الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

في «عائلة آدامز 2».. كل الأسر غريبة الأطوار!

«عائلة آدامز» هي أشهر عائلة في أمريكا، ربما لا ينافسها في الشهرة سوى عائلة الرئيسين السابقين كينيدي وروزفلت، العائلة الأولى بسبب الاغتيال وقصص الفضائح، والثانية لتولي عدد كبير منهم مناصب سياسية وحربية.

أما «عائلة آدامز» فقد اشتهرت بشخصياتها الخيالية المرعبة غريبة الأطوار، من مسوخ وأشباح وكائنات مشوهة، وأيضاً طرافتهم وخفة دمهم وجاذبيتهم التي لا تقاوم للصغار والكبار.



ولعائلة آدامز تاريخ طويل يعود إلى عام 1938، حيث ابتكرها رسام الكاريكاتير تشارلز آدامز كشخصيات كاريكاتيرية ساخرة يرسمها أسبوعياً في مجلة «نيويوركر».

حققت الرسوم شعبية كبيرة، ورأى فيها البعض مادة مسلية للفكاهة، فيما رأى فيها البعض قلباً ساخراً لصورة العائلة الأمريكية «النموذجية»، وبالتحديد هؤلاء الأثرياء الأنانيون الغافلون، الذين لا يعنيهم شيء في الحياة سوى الحفاظ على نمط حياتهم وعزلتهم، ولا ينتبهون إلى نظرة الناس إليهم كمجموعة من المسوخ الغريبة.



تحولت رسوم «عائلة آدامز» إلى مسلسل تلفزيوني من نوعية الـ«ست كوم» في الستينيات، حقق نجاحاً كبيراً، ومن يومها لم تتوقف معالجات «عائلة آدامز» في السينما والتلفزيون، وحتى في المسرح تحولت إلى مسرحية موسيقية غنائية في «برودواي»!

تحولت قصص «عائلة آدامز» إلى فيلمين شهيرين في بداية تسعينيات القرن الماضي شارك في بطولتهما راول جوليا وأنجيلكا هوستون وكريستينا ريتشي، ثم إلى فيلم آخر في نهاية التسعينيات. وفي 2019 ظهرت العائلة مجدداً في فيلم تحريك حقق نجاحاً دفع صناعه إلى صنع جزء ثانٍ منه بدأ عرضه منذ بداية أكتوبر الحالي بعنوان Adams Family 2.



على عكس أفلام التسعينيات التي كانت تدور داخل قصر العائلة ذي الطراز المعماري القوطي، بين أفراد العائلة وخصومهم من المسوخ والسحرة، يدور فيلما التحريك الحديثان حول العلاقات التي تنشأ بين أفراد عائلة آدامز والبشر العاديين.

تناول الجزء الأول المتاعب التي تعرضت لها العائلة بسبب نفور البشر منهم، ما دفعهم إلى الهرب من محاولات قتلهم واستقروا في قصر مهجور قديم لا يدري بوجوده أحد، وتبدأ المشكلات عندما يدرك سكان المدينة وجودهم، ويقومون بمحاولة التخلص من العائلة مرة أخرى.

في الفيلم الجديد، الذي قام بإخراجه كونراد فيرنون وكريج تيرنان، تنضم الابنة وينسداي وأخوها الأصغر باجزلي إلى المدرسة مع رفاقهما البشريين، وتبدأ الدراما عندما تنجح وينسداي في درس العلوم باختراع وسيلة لنقل صفات كائن حي إلى كائن آخر، وقامت بتطعيم جسد عمها فيستر بجينات أخطبوط، وهو ما يدفع أحد العلماء الأشرار إلى محاولة الاستيلاء على اختراعها بأية وسيلة، فيما يقوم الأب القلِق على ابنته باصطحاب العائلة في رحلة لزيارة بعض المواقع السياحية الشهيرة، وبالتحديد الأماكن الأكثر غموضاً: قرية سالم التي أحرقت فيها بعض البنات اعتقاداً بأنهن ساحرات، منطقة «سليبي هولو»، وادي الموت.. إلخ



إذا كان فيلم 2019 يقدم عائلة آدامز كضحايا لعنصرية وتنمر البشر، فإن الفيلم الجديد يمد الخيط أبعد، ليبين أن «غرابة» عائلة آدامز تشبه أية عائلة أخرى وأن غرابتها هي غرابتنا جميعاً. ويختار الفيلم الجديد أن يركز على شخصية وينسداي المراهقة، التي تشعر -مثل معظم المراهقين- بأنها لا تستطيع التواصل مع أفراد أسرتها، وتفضل العزلة والابتعاد عنهم، ولذلك عندما يأتي أحد المحامين لأخبار العائلة أن وينسداي ليست ابنته البيولوجية وأنه تم استبدالها في مستشفى الولادة، تشعر وينسداي أن ادعاء المحامي ربما يكون صحيحاً!

بشكل ما يستخرج «عائلة آدامز» مشاعر الغيرة والكراهية والاغتراب التي يمكن أن توجد بين أكثر العائلات «طبيعية» ليعرضها بطريقة فنية مضحكة، تحرر المشاهد، وبالتحديد الطفل، من هذه المشاعر المكبوتة.

يشارك في بطولة «عائلة آدامز 2» عدد من نجوم هوليوود بأصواتهم: تشارليز ثيرون في دور الأم مورتيشيا آدامز، أوسكار ايزاك في دور الأب جوميز آدامز، بيت ميدلر في دور الجدة، نيد كرول في دور العم فيستر، وكلوي جريس مورتيز في دور وينسداي.



يتميز الفيلم بتحريك عالي المستوى كما يتميز بموسيقاه، خاصة استخدامه للأغنية الخاصة بالمسرحية التي كتبها المؤلف الموسيقي فيك ميزي، وبعض الأغنيات الشعبية مثل I Will Survive، كما يتميز بشكل خاص عنصر الديكور وتصميم المشاهد، الذي يعبر بخطوطه وأبعاده وألوانه عن الدراما ومشاعر ومزاج الشخصيات.



«عائلة آدامز» يجعل المخيف مضحكاً والمقزز سخيفاً ورغم أنها أغرب عائلة يمكن أن يشاهدها الطفل إلا أنها -في الحقيقة- عائلة مثالية، طيبة، ومترابطة بالحب، ورغم أن الفيلم، مقارنة بالأعمال القديمة، يبدو تكراراً باهتاً، لكن الأطفال وعشاق السلسلة يمكن أن يجدوا فيه تسعين دقيقة من التسلية والمرح.