الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

«ريش» يُثير الجدل في «الجونة» لهذا السبب

حالة من الجدل أحدثها عددٌ من الفنانين المصريين بعد انسحابهم من العرض الخاص للفيلم المصري «ريش» على هامش فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، وكان في مقدمة هؤلاء الثلاثي أحمد رزق وشريف منير وأشرف عبدالباقي، إضافة للمخرج عمر عبدالعزيز، تبين بعد ذلك أن سبب المغادرة هو الاعتراض على موضوع الفيلم والطريقة التي عالج بها حال أسرة فقيرة وحالتها المعيشية.





وقال الفنان شريف منير إن الفيلم يشوه سمعة مصر، بحسب تصريحات صحفية متداولة، وكان ذلك فحوى السجال الدائر على وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات القليلة الماضية، حيث تساءل البعض عن التعريف العميق لمعنى «تشويه سمعة مصر»؟ وهل يمكن لفيلم أن يشوه سمعة دولة بحجم مصر؟

وفيلم «ريش» عُرض لأول مرة في مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان «كان»، وحصد جائزة أحسن فيلم، كما حصد جائزة «فيبريسي» في نسخته 2021.

ويحكي الفيلم قصة رب أسرة تحول لدجاجة بفعل عمل سحري، ليصح عبئاً على زوجته التي تسعى بشتى الطرق إلى الصمود وحدها مع أطفالها للنجاة من المستنقع الذي يعيشون فيه.



الفنان أحمد رزق أحد المغادرين لعرض الفيلم قال قي تصريح خاص لـ«الرؤية»، إن مصر أكبر من أن يُسيء فيلم لسمعتها كما هو متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونفى رزق أن يكون قد غادر الفيلم بسبب شعوره بأن الفيلم يُسيء لسمعة مصر كما هو متداول.

وأضاف رزق: «من حق أي مخرج أن يُناقش أي قضية أو موضوع، وأنا لم أغادر لأن الموضوع لم يعجبني كما هو متداول، لكن الفيلم وضعني في «مود» سيئ جداً ولم أستطع مواصلة المشاهدة.

وأكد رزق أنه لم يغادر المهرجان بسبب الفيلم كما هو متداول، ولكنه غادره بحسب الميعاد المتفق عليه مع إدارة المهرجان قبل عرض الفيلم حتى.



سلاح سمعة مصر



الناقد الفني طارق الشناوي والذي حضر عرض الفيلم بالجونة اتفق مع الفنان أحمد رزق بأن الفيلم لن يهز سمعة مصر كما هو متداول، لكن الإساءة لسمعة مصر جاءت من الحديث عن أن عملاً فنياً يُسيء لسمعة مصر، وليس الفيلم هو الذي أساء لمصر.

وأضاف الشناوي في حديثه مع الرؤية «بغض النظر عن مستوى الفيلم وأياً كان التقييم له، لا يمكن لعمل فني الإساءة لسمعة وطن وتاريخ وحضارة، فهي مسألة مُهينة، لكن للأسف جزءاً من فنانينا يسارعون بالاتهامات، وليست هناك مشكلة أن يغادر فنان دور العرض لأنها قناعته الشخصية، لكن المشكلة في استخدام سلاح الإساءة لسمعة مصر»

واستطرد الناقد الفني عمر الزهيري مخرج الفيلم هو آخر عنقود الموهوبين العصريين، فالسحر الفني كله يكمن في كيفية تقديم الحكاية والصورة، وفيلم ريش لم يتعد على سمعة مصر.

أزمة مفتعلة

الناقد الفني محمد سيد عبدالرحيم يرى أن ما أُثير حول الفيلم وتأثيره على سمعة مصر هو أزمة مفتعلة تماماً، خصوصاً من جانب الفنان شريف منير.

وأضاف عبدالرحيم في حديثه مع «الرؤية»: «اعتبرها محاولة من شريف منير لركوب «التريند» بإثارته أزمة لا أساس لها، فالفيلم لا يتحدث عن مصر ولم يحدد زماناً أو مكاناً بل تحدث عن حالة متكاملة حاول المخرج تصويرها من خلال عمله، ففيلم ريش من أهم الأفلام المصرية هذا العام وربما من أجمل الأفلام المصرية منذ سنوات طويلة.

الناقد الفني رامي المتولي يقول لـ«الرؤية» إن مغادرة أي شخص لأي فيلم لا تعني أن الفيلم سيئ، ومن حق أي شخص أيضاً أن ينتقد أي عمل بناءً على قناعاته وأيدلوجيته.

وأضاف: «من حق أي فنان أن ينتقد أي عمل فني من واقع قناعاته، ولا أرى أن أي فنان غادر عرض الفيلم مخطئ، طالما أن انتقاده لا يدعو للكراهية أو العنف، فالفيلم بغض النظر عن رأينا فيه فقد أثار جدلاً، وما يحدث حوله حالة صحية في سبيل تطوير صناعة السنيما».

واستطرد المتولي: «ما حدث من نقاش أمر صحي، والفيلم مهم جداً خصوصاً أنه حصد جائزة دولية وحدث نقاش عالمي حوله، ولا يوجد أي عمل فني ينقل الواقع كما هو، فهناك رؤية إخراجية يُحيطها بعض الخيال أحياناً، ولذا فلا يمكننا القول إنه يُسيء لمصر».





أمر طبيعي

مخرج الفيلم عمر الزهيري قال في ندوة على هامش عرض «ريش» بمهرجان الجونة، إنه قدم السينما التي اقتنع بها وتطرح أفكاره، وأمر طبيعي أن يكون هناك اختلاف في الرأي حول الفيلم.

وأضاف الزهيري «فيلمي ليس أول عمل يخلق ارتباكاً بين المشاهدين، وهو أمر حدث للعديد من المخرجين الكبار»، منوهاً بأن الفيلم سيُطرح تُجارياً في شهر ديسمبر المقبل.