الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

CANDYMAN.. رعب المرايا ورهبة خيال الظل وروح ضحية تعود لتنتقم

CANDYMAN.. رعب المرايا ورهبة خيال الظل وروح ضحية تعود لتنتقم

يتماهى فيلم كاندي مان مع الأحداث الجارية في الولايات المتحدة ووحشية بعض أفراد الشرطة هناك التي أشعلت حركة Black Lives Matter أو حياة السود مهمة. فيلم يتحدث عن الظلم والعنصرية وعودة روح الضحية للانتقام في أجواء من الرعب تماثل «صمت الحملان» يتألق فيها البطل يحيى عبدالمتين.

ويعيب الفيلم أنه ينساق أحياناً للرواية البيضاء المشوهة التي تحول الضحايا السود إلى وحوش، يستدعي الماضي عن طريق خيال الظل، ويخبرنا أن الجناة لن يفلتوا بعقابهم، وأن الظلم يولد الوحشية والإجرام.

الفيلم هو الجزء الثاني من الفيلم الأصلي الذي عرض عام 1992، ولا تزال النقطة المحورية هي إعدام الرسام الأسود دانييل روبيتايل في القرن التاسع عشر بوحشية وظلم.





تدور حبكة الفيلم حول فنان تشكيلي يدعى أنتوني مكوي يعيش في شيكاغو مع صديقته، مديرة معرض الفنون بريانا كارترايت.

وفي إحدى الليالي يستمعان لرواية حول طالبة أنقذت طفلاً رضيعاً قبل أن يضحي به السفاح كاندي مان.

يلتقط أنتوني القصة ويحاول البحث عن إلهام يفجر شرارة الإبداع لديه، ويتجول في المكان حتى يلتقي برجل يحكي له قصة كانديمان أو الرجل الأسود الذي اتهمته الشرطة بوضع شفرات الحلاقة في قطع الحلوى ويقتل من التعذيب قبل أن تتضح براءته بعد تكرار الحوادث.



وتقول الأسطورة إن تكرار اسم كاندي مان أمام المرآة خمس مرات يستحضر روح البريء وعندها يقتل كل من يتحدث باسمه.

وبالفعل، تتكرر حوادث استحضار روح كاندي مان وقتله الأشخاص بما في ذلك مجموعة من الفتيات المراهقات.

في هذه الأثناء، يخضع أنتوني لتحول وتشوه جسدي ناجم عن لدغة نحلة على يده عانى منها أثناء تجوله في كابريني جرين، وعندما ذهب للمستشفى يعلم أن والدته كذبت بشأن مكان ولادته، وعندما ضغط عليها أخبرته أنه هو الطفل الذي أنقذته الطالبة من الحريق ليلة وفاتها.





تتطور الأحداث وتقتل الشرطة انتوني ظلماً ليصبح كاندي مان مرة أخرى أداة للانتقام وليس رمزاً لألم ومعاناة السود.

ولإكمال تحول أنتوني إلى كاندي مان قطع يده اليمنى واستبدالها بخطاف، وتتكرر أسطورة كاندي مان مع البريء أنتوني ويعود لينتقم من كل المتورطين في قتله.

كشفت المخرجة داكوستا، التي شاركت في السيناريو، عن موهبة في سرد القصص ورسم الشخصيات بدقة على قماش واقعي اجتماعي كئيب.



جرعة الرعب هنا تجعل المشاهد يتجنب الدخول إلى مصعد مزود بمرآة حتى لا يقابل بروح كانديمان، والانعكاس هنا موظف بشكل رمزي، ويظل كاندي مان مصحوباً بالنحل لأسباب منسوجة في القصة الأصلية.

بعد أدائه الرائع في Watchmen وThe Trial of the Chicago 7، يثبت عبدالمتين هنا أنه يتمتع بالكاريزما ويمتلك حضوراً جسدياً ودرامياً يؤهله للقيام ببطولة فيلم بمفرده.

ويذكرنا فيلم أو بوستر الفيلم بعمل مرعب آخر هو «صمت الحملان» ولكن اليرقات هنا استبدلت بالنحلة، والسفاح المهووس آكل لحوم البشر بالروح الشريرة.



ويجيد المخرج استخدام دمية أو خيال الظل في بث الرعب والإثارة وإضفاء أجواء من الرهبة في نفوس المشاهدين، ويستخدمها بدلاً من مشاهد الفلاش باك.

وكانت المرة الأولى التي ظهر فيها كاندي مان أو الغول الخارق المخيف على الشاشة الكبيرة في عام 1992.

وفي النسخة الحديثة نشعر أن الكاميرا المضطربة تقبض على المشهد، وتحذرنا من أن الماضي يزعج الحاضر دائماً.



وتتشكل القصة وتتصاعد بعد انقلاب الافتتاحية الهادئة بعنف وبدء تدفق الدم وارتفاع عدد الجثث.

ويتزايد الخوف بلا هوادة بعد أن علم أنتوني بالرجل البعبع أو الروح السوداء في إيقاع يجمع أحياناً بين مشاهد عادية وبطل عبقري.

الفيلم الذي يعرض منذ 27 أغسطس الجاري من إخراج نيا دكوستا التي شاركت في السيناريو مع جوردان بيل، وين روزنفيلد، وبطولة يحيى عبدالمتين الثاني، تيونا باريس، ناثان ستيوارت جاريت، كولمان دومينجو، كايل كامينسكي، فانيسا ويليامز.