة.

فيلم يخلو من الحشو والمؤامرات الجانبية التي لا داعي لها، والرومانسية الزائدة عن الحاجة، والعشوائية في الأحداث، والقفز غير المبرر له، وبدلاً من ذلك يخلق المخرج شيميزو جواً من الرهبة وكأننا في قدر يغلي ويتصاعد الغليان مع استمرار الفيلم حتى النهاية.



وتعمد المخرج شيميزو والمصور جون فوكوموتو أن ينتقي مناظر جميلة لها ظلال ناعمة شاعرية تقف في تناقض حاد مع أجواء الرعب الذي يتكشف شيئاً فشيئاً، وكأنها تخدع المشاهد وتطمئنه حتى تفاجئه بجرعة أخرى من الرهبة تجعله على صفيح ساخن طوال الوقت.

وبشكل عام، يعد HOWLING VILLAGE الفيلم المثالي لأولئك الذين يعشقون الأشباح والأراضي المسكونة والصدمات العائلية.

المخرج الياباني الكبير اشتهر بصناعة جزئين من سلسلة أفلام الرعب Grudge في هوليوود، ويتسم بالإيقاع السريع واستخدام المؤثرات الصوتية والضوئية الرهيبة، والتركيز على الألم النفسي والخوف النابع من الأعماق والنبش في الماضي، أكثر من الحركة.

يعرض الفيلم على المنصات الرقمية بداية من 17 أغسطس الجاري، وهو من إخراج تاكاشي شيميزو الذي شارك في كتابة السيناريو مع ديسوكو هوساكا، والبطولة أياكا ميوشي، ريوتا باندو، ميجومي أوكينا.

.