الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«بوري» الكوري يفتتح «الشارقة السينمائي للأطفال والشباب»

انطلقت، مساء أمس الأحد، فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب والتي تنظمه عن بُعد حتى 15 أكتوبر، مؤسسة «فن» المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة في الإمارات، تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.

ويشارك في الدورة الجديدة المقامة تحت شعار «فكر سينما» أكثر من 80 فيلماً من 38 دولة عربية وأجنبية، منها 6 أفلام تعرض للمرة الأولى عالمياً و35 فيلماً تعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط، و4 في دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى 4 أفلام تعرض لأول مرة في دولة الإمارات. وشهد حفل الافتتاح العرض الأول في الشرق الأوسط من الفيلم الكوري «بوري».

رافد لطاقات الأجيال الجديدة

وأكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة مؤسسة «فن» ومديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، أن المهرجان رافد لطاقات الأجيال الجديدة، ومنصة لتعزيز ارتباطهم بالسينما التي عمّقت صلتنا بالحياة، ورسّخت في داخلنا قيمة الأشياء على بساطتها.

وقالت: «أعادت السينما تعريف العاديّ، وجعلت من اليومي والبديهيّ حالة استثنائية، وأدخلتنا معها إلى آفاق مليئة بالإبداع واللحظات التي لا تنسى، فكانت سبيلنا لتجاوز مختلف التحديات، وتخطي الحواجز التي حالت دون تواصلنا خلال ظروف الصعبة، لهذا نفتتح دورة هذا العام من المهرجان أمام عشاق السينما من مختلف بلدان العالم في تجربة افتراضية استثنائية، تشكّل رحلة في الفن وفي جمال معالم إمارة الشارقة السياحيّة والطبيعية».

جاء ذلك خلال كلمة مديرة مؤسسة «فن» في حفل افتتاح فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، الذي عقد عن بُعد، وتحدث خلاله كلٌّ من المخرجة الإماراتية نهلة الفهد، والفنان السوري عابد فهد، والفنان السوري يحيى محياني، بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ومجموعة الأطفال واليافعين والشباب المعنين بصناعة السينما.

وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: «على امتداد سنوات، استثمرنا في مؤسسة فن بطاقات الأطفال والشباب، وحرصنا على ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرامية إلى بناء جيل قادر على تلبية الطموحات، جيل متمسّك بهويته وثقافته، وتنفيذ توجيهات قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، التي تدعو لبناء جيل طموح قادر على الإبداع، يتسنى له مشاركة قضاياه وتطلعاته الفنية مع أقرانه من مختلف أنحاء العالم».

وأضافت: «يجمعنا مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب في دورته الثامنة من جديد، على هدف واحد، ورؤية سامية غرضها تأسيس جيل جديد محبّ للسينما، قادر على تبنّي مفردات الفنّ الإعلامي الجديد».

فرصة ذهبية

من جهتها، قالت المخرجة الإماراتية نهلة الفهد، إن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب هو فرصة ذهبية لم تكن متاحة من قبل للأجيال السابقة، فهو يتيح فرصة كبيرة لمحبي التصوير والتمثيل والإخراج السينمائي ليعبّروا عن رؤاهم، ويحترفوا صناعة السينما من خلال عروض الأفلام، وتنظيم الورش التدريبية والحلقات النقاشية، ومن خلال اللقاء بالخبراء وأصحاب التجارب السينمائية.

وأضافت أن قيمة المهرجان وأثره أصبحا أكبر؛ نتيجة لما يقدمه من تدريب وما يعمل عليه من تنمية للمواهب الجديدة، لأنه بذلك ينقل الأطفال والشباب من مرحلة استهلاك السينما، إلى تعلم صناعتها والمرور بمراحل إنتاجها، وبذلك يكتسبون الخبرات ويتعلمون الكثير حول هذا الفن.

استلهام جماليات السينما

وقال الممثل السوري، عابد فهد، إن للفن سحره الذي لا يقاوم، ولفئة الشباب والأطفال قدرة استثنائية على استلهام جماليات السينما، وتلقيها من زاوية تلبي أحلامهم وتعكس ثقافة اللحظة الراهنة التي يعيشونها، ودائماً ما تؤرخ ذاكرة الطفولة وسن الشباب لمحطات الدهشة الأولى في وعينا بالحياة والفن. ابتداءً بغناء الأمهات ولحن النشيد في المدرسة مروراً بلوحات الطبيعة وصولاً إلى المشاهد السينمائية التي لا تفارقنا.

وأضاف عابد فهد، أن وصول مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب إلى دورته الثامنة يجعل له دوراً أكيداً في بناء ذاكرة سينمائية للشباب والأطفال، وأن ما نزرعه اليوم في وجدان أبنائنا سوف يزهر في الغد وعياً وثقافة نعلّق عليها الآمال.

الحافز والنجاح

وفي كلمته، قال الكاتب والممثل السوري يحيى مهايني، مخاطباً الأطفال والشباب: «كلنا نسعى إلى السعادة، ولكن لدينا وجهات نظر مختلفة عما يجعلنا سعداء، وعندما تدركون أن هناك العديد من الطرق التي تؤدي إلى السعادة، سوف تكونون قادرين على الحفاظ على شغفكم وفضولكم وخيالكم».

وتابع مقدماً خلاصة تجربته: «إن الشعور بالرضا عن النفس من خلال العمل يجلب السعادة، وأحث الأطفال والشباب لكي يسألوا أنفسهم ما هو الشيء الذي سيشعرهم بالرضا، ليجعلوا منه هدفاً يكتبونه ويذكرون أنفسهم به كل يوم، لأن الحافز الشخصي يقود إلى النجاح».

وشهد حفل الافتتاح العرض الأول في الشرق الأوسط من الفيلم الكوري «بوري» مترجماً إلى العربية والإنجليزية، وهو فيلم من إخراج جين يو كيم، تدور أحداثه حول فتاة صغيرة تدعى «بوري» تعيش مع والديها وشقيقها الصغير، وهي الفرد الوحيد التي يمكنها التحدث والسمع في أسرة جميع أفرادها صم وبكم. تظل «بوري» تصلي باستمرار لتصبح صماء أيضاً، ويركز الفيلم على الاضطراب الذي تعانيه الفتاة الصغيرة لتتلاءم مع عائلتها، ويضع المشاهد أمام أسئلة: هل يحبها أهلها أقل من أخيها، وهل سيحبونها أكثر لو كانت صماء؟