السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

من «اليوتيوب» إلى «نتفليكس».. «مسامير» يواصل كوميديا الشغب!

لعشر سنوات تقريباً ظل مسلسل «حارة مسامير»، الذي يبث عبر موقع «يوتيوب» واحداً من أنجح الأعمال الفنية، وأكثرها إثارة للجدل، القادمة من السعودية.

المسلسل من نوع التحريك animation ويتكون من حلقات قصيرة تدور كل حلقة حول قصة مكتملة، غالباً ما تعرض أو تنتقد بعض السلوكيات والعادات الاجتماعية السائدة، وقد وصلت حلقات المسلسل إلى ما يقرب من 130 حلقة، تم مشاهدتها ما يقرب من 60 مليون مرة على «يوتيوب».



هذا النجاح دفع منصة «نتفليكس» للاتفاق مع شركة «مايركوت» المنتجة للمسلسل على إنتاج حلقات خصيصى للمنصة، بدأ عرض الموسم الأول منها، وحسب ما تم إعلانه فالعقد بين «نتفليكس» واستديوهات Myrkott للرسوم المتحركة يمتد لخمس سنوات، ويتضمن إنتاج عدد من المسلسلات والأفلام.

أول بشائر هذا التعاون تمثلت في الموسم الأول من المسلسل الذي تحول من «حارة» إلى «محافظة مسامير»، ويتكون من ثماني حلقات تتنوع في قصصها وشخصياتها وزمن عرضها، الذي يتراوح من عشر دقائق للحلقة المعنونة باسم «مرحاض الأسرار» وحتى 28 دقيقة للحلقة المعنونة باسم «لازورد».



كعادة المسلسل تتسم الحلقات التي تعرض على «نتفليكس» بالكوميديا الصاخبة، الجريئة، على عكس حلقات «اليوتيوب» التي لم تكن مصنفة. تتميز الحلقات الجديدة أيضاً بجودة التحريك التي كانت تفتقر إليها الحلقات الأولى من العمل، وكالعادة أيضاً يوجه صناع المسلسل نقداً ساخراً لبعض الظواهر الاجتماعية مثل التناحر القبلي والفكري والهوس بتشجيع كرة القدم والشره في تناول الطعام أو على العكس الهوس بتناول الطعام الصحي وغيرها من المشكلات الاجتماعية.

تحمل الحلقة الأولى اسم «آيس كريم» وتدور حول شخصية بندر الذي يرغب في تناول الآيس كريم بأي وسيلة، ما يدفعه لخوض مغامرة كابوسية غريبة يذهب فيها إلى أماكن ويلتقي بشخصيات لا تخطر ببال.



تحمل الحلقة الثانية اسم «واشنطونيا» وتدور حول شخصيتين، أو نموذجين لشخصيات، يتصارعان دائماً. في وقت ما كان أحدهما علمانياً والآخر متطرفاً دينياً، ولكن بعد التحولات السياسية الكبيرة التي حدثت في المملكة لا يجد الاثنان ما يتصارعان عليه فيبدآن في التناحر حول أشياء مختلفة، حيث يصبح أحدهما مشجعاً مهووساً لكرة القدم والآخر مهاجماً شرساً لجمهور كرة القدم!

الحلقة الثالثة التي تحمل اسم «لازورد» تشبه فيلماً قصيراً حول شخصية «سلتوح» الأحمق الذي يعمل في توصيل الطلبات بأحد المخابز ويتورط في قضية قتل بالخطأ لشخصية معروفة محبوبة، ويتعرض للمطاردة ومحاولات القتل، ولكنه يكشف بالصدفة عن قضية أكبر تتعلق بخطف الأطفال وغسيل الأموال. وتبين الحلقة كيف أن بعض المشاهير المحبوبين إعلامياً قد يكونون في الحقيقة شيئاً آخر.

تتناول الحلقة الرابعة «حبة» موضوع الرعاية الصحية، حيث يصاب «سلتوح» ببثر صغير في ظهره، فيقلب الدنيا رأساً على عقب، بينما يوجد شخص آخر لا يستطيع أن يجد سريراً لأمه التي تعاني من مرض شديد.



وتحت عنوان «السباك» تتناول الحلقة الخامسة الصراعات العلامية التي تتداخل فيها قوى متعارضة من أصحاب المصالح. وذلك من خلال قصة مقدم برنامج يتحالف ضده الذين ينتقدهم.

أما الحلقة السادسة «مرحاض الأسرار» فتدور حول الصراعات القبلية، من خلال قصة قبيلتين تتصارعان منذ خمسة قرون، وعندما يبدو أنهما على وشك الصلح أخيراً، يتسبب الغبيان جفير ومانع في انهيار هذا الصلح.

على العكس تبدو الحلقة السابعة «الغيبة الصغرى» مختلفة في موضوعها ومزاجها الكوميدي، حيث يقرر اثنان من شخصيات المسلسل المألوفة، وهما طراد وسلتوح، أن يعتزلا الحياة العامة والعالم كله، ويختبئا في بيتهما.



ومرة أخرى تعود الحلقة الثامنة «شيلاجيت» إلى موضوع الأكل الذي بدأت به الحلقات، ولكن بدلاً من الشره، تتناول هوس شخصية غنام بالأكل الصحي بشكل مبالغ فيه.

من الواضح أن مالك نجر مخرج مسلسل «محافظة مسامير» وصاحب الرؤية الفنية للعمل متأثر بأعمال شهيرة مثل «سمبسون» و«سبونج بوب»، من ناحية الشخصيات وخطوط الرسم والموضوعات الجادة التي يمكن أن يتناولها فن التحريك، ولكنه بمساعدة فريق الرسامين وفريق الممثلين المؤدين للأصوات (عبدالعزيز الشهري، مزروع المزروع، إبراهيم الخير الله، شهد الأحمري، ويوسف الدخيل) استطاعوا عبر عشرات من حلقات المسلسل أن يصبح لهم أسلوبهم الخاص الذي يعبر عن البيئة التي يأتي منها العمل.

يثبت «محافظة مسامير» أمرين: أن التحريك هو فن المستقبل، الذي يحمل طاقات هائلة لم تُستغل بعد. وأن المواهب الخليجية قادرة على المنافسة وعلى تقديم أعمال جيدة تثير الخيال وتحرك العقول والوجدان.