الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ضحك ورعب وقتل وحب.. «أحمد نوتردام» برنامج مقالب يرتدي ثوب فيلم!

ضحك ورعب وقتل وحب.. «أحمد نوتردام» برنامج مقالب يرتدي ثوب فيلم!

لرامز جلال معجبون كثيرون من الكبار والصغار في العالم العربي ينتظرون برامج المقالب الرمضانية التي يقدمها ويتابعونها بشغف.. حتى لو كان البعض أيضاً ينتقدها لما تحتويه من عنف وفظاظة، فيما يرى البعض الآخر أنها مجرد تمثيل في تمثيل.

ولرامز جلال محاولات عدة في التمثيل السينمائي تتراوح درجة نجاحها، ولكنها لا تصل بأية حال إلى نجاح برامج المقالب التي تخصص وبرع فيها.

آخر أعمال رامز جلال فيلم «أحمد نوتردام» الذي انتقل من دور العرض السينمائي إلى منصة "شاهد VIP"، وهو عمل يحاول الجمع بين برامج المقالب والدراما السينمائية، في قالب رعب أكشن كوميدي.



تعتمد برامج رامز جلال على إثارة مشاعر مختلطة تقع في المنطقة الفاصلة بين الفزع والكوميديا، إذ يتعرض ضيوفه لأنواع شتى من المخاطر المميتة: حريق، غرق، سقوط من عل، حوادث، حيوانات مفترسة، إلى آخره، ولكن المشاهد، مثل رامز، يعرف أنها مخاطر غير حقيقية، ومن ثم تتولد الصرخات والضحكات في اللحظة نفسها أحياناً.

يضحك المشاهد أيضاً عندما يرى النجوم في موقف ضعف يستنجدون ويشتمون، كما يضحك الصغار عندما يرون الكبار يتصرفون مثل الأطفال.

في «أحمد نوتردام» يحاول رامز جلال أن يعثر على منطقة مشتركة بين برامج المقالب والأفلام، يعبر عنها الشعار المكتوب على ملصقات الفيلم: «لا تخافوا.. ولكن هزروا!».

يعبر المشهد الأول للفيلم عن هذه الفكرة بوضوح: في مترو الأنفاق ليلاً يقوم شخص غامض لا تظهر ملامحه بتعقب امرأة وخطفها ثم تعذيبها وقتلها بوحشية.

مشهد افتتاحي نموذجي لأفلام الرعب، ولكن المرأة (التي تؤدي دورها انتصار) تعبر عن رعبها بطريقة كوميدية تثير ضحكات المشاهد، وهي تسأل خاطفها عما إذا كانت هذه فقرة من برنامج «الكاميرا الخفية» في إشارة غير مباشرة للبرامج التي يقدمها رامز، والتي ظهرت فيها انتصار لتعبر عن خوفها بالطريقة المضحكة نفسها.



أما خاطفها (خالد الصاوي) الذي لم يظهر وجهه بعد فيحيط نفسه بقصص وصور رواية «أحدب نوتردام» للفرنسي فيكتور هوجو.

بعد نهاية المشهد الافتتاحي تنزل عناوين الفيلم، لننتقل بعدها إلى جو مختلف تماماً: صباحاً، هناك قطار طائش تتابع مسيرته وسائل الإعلام ومواقع التواصل، ويظهر صحفيان شابان، يؤدي دورهما رامز جلال وحمدي الميرغني، يذكران بثنائي عبدالحليم حافظ وعبدالسلام النابلسي في فيلم «يوم من عمري».

يحاول الصحفيان الحصول على انفراد صحفي، لدرجة أنهما يلقيان بأنفسهما فوق سطح القطار المتحرك، ويجريان حواراً مع سائقه، فيما القطار يوشك على الاصطدام بالمحطة والتسبب في مقتلهما مع عشرات آخرين!

ينتمي هذا الجزء إلى نوعية أفلام الحركة والمطاردات: دراجة بخارية تسير بسرعة جنونية في طرق مزدحمة بالسيارات والناس، قطار طائش وشابان يقفزان من فوق جسر بالحركة البطيئة، وهي مشاهد منفذة بشكل جيد سواء المطاردات التي تعتمد على بدلاء محترفين أو مشاهد القطار التي تعتمد على المؤثرات الخاصة.

ما إن ينتهي هذا الفصل حتى نعود من جديد إلى قصة السفاح قاتل النساء، إذ تظهر جثة المرأة الأخيرة، ويبدأ الشابان الصحفيان في متابعة القضية بحثاً عن مزيد من النجاح.



واحد منهما (رامز) اسمه أحمد لاشين (ومن هنا الربط بين كلمتي أحمد ونوتردام!)، يذهب لمشرحة الموتى حيث يلتقي بالطبيبة المسؤولة عن تشريح جثث السفاح، تؤدي دورها غادة عادل، وهنا ننتقل إلى فقرة جديدة تعتمد على إظهار الكثير من الجثث المشوهة المرعبة والمنفرة بشكل فظ وزائد عن الحد، ويحمل تنكيلاً غير مبرر بالجسد الإنساني.

بعدها ينتقل الفيلم إلى محاولات الشابين والطبيبة يساعدهما خبير في الجرائم، يؤدي دوره بيومي فؤاد، بمحاولة الوصول إلى السفاح.



يضم الفيلم عدداً من نجوم الكوميديا يظهرون كضيوف شرف، مثل أحمد حلاوة وانتصار وشيماء سيف وأحمد فتحي ومحمد ثروت وعلي ربيع، يضفون على الفيلم طابعاً مرحاً، ولكن لا يستفيد الفيلم من وجودهم كثيراً، خاصة في الثلث الأخير الذي يغلب عليه البطء والنمطية، ومثل مشاهد المشرحة يعتمد على الأقنعة والتنكر بشكل أساسي.

كان يمكن توظيف الطاقة الهائلة التي يتمتع بها رامز جلال وإمكانيات خالد الصاوي كممثل وفريق الممثلين الموهوبين الذي شارك في الفيلم في إنتاج عمل أكثر جودة وتكاملاً، لكن الكتابة المتعجلة حالت دون ذلك، فأتى العمل شبيهاً بحلقة من برنامج الكاميرا الخفية: بعض الفزع وبعض الضحك، وانتهى الأمر!