الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

«ديون» في فينيسيا.. صراع كوني للسيطرة على مادة الحياة والمعرفة

«ديون» في فينيسيا.. صراع كوني للسيطرة على مادة الحياة والمعرفة

من السهل أن نلاحظ أن زيندايا هي صاحبة الكلمة الأخيرة في النسخة السينمائية الجديدة الشاملة والمذهلة «ديون» للمخرج دينيس فيلنوف، والتي تم عرضها لأول مرة يوم الجمعة 3 سبتمبر في مهرجان البندقية السينمائي.

الفيلم يدور حول الصراع من أجل النفوذ ومن أجل البقاء، وهو صراع أبدي لا ينتهي، أو كما قالت تشاني «زيندايا» «هذه هي البداية فقط».

ربما تكون أكبر مشكلة مع Dune هي أن هذا ليس سوى الجزء الأول من رواية فرانك هربرت الرائعة التي صدرت عام 1965، ما يعني أن الكثير مما نشاهده يبدو كأنه إعداد شاق لفيلم نتمنى أن يأتي أكثر جاذبية.

وربما نقطة الضعف أن الأجواء الخيالية غير المسبوقة التي جلبتها الرواية الأصلية قد تم استنساخها وتقليدها على مدار عقود طويلة.





يأتي الفيلم بعد محاولة تلفزيونية لم يكتب لها النجاح من قبل ديفيد لينش في عام 1984.

ومن الواضح أن فيلنوف وُلد ليخرج تلك الرواية التي ظل مخلصاً لها منذ قراءتها لأول مرة في سن 14 عاماً.

وبالفعل، نفذ فيلنوف بإخلاص إلى قلب وروح المؤلف فرانك هربرت، مع التركيز على العنصر البشري في القصة المستقبلية، والتي حددت نحو 8000 عام عندما حدثت أزمة بيئية أشعلت شرارة حرب نفوذ ضخمة بين عائلتين -منازل أتريدس وهاركونين الكبرى- حيث تنتقل المعركة من أجل البقاء إلى كوكب مهيب يُدعى أراكيس، ويعرف أيضاً باسم ديون كما تسميه قبائل فريمين الأصلية.

وفي أجواء الخيال العلمي والفانتازيا، ووسط الحرارة الشديدة، والعواصف الرملية المسببة للعمى، والديدان الرملية القاتلة، والتوابل المتعددة سر الحياة والحيوية تدور أحداث الرواية وصراعاتها.



ومن أجل تلك التوابل والنباتات تختفي عوالم بأكملها نجح كل من مصممي الأزياء والمناظر والمصور السينمائي جريج فريزر مع المخرج في خلقها وجعلها جاهزة للمعارك الملحمية.

ومع ذلك، لم ينبهر المخرج بالأجواء الأسطورية وحاول أن يركز على جعل الفيلم قصة عائلية بلمسات عاطفية ما بين أب وابنه وأم وابنها.

البطولة الحقيقية، بجانب زندايا، لبول أتريدس (تيموثي تشالاميت) وهو شاب مُنح فرصة غير عادية ومهمة خطيرة حيث يتم وضع مقاليد ثروة عائلته القوية بشكل متزايد في يديه من قبل والده ديوك ليتو (أوسكار إسحاق) والأم التي لا تقل أهمية، ليدي جيسيكا، وهي كاهنة محاربة لعبت دورها ريبيكا فيرجسون.



ورغم براءة بول وصغر سنه، إلا أنه يحرص على خوض القتال في اراكسيس ومواجهة سلالة هاركونين بقيادة البارون الشرير والشرس فلاديمير للسيطرة على تلك الأرض القاحلة ومواردها ذات القيمة المستدامة.

ويتماهى الفيلم مع تزايد الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة ومواجهة التغير الحراري، ومع ذلك وظف صناعه تلك الفكرة بالمؤثرات الصوتية والضوئية الخاصة وبطريقة غير مباشرة.

ولعبت الموسيقى التصويرية من هانز زيمر دوراً درامياً بارزاً في أحداث الفيلم، مع الإشادة بتصميم الأزياء لجاكلين ويست وروبرت مورغان التي جاءت مليئة بلمسات لافتة للنظر.

من جهة أخرى، تألق شالاميت في أداء دوره، وبجواره فيرجسون وإيزاك وشارون دنكان وشارلوت رامبلينج والقائمة تطول.



مدة الفيلم 155 دقيقة ويعرض في دور العرض والمنصات الرقمية في نفس الوقت بداية من 22 أكتوبر المقبل.

المخرج: دينيس فيلنوف

الممثلون: تيموثي شالاميت، ريبيكا فيرجسون، أوسكار إسحاق، جوش برولين، ستيلان سكارسجارد، ديف باتيستا، زيندايا.