الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

Paw Patrol: the Movie.. الديمقراطية للمبتدئين!

Paw Patrol: the Movie.. الديمقراطية للمبتدئين!

فريق المخالب



في وسط منافسة قوية من «ديزني» و«بيكسار» وغيرها من شركات الإنتاج المتخصصة في أفلام التحريك الموجهة للأطفال، يأتي نجاح فيلم Paw Patrol: the Movie كمفاجأة، خاصةً لمن لا يعرف مدى الشعبية التي يحظى بها المسلسل الذي يحمل الاسم نفسه منذ سنوات.

Paw Patrol هو مسلسل أطفال كندي حقق نجاحاً كبيراً في بلده، ثم انتقل للعرض على قناة الأطفال العالمية «نيكلوديون» منذ 2013، ليعرض بمختلف اللغات حول العالم، وتحول إلى لعب أطفال حققت مبيعات بالملايين، وضعت شركة Spin Master Entertainment المنتجة له على الخريطة العالمية لصناعة ترفيه الأطفال.



على عكس معظم أعمال «ديزني» و«بيكسار» يخاطب Paw Patrol الأطفال الصغار جدا، من سن الثالثة إلى السابعة على أقصى تقدير، وعلى عكس أعمال شهيرة ساخرة مثل «سبونج بوب» و«بوص بيبي»، فإن Paw Patrol مسلسل أطفال تقليدي، تعليمي، يهدف إلى ترسيخ قيمة التعاون المشترك وروح الفريق في مشاهديه الصغار، وإن كان الأطفال الأكبر سناً والبالغون يمكنهم الاستمتاع بلطف وخفة دم شخصياته، خاصة الكلاب.

تدور فكرة المسلسل حول صبي اسمه رايدر يقود مجموعة من كلاب البحث والإنقاذ يطلق عليهم «فريق المخالب» Paw Patrol يعيشون في مكان اسمه «خليج المغامرات»، وكل كلب لديه مهارات خاصة تميزه، وبالإضافة إلى التحديات اليومية التي تواجههم، فإن فريق المخالب لديه عدو أساسي يكرههم ويعمل على إحباط مهامهم وهمتهم، وهو العمدة هامدينجر.



لا يخرج الفيلم عن عالم وفكرة المسلسل، غير أنه يضيف بعض الشخصيات الجديدة، ويطور بعض الشخصيات القديمة، ويحاول أن يتدارك بعض الملاحظات التي ترددت بشأنه مثل انحيازه للرجال وتمجيده للشرطة والسلطة.

يحاول الفيلم أيضاً أن يخاطب الأعمار الأكبر سناً من خلال طرح بعض الأفكار والرموز السياسية، ويبدو أن صناع الفيلم كانوا يضعون في أذهانهم صورة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهم يرسمون شخصية العمدة هامدينجر في الفيلم. إنه ديكتاتور، متعصب، شديد الغرور، لا يهمه سوى تمجيد نفسه حتى لو تسبب في كوارث لشعبه طوال الوقت.

يبدأ الفيلم بتولي هادينجر لمنصب عمدة مدينة المغامرات، وأول قرار اتخذه هو اضطهاد الكلاب ومنعها من دخول المدينة، ولاحقاً يتبين أنه بنى سجناً يجمع فيه كل كلاب المدينة لتعليمها الخضوع. يسارع رايدر وكلابه بالذهاب إلى المدينة بعد نداء استغاثة (من كلبة تحب الفريق وتحلم بالانضمام له) تحذر من كارثة تسبب فيها العمدة هامدينجر بإطلاق مئات المفرقعات النارية للاحتفال بفوزه، ما نتج عنه عدد كبير من الحرائق في المدينة.



يرسم الفيلم خطأ فرعياً تربوياً للكلب «شيس»، الذي يمثل قوة البوليس في المسلسل، حيث يخاف شيس من الذهاب إلى المدينة بسبب حادث تعرض له وهو صغير، وعندما يذهب ينتابه الخوف ويعجز عن أداء عمله أكثر من مرة، قبل أن يتعلم أن الخوف شعور طبيعي لدى الناس وأن المهم هو كيفية تعاملنا معه والتغلب عليه.

على عكس شيس تبدو الكلبة الجديدة ليبرتي (أو «حرية») واثقة من نفسها، شجاعة، تؤدي أصعب المهام بكفاءة ما يجعل رايدر يوافق على انضمامها للفريق.



في الوقت نفسه يواصل العمدة هامدينجر أفعاله التي تتسبب في مزيد من الكوارث، ومنها استحواذه على جهاز علمي هدفه اصطياد السحب لدراستها، فيستخدمه بإفراط وجهل تنتج عنه كارثة طبيعية، ويكاد أن يموت هو شخصياً بسببها. ويبين الفيلم أن الانفراد بالقرارات وتغليب التحيز الشخصي وقهر المختلفين غالباً ما يؤدي إلى كوارث، فيما تتجلى الديمقراطية الحقيقية في فريق المخالب الذي يتعاون أعضاؤه دائماً لمساعدة الناس وبعضهم البعض.

يعتمد الفيلم على «تحريك» بسيط وألوان طفولية تعطي انطباعاً بأننا داخل لعبة ليجو، أو كتاب مصور للأطفال، وعلى تحقق التكامل بين الرسم الرقيق وخفة دم الممثلين الذين يؤدون الشخصيات بأصواتهم، ومنهم كيم كارداشيان، مارساي مارتن، تيلور بيري، يارا شهيدي.

Paw Patrol فيلم عائلي مبهج، حتى لو كان بسيطاً حد السذاجة!